بالفيديو.. مشاهد لا تُنسى من ميدان التحرير: بطل المدرعة وموقعة الجمل وترانيم الكنيسة

وليد الشاذلي 

تحل هذه الأيام الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير2011، التي تعتبير أنبل وأشرف إجراء قام به المصريون منذ قرون طويلة، حين انتفضوا في هبة واحدة ضد نظام المستبد محمد حسني مبارك الذي هيمن على عرش البلاد ثلاثين سنة دون أن يحرز تقدما يذكر، بل تراجعت الأحوال وتدهورت الأوضاع وكوش رجال أعماله على ثروات البلاد.

واليوم عاد نظام العسكر أكثر بطشا وقمعا بعد نجاح الثورة المضادة في تدبير انقلاب ناجح مدعوم من الكيان الصهيوني والأمريكان ونظام آل سعود وعيال زايد في الإمارات، وتبدو عوامل الانفجار التي أطلقت شرارة ثورة يناير أكثر حضورا وسفورا هذه الأيام تحت حكم الطاغية عبدالفتاح السيسي الذي فرط في التراب الوطني بالتنازل عن جزيرتي “تيران وصنافير” وثروات مصر من الغاز للصهاينة والقبارصة واليونانيين. وفرط في حصة مصر من المياه. وكمم الأفواه وأمم الحريات وقتل الآلاف من أجل تكريس حكمه الشمولي الذي فاق في قمعه وظلمه جميع النظم السابقة.

وفي هذا التقرير نعيد التذكير بأهم مشاهد ميدان التحرير أثناء الثورة المصرية النبيلة، لعل في ذلك أن يكون إحياءً لشيء من الأمل وسط جبال اليأس وبصيصا من نور في عصر حالك الظلم والظلام.

الشاب الذي وقف أمام المدرعة

هذا الشاب الذي احتل غلاف التايمز ووصفته جريدة الريبوبليكا الإيطالية بالشجاعة والذي أنشأ شباب له صفحة خاصة على الفيس بوك باسم “الشعب يريد معرفة البطل”، معلقين أن مصر كلها لازم تعرف أول بطل وقف للأمن المركزي بكل شجاعة ووصفوه بأنه كان أحد أسباب إشعال الثورة؛ لأنه شجع الشعب كله بتصرفه الشجاع.. لكن البطل الخفي فضل عدم الإفصاح عن هويته، مقللا من الدور الذي قام به مقارنة بالشهداء والجرحى وظل اسمه حتى اليوم خفيا بناء على رغبته.

جمعة الغضب

ويبقى دور الإخوان في ثورة يناير عاملا مهما في نجاح موجتها الأولى والإطاحة بالمستبد حسني مبارك، فقد شاركت الجماعة في الثورة منذ شرارتها الأولى في 25 يناير بعدد من كوادرها وشبابها، لكنها نزلت بثقلها كله في جمعة الغضب وخرج الملايين من آلاف المساجد مرددين هتافات “ارحل” التي زلزلت الأرض وعجز النظام عن احتوائها حتى سقطت الشرطة وتم استدعاء الجيش.

أبرز أحداث جمعة الغضب في مصر

موقعة الجمل

وبدا دور الإخوان أكثر وضوحا خلال موقعة الجمل الشهيرة الأربعاء 2 فبراير 2011م، حيث أرسل مبارك حميره وبغاله وجماله بعد أن فشلت أجهزته الأمنية في وأد الثورة مبكرا، وتمكن شباب الإخوان من حراسة الميدان وحمايته من غدر الجيش الذي فتح الطريق أمام جحافل مبارك ومليشياته للاعتداء على الثوار بالميدان. وكان يوما مشهودا.

ترنيمة بارك بلادي لكورال الكنيسة فوق منصة التحرير

وخلال أيام الثورة ظهر المعدن الأصيل للمصريين، وتكاتف المسلمون والأقباط على مطلب واحد هو رحيل المستبد وإقامة نظام حر ديمقراطي يقوم على احترام إراد الشعب، وخلال جمعة الرحيل عزف كورال كنيسة قصر الدوبارة  ترانيم “بارك بلادي” التي نقلتها جميع وكالات الأنباء العالمية وعكست حجم التكاتف واللحمة الوطنية وأكدت وحدة المصريين على مطلب واحد هو رحيل النظام.

كما قام شباب أقباط بحراسة المسلمين أثناء صلاة الجمعة في مشهد نادر يؤكد كم كان ميدان التحرير وقتها هو أنبل وأشرف سلوك قام به المصريون منذ قرون. فلم يشهد الميدان  حالة تحرش واحدة أثناء الثورة النبيلة.

 Post Views: 28