كلمة الاعلامي اسامة جاويش في تأبين حبيب الدمايطة الدكتور علي الداي

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.
كبرت في محافظة دمياط وأنا أسمع من والدي عن قصص هذا الرجل الصالح الذي وهب حياته للسعي في قضاء حوائج الناس ، الرحل الذي عاش من عمره القليل لنفسه والكثير لمن حوله من أهل وأقارب ومعارف وأصدقاء من عرفهم منهم ومن لم يعرفهم.
كبرت وانا أسمع حكايات عن الرجل الذي ما دخل انتخابات إلا واختاره الناس بأغلبية ساحقة لثقتهم به وإيمانهم بإخلاصه وتفانيه في خدمتهم دون مقابل.
كبرت وأنا أسمع عن الرجل الذي جعل من أملاكه نواة للتيسير على شباب أرادوا الزواج ومنعهم ضيق ذات اليد ، فكان لهم عونا وسندا ونصيرا
كبرت وأنا أسمع عن الرجل التقي النقي الغني الخفي الذي إذا حضر لم يعرف فكان يجلس في اخر الصفوف لا يحب المظاهر ولا يهتم بالظهور ، خجول اذا مدحوه او ذكروا اسمه ، اذا غاب لم يفتقد ولكن يفتقد الناس روحه الطيبة وأثره الباقي وخدماته التي لا تنقطع
كبرت وأنا أسمع عن تواضعه الجم ودماثة أخلاقه، ثم عرفته طيبا كريما باسما دوما ، رافقت أبناءه الكرام لسنوات طويلة ، كبرنا معا ، سافرنا معا ، ضحكنا معا ، ودعونا لآبائنا وأمهاتنا معا
اليوم يرحل الرجل الطيب الدكتور علي الداي ، رفيق درب الكثيرين ، من كان لهم بمثابة الأخ والصديق ، من كان لآخرين بمثابة الوالد والمعلم والناصح الأمين
اكتبوا عن صدقات الرجل الجارية ، اشهدوا للرجل بأعماله الصالحة وعلمه الذي ينتفع به ،
من كان في قلبه مثقال حبة من حب وامتنان للدكتور علي الداي فليكثر من الدعاء لهذا الرجل الطيب أن يتقبله الله من الصالحين
اللهم اغفر له وارحمه ، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ، الله أكرم نزله وأحسن مدخله ، واكتبه في الفردوس الأعلى
اللهم شفع فيه صيامه وقيامه وصبره على مرضه ، اللهم شفع فيه صدقاته الجارية وعمله الصالح وعلمه الواسع وسعيه في قضاء حوائج الناس
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراق الدكتور علي الداي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

إنا لله وإنا إليه راجعون
اسامه جاويش