ان الأستاذ البنا حريص في بداية حياته وقبل زواجه على قضاء العيد وسط أبوه وأمه وإخوته، حتى يشاركهم الفرحة ويدخل السرور عليهم بتواجده وسطهم، فعلي الرغم من انشغاله بالدعوة في بداية أطوارها وخاصة مسألة صلاة العيد في الخلاء بالإسماعيلية إلا أنه حرص على التوجه للقاهرة لقضاء العيد مع أبويه وإخوته وفي ذلك يقول: تحمس الجمهور للحق والسنة وأعلنوا أن الصلاة ستكون ظاهر البلد، وأعدوا المصلى لذلك فعلاً وكنت لا بد أن أحضر إلى القاهرة لأقضي العيد مع الأهل فيها.
فحضرت ليلة العيد ورتب الناس أنفسهم وصلى بهم الشيخ محمد مدين إمام مسجد العرايشية.
غير أن العيد – بعدما أنشأ جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح عبء الدعوة عليه كبير – أصبح يقضيه في بلد شكل ليبلغ دعوته حتى أنه زار ما يقارب الـ4000 قرية ليبلغ دعوته، حتى أن المصريين الذين كانوا يعيشون في الخارج حينما عاد وبحث عن اسم قرية في الشرقية، فلم يستدل عليها، فأجابه أحد موظفي هيئة المساحة بأن يتجه إلى الشيخ حسن البنا ويسأله عنها فإن قال له هي موجودة فهى موجودة وإلا فلا، ولذا أخذت عليه الدعوة مجامع وقته، كما حرص على أن يشارك الإخوان في كل المناسبات الفردية والاجتماعية ، فهو يخطب الجمعة والعيدين ، ويصلي التراويح بهم في رمضان بختمه القرآن كاملة ، ويجري في كثير من الأحيان صيغة عقود الزواج لهم بنفسه ، ويدعو لأطفالهم بالدعاء المأثور ، حين يولدون ويشيع جنائزهم.
بل أنه ذكر ذلك حينما سأل كيف يجد الداعية الوقت لتبليغ دعوته في كل مكان: ، فأما توفير الوقت فقال : عندنا أجازه صيفية أربعة أشهر ، فالرحلات الطويلة نقوم بها فيها ، وعندنا أجازه نصف العام عشرة أيام ، وأجازه عيد الأضحى خمسة أيام ، وعيد الفطر أربعة أيام ، فما الذي يريده داعية بعد ذلك ، هل يريد بساط سليمان ليتصل بشعبه وجمهوره في الأقاليم؟.
ويذكر الأستاذ عباس السيسي كيف كان الإمام البنا يحرص على لقاء أحبابه يوم العيد فيقول: بعد أن أدي الأستاذ المرشد صلاة العيد توجه إلي دار المركز العام القديم بالحلمية الجديدة، وتوافد الإخوان لتهنئته بالعيد، وجلست في زاوية من الحجرة الفسيحة أرقبه، فكان رحمه الله يستقبل كل أخ مسلما عليه باسمه أو كنيته بحرارة وابتسامته ويشير إليه ليجلس، ثم يتابعه بالسؤال عن صحته والاستفسار عن أحواله الشخصية التي كان يعرف الكثير منها حيث كان موضع ثقة الإخوان ومشورتهم.
وبعد صلاة الظهر انصرفنا وعاد إلي منزله بأمان الله، وهكذا كان يعيش الأستاذ بين الإخوان بكل حواسه ومشاعره.
حتى إن كثير من إخوانه ساروا على نهجه بل حينما واجهتهم بعض المتاعب كانتشار الأوبئة كانوا أول من يلتزموا بالتعاليم خاصة في صلاة العيد، يقول محمود عبدالحليم: انتشر وباء الكوليرا – كوباء كورونا الأن – في البلاد كان الناس يعيشون في خوف ، وتقطعت الصلات بين البلاد حيث أوقف سير قطارات السكة الحديد وغيرها من طرق المواصلات ، ومنع الانتقال من مكان إلي مكان حتى إنني حين أقبل العيد حاولت السفر إلي رشيد بالطائرة من أسيوط فقيل لي إن جميع الأماكن محجوزة لما بعد العيد بأسبوع فاستضافني في أيام العيد الأخ الكريم السيد محمد حامد أبو النصر في منفلوط.
كان الإمام البنا يعود لبيته إذا كان في المركز العام بعد الظهر ليلهو مع أولاده، ويشارك أهله فرحة العيد، وإذا كان على سفر يجوب المدن والقرى ليبلغ الدعوة كان والده يقوم مع أولاده مقامه.