يا صاحب الرسالة

هذا الكِتاب الجميل يُخاطب ابن الدعوة، وصاحب الرسالة، ومن هو وريث أولي العزم من الرسل ومن حمل دعوة الإسلام، واحترق قلبه كمداً على حال أمتنا، فأضاء بهمته ما حوله.

لمن زار الفتور روحه، وانخفضت درجة حرارة قلبه، وتعرض لوعكة روحية طارئة أو مزمنة، ولمن توالت عليه المسئوليات فاضطربت عنده الأولويات: الدنيا ومشتقاتها على رأس القائمة والآخرة في المؤخرة! عليه بهذا الكِتاب لبري سهام الدعوة لتكون نافذة في طبقات الغفلة الكثيفة التي أحاطت بالقلوب فتصيبها بإذن الله إصابة مباشرة.

يا صاحب الرسالة أنت اليوم في مواجهة حاسمة مع عدوٍ متبجح يصل الليل بالنهار في سبيل اقتلاع دينك، أو على الأقل تركه في قلوب الناس صنماً لا روح فيه، فماذا أنت صانع؟! أنت قائد التغيير البشري اللازم لوقوع التغيير الإلهي المُرتقب، فكيف نطلبك فلا نجدك!

يا صاحب الرسالة أنت قائد التغيير البشري اللازم لوقوع التغيير الإلهي المُرتقب، فكيف نطلبك فلا نجدك

مع الكِتاب:

قسّم الدكتور خالد أبو شادي كتابه إلى خمسة فصول تتضمن:

الفصل الأول: مهموم بدعوتي

ويجيب فيه الكاتب على عدة تساؤلات أبرزها:

لماذا الهم بالدعوة؟ ويجيب: كيف لا تحمل هم دعوتك وأن ترى المنكرات تملأ الأرجاء حتى لو رآنا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنكرنا! وأنت تعيش في أمة المليار ومع هذا لم تحصد في ميادين الإنجاز سوى الأصفار، وأنت ترى غزة الأبية تعاني ما لو مرّ بالحديد لذاب وبالوليد لشاب؟ وأنت ترى الدعوة كل يوم تطلبك وتستصرخ نجدتك وترتقب عودتك، ودينك أضحى وأمسى تحت القصف ولا ناصر أو مغيث.

-أكد الكاتب على أن قيمة الإنسان في همته بالدعوة وقدره عند الله، متسائلاً: ما قيمتك الحقيقية من غير أموالك وجاهك وسلطانك؟ هل همّك وطموحك دنيا زائلة ووظيفة مغرية وامرأة تحبها، أم همك جنة أبدية عرضها السماوات والأرض يفوز بأعلى درجاتها من بلغ أعلى درجات الإيمان في الدنيا، وهل أعلى من العمل أجيراً عند الله لتبليغ رسالته؟

-يقول الإمام حسن البنا:” إنّ تاريخ الأمم جميعاً إنما هو تاريخ ما ظهر بها من الرجال النابغين أقوياء النفوس والإرادات، وإنّ قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة ، وإني أعتقد -والتاريخ يؤيدني- أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته”، فلماذا لا تكون أنت هذا الرجل؟

-كما تحدث الكاتب في هذا الفصل عن “الكفاية الغائبة” ويقول:” مما يدفع لحمل هم الدعوة أن أصحاب الرسالة يعلمون أن الدعوة من الفروض الكفائية، وأن هذه الكفاية لم تتحقق إلى اليوم، لذا انقلبت إلى فرض عين، فبذلوا غاية المجهود لتحقيق هذه الفريضة، وإلا استوجبوا العقاب كما حدث مع ثمود قوم صالح، قال الحسن:” قتل الناقة رجلٌ واحد، ولكنّ الله عمّ القوم بالعذاب لأنهم عمُّوه بالرضا”، فمن لم يحمل هم الدعوة ومسؤولية الدين فهو آثم في فقه أرباب الهمم العالية”.

مما يدفع لحمل هم الدعوة أن أصحاب الرسالة يعلمون أن الدعوة من الفروض الكفائية، وأن هذه الكفاية لم تتحقق إلى اليوم، لذا انقلبت إلى فرض عين

-تلبية النداء إن صاحب الرسالة هو من يستبق الأحداث لا ينتظرها، ويسابق الزمن خوف الفوت، متوثباً إلى غايته النبيلة، أنت صاحب دعوة ينتظرها المسلمون في جميع الأرض، المحاصرون في غزة، والمعذبون في كشمير، والمنسيون في أرض الصين.

-هجمة قبل هجمة إن لم تهاجم شيطانك هاجمك، وحين تتخدر غيرتك على دعوتك وتتبلد مشاعرك تجاه مصاب أمتك فاعلم أن الشيطان قد غزاك ، فبدلاً من أن تدعو غيرك إلى الخير يدعوك شيطانك إلى الشر، فتسقط صلاة الفجر من أولوياتك، وتضيع الأذكار المأثورة من أورادك، ويضيع معها ذكر الله وحفظه لك.

الفصل الثاني: لكل شيء علامة: فما علامة اهتمامك بدعوتك؟

لابد أن يحرص الداعية على أن يكون مميزاً: ومن هذا التميز الذي يجب أن يحرص عليه صاحب الرسالة (الحرص على اللغة، الأعياد فلا عيد عندنا غير الفطر والأضحى، عدم التأنق الزائد واتباع الموضة، ترك المزاح المفرط).

*الحزن الحقيقي: فيجب أن يكون الحزن الحقيقي لصاحب الرسالة على حال الغافلين من أمته وحسرته على فرصة هداية سنحت، أو غنيمة دعوية فُقدت، وهذا الحزن هو أهم مفتاح من مفاتيح نجاح صاحب الرسالة.

ومن الأمور التي أوردها المؤلف أن يضحي الداعية لأجل دعوته براحته وماله ووقته، كما أن الأهداف لابد وأن تكون واضحة على الدوام، مع التأكيد على أنها أعلى من الوسائل، وتحتاج إلى بذل الجهد والمتابعة.

الفصل الثالث: قفز الحواجزمن كتم داءه أماته، لذلك استعد لتجاوز العقبات التي تواجهك في الدعوة . ومن هذه العقبات: الخجل، التشاؤم، ضعف العلم والحل ألاّ يمر عليك يوم دون أن تقرأ، وليكن معك نوتة صغيرة تدون فيها ما تقرأ، وتحفظ ما تكتب، وتنشر ما حفظت حولك، وعند حضور أي درس قُم بتسجيل ما يعرض من فوائد وعند العودة إلى المنزل تكون داعية بين أهلك، وليست المشكلة بضيق الوقت بل بعدم وضوح الرؤية وغياب الأولويات وضعف الهمم، والعجز والكسل والجبن والبخل.

الفصل الرابع: أقدمها في اختياراتي

يجب على صاحب الرسالة أن يُقدم دعوته في اختياراته من خلال:

-زواجه: فالزواج عند صاحب الرسالة وسيلة لا غاية؛ وسيلة لإعفاف نفسه وصرفها عن الحرام، ووسيلة لبناء بيت مسلم، ووسيلة لإنجاب ذرية صالحة ترث الرسالة، ووسيلة لعونٍ يجده المرء من زوجه على طاعة ربه، فاختيار الزوجة الصالحة هو يمثل بحقٍ خطوة مفصلية في حياة كل داعية، إما أن ترتقي به أو تخسف به وبهمته .

-عمله: إن تقديم الدعوة في اختياراتك يتحقق حين ترفض عملاً فيه مال حرام أو شبهة حرام، وحين تختار عملاً براتب أقل في سبيل أن يتوفر لك وقت تبذله لدعوتك ودينك، وحين تؤثر مهنة لها طابع دعوي ومركز تأثيري وإرشاد وتوجيه كالتدريس.

– ماله: إن تقديم الدعوة في اختياراتك المالية يشمل: التضحية به، والزهد فيه فالمال فتنة واختبار عظيم صعب، والمغرم وهو فخ يقع فيه أصحاب الرسالة حين يسقط أحدهم فريسة لتطلعات دنيوية تجذبه نحو دائرة الحرام دون أن يشعر. فالرجل إذا غَرِم حدّث فكذّب ووعد فأخلف، الحرام والشبهة فقد يتأثر صاحب الرسالة بالبيئة المحيطة فيخوض في الحرام ويتخلى عن المثاليات ويقع في المحظور، والبخل، وتشتت الهمم، والحسد.

– علاقاته: من هم من يبثهم صاحب الرسالة أسراره ونجواه؟ من أقرب الناس إلى قلبه؟ هل هم حاملو رسالة مثله أم غيرهم؟ هل يحب لله ويبغض لله؟ إنّ الصاحب يدل على صاحبه.

– وقته: صاحب الرسالة لا يبذل وقتاً من غير نية ولا يتحرك إلا بهدف، لا يؤثر على دعوته ولا يتأخر عنها إن طلبته.

الفصل الخامس: في مسارات الحياة

لماذا العمل على مسار الحياة؟

لأنك تقضي أكثر أوقات يومك مع هؤلاء، لأنها لا تتطلب وقتاً مستقطعاً، لأن أكثر الناس يقضون معظم حياتهم في أعمالهم بعد ما أرهقتهم لقمة العيش والسعي على الرزق، ولأن صاحب الرسالة يغار أن يفقد لحظة واحدة في غير عمله لدينه، فصاحب الرسالة له طمع في الأجر. ولابد للدعوة في ميدان العمل من شرطين لازمين يمهدان الطريق للقلوب وهما: التميز الخلقي والمهني  سواء في مجال الطبيب الداعية، أو المدرس الداعية، أو ضابط الشرطة الداعية.

مع المؤلف:

الدكتور خالد أبو شادي هو دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973، وهو صاحب كتب دعوية ومحاضرات توعوية متميزة أثرت في قلوب الكثيرين فتركت بصمات إيمانية رائعة في أعماقهم، ويركز في دعوته على القلب ووسائل الخروج به من الظلمات، وهو زوج إحدى بنات المهندس خيرت الشاطر السبعة.

من أبرز مؤلفاته: سباق نحو الجنان، وأول مرة أصلي -وكان للصلاة طعم آخر، وصفقات رابحة.

بطاقة الكتاب:

اسم الكِتاب: يا صاحب الرسالة
اسم المؤلف: د. خالد أبو شادي
دار النشر: دار الراية للنشر والتوزيع
سنة النشر: 1431ه-2010م
عدد الصفحات: 191 صفحة

اضغط على الغلاف لتنزيل نسخة من الكتاب