١٤ زيادة في الأسعار منذ الانقلاب.. هل رضَي المصريون بحكم العسكر أم عضهم الندم؟

حملوه فوق الأعناق واحتفلوا به كنصير للغلابة والمستضعفين بالرقص على نغمات “تسلم الأيادي”، و”بشرة خير”، بل افترش بعضهم صوره وسجدوا أمامها وكأنه إله منزل من السماء، ثم ها هم يلعنونه ليل نهار بعد عامين من القتل والفقر عاشهما المصريون.

ومنذ بلوغ الانقلاب، حكم العسكر مصر قهرًا وفوق الدبابات، وشهدت المحروسة 14 زيادة في عهد المنقلب عبد الفتاح السيسي، نرصدها في هذا التقرير:

في يوليو 2014، زيادة أسعار المواد البترولية بنسب بين 40% إلى 78%، وفى نفس الشهر قررت أيضا زيادة أسعار السجائر والتبغ بنسب ما بين 175 إلى 275 قرشا.

وفى أغسطس 2014، زيادة أسعار الكهرباء بنسب تصل إلى 20%، وفى فبراير 2015 قررت السلطات زيادة أسعار السجائر بين 225 إلى 425 قرشا للعبوة.

وفى أغسطس 2015، زيادة أسعار الكهرباء للاستهلاك المنزلي المتوسط والمرتفع بنسبة 19% فى المتوسط، أما شهر يوليو 2016 فشهد زيادة أسعار الكهرباء بنسب بين 17% و46%.

واستمرت زيادات العسكر فى مواجهة قهر المصريين وضنكهم، حيث شهد شهر سبتمبر 2016 زيادة أسعار السجائر بين 17 و20%. وفى نوفمبر 2016 رفعت الحكومة أسعار الوقود بنسب بين 30% و47%. وفي فبراير 2017 تم رفع أسعار بيع منتجات السجائر الشعبية بين 50 إلى 150 قرشا للعبوة.

وفى مارس 2017، تم رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق الذى يستقله يوميا قرابة الـ4 ملايين مواطن من متوسطي الدخل والفقراء بنسب بلغت 100%. أما في يونيو 2017 فقررت زيادة أسعار الوقود بنسب تصل إلى 100% ، وفى يوليو 2017.. زيادة أسعار الكهرباء بنسب بين 18% و42%، وفى نوفمبر 2017 زيادة الضرائب على السجائر بما يرفع أسعار العبوات بين 75 قرشا إلى 125 قرشا.

وفى ديسمبر 2017، قررت زيادة أسعار تذاكر المترو مرة أخرى ثلاثة أضعاف قيمتها 2 جنيه، والقطارات بنسب 60% إلى 200 %.

وارتفعت تذاكر قطارات الدرجة الثانية بنسبة 60%، والعادية بنسبة 200%، والتي يرتادها الملايين من الموظفين ومتوسطي الدخل والفقراء يوميًا. كما طالت الزيادات أسعار تذاكر قطارات الدرجة الأولى (مكيفة) بنسبة 40%.

تبرير قبيح

بدوره، برر وزير النقل بحكومة الانقلاب في تصريحات إعلامية، خسائر قطاع السكك الحديدية، التي بلغت 660 مليون جنيه، خلال الخمسة عشر شهرا الأخيرة، معتبرا أن تذاكر القطارات ستظل تحظى بنسبة من دعم الدولة، عقب تطبيق الزيادات الجديدة، بدعوى أن الدعم يصل إلى 300% لتذاكر القطارات العادية، التي تخدم الضواحي.

33% زيادة في وجبات المطاعم

ولم تتوقف دولة العسكر عن القضاء على فئة المهمشين، بل قادتهم للانتحار المعنوي بعدما شهدت أسعار السندوتشات زيادة جديدة، بنسب تصل إلى 33.3%، مع تطبيق التعريفة الجديدة التي أقرتها حكومة السيسي على الغاز الطبيعي للمنازل والنشاط التجاري، بنسبة تراوحت بين 33.3 و75%.

وبحسب شهود عيان، رفعت أغلب محال الطعام بالقاهرة والجيزة أسعارها بصورة متسارعة، فارتفع سعر وجبة 1/4 فرخة من 30 إلى 33 جنيهًا بنسبة زيادة 10%، و1/2 فرخة من 45 إلى 50 جنيهًا بنسبة 11.1%، والفرخة الكاملة من 80 إلى 90 جنيهًا بنسبة 12.5%، ووجبة شيش طاووق إلى 55 جنيهًا بدلًا من 50 بنسبة 10%.

رفع 400 صنف دواءٍ

وقررت دولة الانقلاب- وبصورة استفزازية ودون مراعاة لأحوال ملايين المصريين القابعين تحت خط الفقر والمرض- رفع أسعار 400 صنف دواء بالأسواق.

كان المركز “المصري للحق في الدواء”، قد حذَّر وزارة الصحة من محاولة رفع أسعار الأدوية في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد. واعتبر المركز أن التعهدات التي قطعتها الحكومة سابقا بعدم رفع الأسعار ستحدث “كارثة محققة” على أوضاع المرضى المصريين، وهو ما يعد انتهاكًا لحقهم الدستوري والقانوني والإنساني.

ارحل يا سيسي

وطوال الخمس سنوات الماضية، سادت حالة من السخط والغضب بين المواطنين فى الشارع المصرى، وذلك بعد القرارات السوداء التي تلخصت في زيادة الأسعار ليل نهار.

وتصدر هاشتاج ”ارحل يا سيسي” موقع التدوين المصغر “تويتر”، بعد جملة من النكبات التي ألحقها السيسي بالشعب المصري.

ويتحمل السيسي أيضا لعنات المصريين الباحثين عن أمل في وسط الرفع المتكرر لزيادة الأسعار، لدرجة أن تكون الأعياد الأسبوعية والرسمية، لا سيما الخاصة بالمسلمين، مواسم للنكد العام.