“عربي21” تكشف “جهود وساطة” تركية لإيقاف إعدامات مصر

الجهود تضم شخصيات بارزة من العلماء وأهل الفكر والإعلام والاقتصاد من مختلف البلدان- الأناضول

رئيس شؤون الديانة التركي السابق، محمد غورماز، لـ”عربي21″:

– حملات علمائية كبيرة تحاول إيصال صوتها إلى أصحاب القرار في مصر لوقف الإعدامات

– الجهود تضم شخصيات بارزة من العلماء وأهل الفكر والإعلام والاقتصاد من مختلف البلدان

– الحملات تمضي في طريقها للأمام وتوسع جهودها يوما بعد الآخر عبر استخدام كل الوسائل السلمية

– لدي أمل كبير في أن تنتصر العقلانية المصرية وينتهي هذا الكابوس المؤلم لنا جميعا

– مستعد لزيارة القاهرة ومقابلة شيخ الأزهر ضمن وفد يهدف إلى “السلم والصلح”

– هناك توجهات محمودة داخل مصر نحو طي صفحة الماضي والصلح والتقارب مع العالم الإسلامي

– تنفيذ الإعدامات لن يفيد أي طرف وسيكون حجر عقبة كبيرة في وجه علاقات مصر بالعالم كله

– أدعو إلى فتح صفحة جديدة في العالم الإسلامي من أجل العمل للمستقبل وتجاوز عقلية الانتقام

– تركيا لها مبادئ عليا لا تفاوض عليها ولا تتنازل عنها، ولها خطوط حمراء لا تقطعها ولا تتساهل فيها




كشف رئيس شؤون الديانة التركي السابق، محمد غورماز، عن بذل شخصيات بارزة وهامة (لم يسمّها) من العلماء وأهل الفكر والاقتصاد والإعلام، جهودا للتوسط من أجل إيقاف تنفيذ أحكام الإعدام الأخيرة التي صدرت في مصر.

وأكد غورماز، في الحلقة الثانية من مقابلته الخاصة مع “عربي21″، أن “هناك حملات علمائية سلمية وصلحية غير محددة بشخصيات معينة ولا ببلد معين، وهي حملات على مستوى الأفراد والمؤسسات العلمية على حد سواء، من تركيا والعالم الإسلامي أجمع، تحاول أن توصل صوتها إلى أصحاب القرار في مصر لوقف هذه الإعدامات”.

وأوضح المسؤول التركي السابق أن “هذه الجهود تمضي في طريقها للأمام على قدم وساق، والحملة توسع جهودها يوما بعد الآخر، لأن القضية التي تقف خلفها قضية إنسانية عادلة”، منوها إلى أن لديه “أملا كبيرا في أن تنتصر العقلانية المصرية، وسينتهي هذا الكابوس المؤلم لنا جميعا، وستفتح مصر العزيزة صفحة جديدة”.

وعبّر غورماز عن استعداه لزيارة القاهرة ومقابلة شيخ الأزهر “ضمن وفد يهدف إلى السلم والصلح، لكن ليس لمناقشة الإعدامات، بل لمناقشة الإحياءات، وسبل إحياء الحضارة الإسلامية من جديد، مضيفا: “أنا مشتاق جدا للجلوس مع شيخ الأزهر كابن من أبناء هذه الأمة العظيمة، لنتكلم حول المستقبل لا الماضي”.

وكانت محكمة النقض المصرية قد أيّدت، الاثنين 14 حزيران/ يونيو المنصرم، حكما بإعدام 12 شخصا، منهم قيادات من الصف الأول في جماعة الإخوان، فيما خففت العقوبة بحق 32 آخرين من الإعدام إلى السجن المؤبد (25 عاما)، وقضت بانقضاء الدعوى بحق القيادي الإخواني الراحل عصام العريان، الذي توفي في محبسه آب/ أغسطس 2020، في القضية المعروفة بـ”فض اعتصام رابعة”.



وتاليا نص الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة مع “عربي21”:


علمت “عربي21” أنكم تقومون بجهود ضمن إطار ما يمكن وصفها بـ”وساطة العلماء”؛ من أجل محاولة إيقاف تنفيذ أحكام الإعدام الأخيرة التي صدرت في مصر.. فما أبعاد هذه الجهود؟


قبل إجابة سؤالكم، اسمح لي أن أستهل حديثي بموضوع مهم؛ العالم الإسلامي في هذه الأيام يمر في إحدى أصعب مراحله، لا سيما بعد الربيع العربي، الذي شبّت بعده النيران في ديار الأمة الإسلامية، ولم تبقِ دولة إسلامية واقفة على قدميها بكامل قوتها؛ فالكل دخل في دوامة من المشاكل لا قاع لها.

لذلك، فإن ما علينا فعله في هذه المرحلة الحرجة هو النظر للمستقبل، علينا أن نفتح صفحة جديدة، ونطوي خلافاتنا السابقة، وندع ما مضى يمضي، ولو كان هذا مؤلما ومتعبا، لكن الماضي مكانه الماضي، ويجب ألا يمنعنا التاريخ من العمل للمستقبل، وعلينا أن نتجاوز عقلية الانتقام والرغبة في تدمير الآخر.

لا سيما في مصر الحبيبة، مصر الأزهر الشريف والعلماء والفقهاء والعارفين، مصر الثقافة والحضارة والتاريخ، التي تعبت كثيرا خلال القرن الماضي، وأتعبها الكثيرون منذ الاستعمار وحتى الآن، لذلك فالذي يليق بمصر الحبيبة أم الدنيا هو النظر إلى المستقبل لا إلى الوراء.

وقد حزنّا كثيرا، مثلما حزن العالم أجمع، على ما حصل في مصر في الانقلاب وما بعد الانقلاب، ثم لاحظنا أن هناك توجهات محمودة داخل مصر نحو طي صفحة الماضي، ونحو الصلح والتقارب مرة أخرى مع العالم الإسلامي، لكن جاءت مسألة الإعدامات، فعكّرت صفو هذا التوجه.

أما وقد قدّمنا بهذه المقدمة الضرورية، نصل الآن إلى سؤالكم الكريم؛ الحقيقة أن هناك حملات علمائية سلمية وصلحية، غير سياسية ولا حزبية ولا مصلحية، غير محددة بشخصيات معينة، ولا ببلد معين، ولا بجغرافيا معينة، وهي حملات على مستوى الأفراد والمؤسسات العلمية على حد سواء، من تركيا والعالم الإسلامي أجمع، تحاول أن توصل صوتها إلى أصحاب القرار في مصر الحبيبة لوقف هذه الإعدامات.

وهذه الحملات لا تهدف إلى الضغط، وإنما تهدف للصلح من أجل مستقبل مصر المرتبط بمستقبل العالم الإسلامي كله، وقد كان هناك حملة مثلها للمعتقلين في المملكة العربية السعودية، لكنها كانت محدودة وضيقة بالنسبة لهذه الحملة.


مَن هم أبرز العلماء الذين يشاركون معكم في هذه الحملة؟


الحملة ليست محصورة بشخصيات محددة، وكل مَن شارك في هذه الحملات برأيي بارزون ومهمون، لأنهم يسعون لخير مصر، وبالمناسبة فالحملة ليست من العلماء فقط، وإنما فيها أهل الفكر والإعلام وشخصيات اقتصادية واجتماعية، كلهم لديهم الهدف ذاته. ولذلك فأنا لا أحبذ ذكر أسماء محددة، لأن المهم هو الفكرة وليس الأشخاص والأسماء.


ترددت أنباء عن قيامكم بترتيب لقاء يجمع العلماء بالرئيس أردوغان بخصوص قضية الإعدامات في مصر.. ما مدى دقة ذلك؟

الحقيقة، نظرا لمحاولات التقارب الجارية حاليا بين مصر وتركيا، ولحرصنا الشديد على استمرار هذا التوجه ونجاحه، لم نقم بترتيب لقاء كهذا؛ حتى لا يتم فهمه بشكل خاطئ من الجانب المصري، وحتى لا يُفهم أن هذه الحملة سياسية، فيتسبب هذا بتعقيدات دبلوماسية لا داعي لها؛ فهدفنا في النهاية هو توحيد الجهود لا تسجيل النقاط.


إلى أين وصلت هذه الجهود حتى الآن؟ وما توقعاتكم لنتائجها المحتملة؟ 

الجهود لا تزال تمضي في طريقها على قدم وساق، والحملة توسع جهودها يوما بعد يوم بحمد الله، لأن القضية التي تقف خلفها قضية إنسانية عادلة، فنحن حريصون على إيقاظ ضمير الإنسانية في الشعوب كلها وللشعوب كلها، وباستخدام كل الوسائل السلمية، مثل جمعيات حقوق الإنسان وغيرها.

وأنا لدي أمل كبير حقيقة في أن تنتصر العقلانية المصرية، فينتهي هذا الكابوس المؤلم لنا جميعا، وتفتح مصر العزيزة صفحة جديدة، لا سيما في ظل هذا الخط الجديد الهادف للتقارب مرة أخرى مع دول العالم الإسلامي التي انقطع التواصل نسبيا معها مثل تركيا.



برأيكم، لماذا فشلت كل الجهود السابقة من أجل الوساطة في الأزمة المصرية وإيقاف انتهاكات حقوق الإنسان؟ ومَن الذي يتحمل المسؤولية عن هذا الفشل؟ 

هذا موضوع مؤلم للغاية، وربما يتضايق البعض من الكلام حوله، لكنه مهم جدا، ورسالتي عند الحديث حول هذا الموضوع هي إلى أساتذتي علماء العالم الإسلامي، مفادها أنه ينبغي على العلماء ألا يستخدموا لغة المعارضة والموالاة، والضغط والتهديد، وغيرها من مفردات عالم السياسة والعمل الحزبي، بل عليهم أن يستخدموا لغة النصيحة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى، كما قال تعالى في سورة النحل “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”؛ فالله أرسل نبيين كريمين هما موسى وهارون إلى مَن قال: “أنا ربكم الأعلى”، فأوصاهم الله قائلا: “فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى”.

نحن نتفهم موقف العلماء تجاه الظلم والظالمين، لا أحد يجادل في هذه النقطة، لكنني أرجو من أساتذتي ومشايخي، تيجان الرؤوس في العالم الإسلامي، الذين يريدون تضميد جراح الأمة، أن يعيدوا النظر في أسلوب خطابهم؛ فنحن نريد الخطاب الذي يطعم الأمة العنب، لا الذي يجترح لها المشاكل مع الناطور كما يُقال، نريد الخطاب الذي يحل المشكلة، لا الخطاب الذي يزيد الأوضاع سوءًا، وأذكر نفسي وأساتذتي الكرام بقصة عبدالله بن حذافة السهمي، الذي قبّل رأس هرقل ليطلق سراح 80 من المسلمين، فقبّل عمر بن الخطاب رأسه، وقال: حق على كل مسلم تقبيل رأس عبد الله.

فهناك قاعدتان أساسيتان للخطاب: إنما الأمور بمقاصدها، وإنما الأمور بخواتيمها؛ فالمصلح يجب أن يركز في خطابة على الخواتيم والنتائج، لا على الوسائل أو تسجيل النقاط على الخصم، أو التغطية الإعلامية.

أما عن مسؤولية الفشل، فنتحملها جميعنا، الدول والشعوب والعلماء، كل له نصيبه من المسؤولية، وإن تفاوتت النسب، وعلينا أن نترك الخطاب الغاضب عالي التردد، الذي يدعو إلى الحلول الصفرية والقطيعة بين الشعوب والدول المسلمة. وقد وقعنا في هذا الخطأ بعد ما حدث في مصر، فقطعنا التواصل حتى على المستوى العلمائي، وكان هذا خطأ برأيي، لأنه كان سببا في المزيد من الابتعاد والفرقة بين الأطراف، ولم يحقق أي فائدة.


دعوتم إلى ضرورة التأثير على أصحاب القرار في مصر للتراجع عن أحكام الإعدام.. فكيف يمكن التأثير على أصحاب القرار في مصر من وجهة نظركم؟ ومَن هي الجهات التي يمكنها ممارسة الضغوط على النظام لعدم تنفيذ الإعدامات؟ 

الحقيقة، أنا لا أقبل كلمة ضغوط، العلماء ليست مهمتهم ممارسة الضغط، لكن مهمتهم هي التوجيه للأحسن والأفضل والأكمل والحق.

شخصيا، أنا رجل متقاعد، ولست صاحب أي قرار، ولست ممثلا لأي جهة عدا نفسي، لكنني بوصفي مسلما عاديا وطالب علم، ومحبا لمصر ومحبا للأزهر، قمت بدعوة، لا للسياسيين، بل للعلماء، وذكرت رؤوس العلماء في مصر الحبيبة مثل الإمام الأكبر شيخ الأزهر، لمكانته العلمية والشعبية، ولمفتي الجمهورية، لأنني أعلم أن أوراق الإعدام تمر تحت يديه، ولهذا وجهت لهم الرسالة كوني مسلما عاديا وطالب علم يطلب من العلماء على أمل أن يؤثّروا في مجرى الأحداث.


هل تتواصلون مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، ومفتي مصر شوقي علّام بخصوص تلك الإعدامات؟ 

ليس هناك تواصل مباشر للأسف، لأننا -كما ذكرت- قطعنا كل خطوط التواصل بعد الانقلاب، وكان هذا خطأ لم يستفد منه أحد، وعلينا أن نجدد التواصل الأخوي والعلمي والفكري مع العلماء المصريين، كفانا هذا التقاطع والتباعد والتجافي.



وكيف تنظرون لموقف شيخ الأزهر ومفتي مصر من الأزمة المصرية والإعدامات التي جرت خلال السنوات الأخيرة؟ 

ما نعوّل عليه ليس الأشخاص بذاتهم، مع كل الاحترام لهم، وإنما التعويل على روح المؤسسات التي يمثلونها؛ فروح الأزهر تلك المؤسسة التي خرّجت عشرات الآلاف من العلماء والدعاة والفقهاء والقضاة، هي روح حق وعدل حية قوية، فأملنا الكبير أن روح الأزهر ستوجّه قادة الأزهر وقادة مصر والشعب المصري كله إلى كل ما هو حق وعدل وإنصاف، وإلى ما يحقق لمصر السلام والطمأنينة.


هل من الوارد أن تترأس وفدا من العلماء الأتراك لزيارة القاهرة ومقابلة شيخ الأزهر ومناقشة قضية الإعدامات معه خلال الفترة المقبلة؟ 

أنا مجرد رجل متقاعد الآن، لكنني جاهز متى أتيحت الفرصة لأن أكون خادما في وفد يهدف إلى السلم والصلح لمقابلة أخينا شيخ الأزهر، لكن ليس لمناقشة الإعدامات، بل لمناقشة “الإحياءات”، لنتناقش حول سبل إحياء الحضارة الإسلامية من جديد، لترجع غضة طرية على سوقها تعجب الزراع، ونتناقش كيف نحمي أولادنا في هذا العالم، كيف نبني بلادنا ونقويها، هذا ما أود نقاشه مع أخي فضيلة الإمام الأكبر، فأنا مشتاق جدا للجلوس مع شيخ الأزهر كابن من أبناء هذه الأمة العظيمة، لنتكلم حول المستقبل لا الماضي، لنتناقش حول فتح أبواب الخير، وإغلاق باب الشر، ولندعو معا لأمتنا العظيمة ببداية جديدة مشرقة، وصفحة جديدة ناصعة.


كيف كانت علاقتك بشيخ الأزهر أحمد الطيب قبل توتر العلاقات بين القاهرة وأنقرة؟ ومتى كان آخر تواصل بينكما؟ 

التقيت مع الدكتور أحمد الطيب قبل أن يصبح شيخا للأزهر في الكثير من الندوات العلمية، وقد فرحت للغاية عندما سمعت أنه قد تم تعيينه شيخا للأزهر، لأنني أعرف جهوده العلمية.

ولما قام الرئيس أردوغان بزيارة مصر إبان الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة، أتيت معه في الوفد، وكانت تلك أول مرة في التاريخ يزور فيها الرئيس التركي ورئيس شؤون الديانة شيخ الأزهر في مكتبه، وما ذلك إلا لإدراكنا مدى أهمية الدور الذي يقوم به الإمام الأكبر، ومقدار المسؤولية التي يتحملها على عاتقيه.

ولما التقيت به جلسنا نخطط لتأسيس مركزين بحثيين ومؤسستين علميتين، واحدة في إسطنبول، والثانية في القاهرة، لتجديد الدراسات الإسلامية، وقد اقترح أن تكون المؤسستان على صلة مستمرة لتضطلع بحل الإشكاليات العلمية والبحثية والأكاديمية في العالم الإسلامي بشكل فعّال.

وقد حاولت الوصول إليه في شهر رمضان 2013 أثناء أحداث رابعة، لكنني لم أوفق في الوصول إليه في ذلك الوقت للأسف.


برأيكم، هل سيسر الرئيس عبد الفتاح السيسي على خطى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي رفض وتجاهل جميع الوساطات، وقام بتنفيذ حكم الإعدام بحق المفكر الإسلامي سيد قطب ورفاقه؟ 

أنا تركيزي على جهود العلماء والعلاقات بينهم وواجباتهم المختلفة في هذا السياق، وهذا السؤال سياسي، فيجب توجيهه للسياسيين، أما أنا فلا أستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة.


ماذا لو أقدم النظام المصري على تنفيذ أحكام الإعدام وتجاهل الجهود التي تقومون بها؟ 

بداية، أنا أستبعد كثيرا أن يقدم النظام المصري على هذه الإعدامات، لكن لو حصل هذا –لا سمح الله- فلن يكون هناك فائدة ولا مكسب لأي طرف، والضرر سيعمّ الجميع، وأولهم مصر، وهذا ما لا يريده أي منا؛ فالعالم كله يعلم أن هذه القضايا قضايا سياسية وليست قضائية، وبالتالي فستخسر مصر أولا علاقات مهمة جدا في العالم الإسلامي، ثم ستخسر علاقات كبيرة في العالم كله؛ فكل دول العالم معارضة لهذا العمل، ولا مصلحة لأحد بالمضي فيه.

ومصر العزيزة عليها أن تنظر للأمام وتتقدم للأمام، وإقدامها على فعل مثل هذا سيعيدها للوراء ويعيق تقدمها.


هل التقارب المصري مع دولتي تركيا وقطر سيكون له أثر ما بخصوص هذه الإعدامات أم لا؟ وهل تنفيذ تلك الإعدامات قد ينعكس سلبا على هذا التقارب برأيكم؟ 

عقلانيا، مصر كفيلة وحدها بإيقاف هذه الإعدامات، لكن جمع هذا التعقل لعقلانيات دول أخرى مثل قطر وتركيا سيقوي من موقف مصر، وكما ذكرت في السؤال السابق، تنفيذ هذه الإعدامات لن يفيد أي طرف، وسيكون حجر عقبة كبيرة في وجه علاقات مصر بالعالم كله.



البعض يرى أن تركيا بإجراءاتها الأخيرة الخاصة بالمصالحة مع مصر تتخلى بشكل أو بآخر عن مبادئها وقيمها في الدفاع عن المظلومين واللاجئين السياسيين إليها.. ما ردكم على ذلك؟ 

تركيا دولة كبيرة وعريقة، وهي لاعب وازن في المنطقة، ومن خلال التجربة الشخصية أعلم أن لها مبادئ عليا لا تفاوض عليها ولا تتنازل عنها، ولها خطوط حمراء لا تقطعها ولا تتساهل فيها، وأعرف بالتجربة الشخصية أن أحد أهم تلك الخطوط الحمراء هو المظلومون، وهذا لا نقاش حوله ولا جدال في الداخل التركي، ولذلك أقول لكم إن تركيا بإعادتها الحياة للعلاقات بينها وبين مصر تعمل لنصرة المظلومين ولا تتخلى عنهم، وتتوافق مع مبادئها ولا تتخلى عنها، وتعزز قيمها عمليا ولا تنساها.


ما هي نصيحتكم اليوم إلى المعارضة المصرية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين؟

الرسالة ليست للمعارضة ولا للإخوان وحدهم، بل هي رسالة عامة للجميع: يجب علينا ألا نترك للماضي سلطة التحكم بالحاضر والمستقبل، وألا نتصلب على مواقفنا لأسباب تاريخية، بل أن نعيد تقييم موقفنا بناءً على معطيات كل فترة، ونضع في حسباننا الفائدة المرجوة، لا مجرد تسجيل النقاط في مباراة لا رابح فيها، بل فيها خاسر وحيد هو مصر والشعب المصري والدولة المصرية.