العسكر والكلاب.. وباء التعذيب يلاحق المصريين في كل مكان

تحوّل تعذيب المصريين في عهد قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، إلى أمر روتيني، ليصبح “وباء” بسبب انتشاره وممارسته بشكل ممنهج، لا فرق بين التعذيب داخل السجون بالاعتقال والضرب والتعليق كالذبيحة والصعق بالكهرباء والإهمال الطبي، او التعذيب خارجها بالغلاء وانعدام الخدمات ونشر الفقر والجهل والمرض، وكأن ذلك لم يعد كافياً حتى جلب الصمت نقمة المخلوقات على أكثر من 100 مليون نسمة، فانطلقت الكلاب تعقر والفئران والثعابين والعقارب تتلذذ هى الأخرى بتعذيب من يقع بين يديها.

وقبل الكلاب يأتي دور العسكر، ووفق تقرير جديد لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، حذرت من أن التعذيب الشائع في مصر يشكّل جريمة ضد الإنسانية، التقرير الجديد الذي يحمّل السفيه السيسي المسؤولية عن إعطاء الضوء الأخضر لممارسة التعذيب بهدف تحقيق الاستقرار “مهما كان الثمن”.

ينقل التقرير شهادات 19 مصرياً اعتقلوا منذ عام 2013، والانتهاكات التي تعرضوا لها وتتراوح بين الضرب والاغتصاب، فيما يفتح المجال، وفق قانونيين وحقوقيين مصريين ودوليين، للبناء عليها في ملاحقة أجهزة رسمية ومسئولين في حكومات العسكر، منذ انقلاب 3 يوليو 2013 وحتى الآن، أمام المحاكم والمنظمات الدولية، بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.

عض الكلاب

أما الصحفي المصري الدكتور أحمد جعفر، الذي ذاق التعذيب في الإمارات سابقاً، فيحكي عن نوع آخر من التعذيب على صفحته بالفيس بوك قائلاً:”منذ أيام قليلة وفي وضح النهار بينما ابني يتجه نحو حصة تعليمية خاصة هاجمه عدة كلاب ضالة ونجح أحدهم في عض ابني في ذراعه ..الحكاية كده مخلصتش طبعا بل بدأت وذهبنا به لمستشفى منشية البكري وأخذ حقنة سريعة وبعدها حولوه ليكمل كورس الحقن الخمسة بمستشفى الحميات بالعباسية”.

وتابع يقول :”ذهبت معه اليوم لأرى وأرصد مأساة خفية تقع ليل نهار في شوارعنا وبيوتاتنا في صمت ولا أحد يتناولها أو يقدم لها حلول .. في المستشفى وجدت ازدحاما على غرفة تناول الحقن وظننت في البداية أن جميعهم ضحايا عض الكلاب الضالة في شوارع مصر وأحيائها إلا أنني فوجئت أن هؤلاء جاءوا لأن كلابا ضالة قد عضتهم ، وهؤلاء جاءوا لأن فئرانا متوحشة قد عضتهم ، والمفاجأة المذهلة أن أستمع من بعض المرضى أنهم جاءوا لأن عرسه عضتهم وجميعهم يظهر عليه آثار معينة في أجسادهم .. المرضى كانوا شباب وأطفال وسيدات وصبايا وشيوخ وسيدات كبار السن .. شرائح متعددة واعمار متفاوتة”.

وأوضح قائلاً:”لكن الأمر استوقفني ولم يمر هكذا واعتزمت الكتابة عنه اولا لتنبيه أولياء الأمور والاولاد وعدم الاستهتار بهذه النوعية من الأمراض وثانيا لتسليط الضوء على هذه القضية عسى أن يلتقط القضية صحفي دمه حار فيفتح ملفا لهذا الشأن وثالثا لنستعرض معا الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الحوادث بعدما كنا نسمع زمان عن عربية الكلاب التي كانت تقتل ليلا الكلاب الضالة في شوارع مصر .. فما السر لاختفائها .. وهل نجحت جمعيات حقوق الحيوان أن تفرض شروطها ليظل من تحميهم احياء ينهشون في جسد من يستحقون الحياة .. هل نحتاج الى جمعيات للرفق بالإنسان .. واين الامصال التي تقتل الفئران والعرس والكلاب الضالة في جميع المشافي ولماذا هي مقصورة على مستشفيات بعينها بدلا عن تركنا فريسة سهلة لهم”.

 

مواجهة المسئولين

وسرد مشاهداته داخل المستشفى بالقول:”إحدى السيدات في الثلاثين من عمرها قالت لي أن الفأر دخل وعضها من إصبعها وهي تقوم بتنظيف مدخنة الغاز في المطبخ، وأخرى دخلت العرسة من اسفل الباب فعضتها في رجليها وهي نائمة !!! والله بجد موضوع شيق ومثير لو حمل الصحفي حاله بصحبة مصور ليسجل لنا وقائع ضحايا الكلاب الضالة والفئران المتوحشة والعرس الملظلظه .. والأهم مواجهة المسئولين ومعرفة رؤاهم لحل هذه الإشكالية”.

وطرح الدكتور أحمد جعفر سؤالا ربما لن يجد جوابا شافيا في عهد السفيه السيسي، الذي يتلذذ هو الآخر مثل الكلاب والفئران بتعذيب المصريين، قائلاً:”عاوزكم تتخيلوا لو ابني استحى وأخفى عننا أن كلبا عضه .. ماذا سيكون عليه الحال ؟ ، شيروا هذا البوست لمحبيكم لينذروا قومهم بدلا ما يتحول الأبناء المضارين إلى كلاب مسعورة تهوهو بينكم ولا سبيل لعلاجهم بعد فوات الأوان”.

وربما لم تصل خطورة عض الكلاب مثل سُعار العسكر، ولذلك لم تخرج بيانات دولية تندد بتعذيب الكلاب والفئران والعرس للمصريين، وإنما نشرت “هيومن رايتس ووتش”، تقريرا بشأن ما يحدث في مصر من تعذيب للمعتقلين تحت عنوان “نحن نقوم بأشياء غير منطقية هنا: التعذيب والأمن الوطني في مصر السيسي”.

وأوضحت المنظمة أنه منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في عام 2013، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، تم توقيف 60 ألف شخص على الأقل، كما تم إنشاء 19 سجناً جديداً خلال الفترة ذاتها لاستيعاب هذه الأعداد، ونددت المنظمة الحقوقية بممارسات سلطات الانقلاب، مشيرة إلى أن “التعذيب الشائع في مصر يشكّل جريمة محتملة ضد الإنسانية، بسبب انتشاره وممارسته بشكل ممنهج”.