رمضان

العشر المغفول عنها في رمضان

العشر الأواسط من رمضان مما يغفل الناس عنه، وقد اعتكفها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من سنة ملتمسا فيها ليلة القدر.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوسط من رمضان….]

قال ابن رجب:
هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأوسط من شهر رمضان لابتغاء ليلة القدر فيه وأن ذلك تكرر منه.

وروي أن عمر جمع جماعة من الصحابة فسألهم عن ليلة القدر فقال بعضهم: كنا نراها في العشر الأوسط ثم بلغنا أنها في العشر الأواخر.

وقد ورد الأمر بطلب ليلة القدر في النصف الأواخر من رمضان وفي أفراد ما بقي من العشر الأوسط من هذا النصف وهما ليلتان ليلة سبع عشرة وليلة تسع عشرة.

عن عبد الله بن أنيس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال:
“رأيتها ونسيتها، فتحرَّها في النصف الأواخر” ثم عاد فسأله فقال: “التمسها في ليلة ثلاث وعشرين تمضي من الشهر” ولهذا المعنى والله أعلم كان أبي بن كعب يقنت في الوتر في ليالي النصف الأواخر لأنه يرجى فيه ليلة القدر.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه:
“اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين” ثم سكت وفي رواية ليلة تسع عشرة.

وعن أبي هريرة قال: “التمسوا ليلة القدر في سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين”
ففي الحديث التماسها في أفراد النصف الثاني كلها.

ويروى من حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان ليلة تسع عشرة من رمضان شد المئزر وهجر الفراش حتى يُفطر.

وقد روي عن طائفة من الصحابة أنها تطلب ليلة سبع عشرة وقالوا: إن صبيحتها كان يوم بدر.
روي عن علي وابن مسعود وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وعمرو بن حريث، ومنهم من روي عنه أنها ليلة تسع عشرة روي عن علي وابن مسعود وزيد بن أرقم.

وكان زيد بن ثابت لا يحيى ليلة من رمضان كما يحيى ليلة سبع عشرة ويقول: إن الله فرق في صبيحتها بين الحق والباطل وأذل في صبيحتها أئمة الكفر وحكى الإمام أحمد هذا القول عن أهل المدينة: أن ليلة القدر تطلب ليلة سبع عشرة.

وحكي عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه كان يواصل ليلة سبع عشرة.
وعن أهل مكة أنهم كانوا لا ينامون فيها ويعتمرون.

[انتهى ملخصا من كلام ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف]