حدث في مثل هذا اليوم

معركة أجنادين، والتي تحل ذكراها اليوم ، من أهم وأبرز المعارك التي خاضها المسلمون ضد الروم بعد انتصارهم على الفرس بقيادة خالد بن الوليد، وفي عهد الخليفة أبو بكر الصديق، وهي معركة وقعت بين المسلمين والبيزنطيين عام 634 م، في أرض فلسطين على مقربةٍ من مدينة الرملة حيث عسكر المسلمون في قرية عجور شمال غرب مدينة الخليل، في حين عسكر جيش الروم في قرية بيت جبرين لتجميع الجيوش القادمة من أكثر من مكانٍ لمؤازرة.

وتنبع أهمية معركة أجنادين كونها أول لقاء كبير بين جيوش الخلافة الراشدة والروم البيزنطيين في الصراع على الشام، وجرت بحوالي سنتين قبل اللقاء الفاصل والحاسم في معركة اليرموك عام 636 ميلادي.

وتبدأ قصة المعركة حسبما ذكر بعدما وصلت أنباء هزيمة الجيش المكلف بفتح الشام إلى الخليفة أبي بكر الصديق فجهز أربعة جيوش عسكرية، تحت قيادة “أبو عبيدة بن الجراح”، ومجموع الجيوش كلها لا يتجاوز الثلاثين ألفا، وكان الصدِّيق كلما خرج لتوديع جيش من الجيوش الأربعة يوصي قائده بوصايا جامعة، تبين سلوك الفاتحين المسلمين وأخلاقهم في التعامل مع أهالي البلاد القادمين إليها ومنها ما نسب إليه “وإني موصيكم بعشر كلمات فاحفظوهن: لا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا صبيًا صغيرًا ولا امرأة، ولا تهدموا بيتًا ولا بيعة، ولا تقطعوا شجرًا مثمرًا، ولا تعقروا بهيمة إلا لأكل، ولا تحرقوا نخلاً ولا تُغرقوه، ولا تعص، ولا تجبن…”

استمر القتال بين الفريقين وقتًا قليلاً ، وانتصر الجيش الإسلامي انتصارًا عظيمًا، ووصل الجيش الإسلامي كما خطط خالد بن الوليد إلى خيمة قائدهم العام، الذي قال: “والله ما رأيت يومًا في الدنيا أشدَّ عليَّ من هذا”، وكانت آخر كلماته، إذ اجتُثَّ رأسه بعد هذه الكلمة.

بلغ عدد القتلى من الروم في هذه المعركة نحو 3 آلاف قتيل، من 100 ألف، وبمجرد أن قُتِلَ قائده، لم يكن من بقية الجيش إلا أن فرُّوا عن طريق الطرق المتشعبة الكثيرة الموجودة حول أجنادين، ولكن الجيش الإسلامي لم يتركهم، بل أخذوا في تتبعهم في هذه الطرق، قتلاً وأسرًا.

كان الجيش الإسلامي 33 ألف، فكان على كل رجل أن يقتل ثلاثة من الروم ، فكانت هذه موقعة الفرد المسلم، وكان بين المسلمين من 14 إلى 24 شهيد فقط على اختلاف الروايات