واملأها بنورك

وكانت الساعة وسطهم، تساوي دنيا وناسًا وأموالًا وزينات..

💓 وَنَس لا يعرفه إلا من ذاق، وعاطفة لن يُصدّق عمقها إلا من عاشها أو حاول، وخسارة في غيابهم لا يُقدرها إلا من يعرف معنى خلو الشوارع من “الجدعان”.

💓 تجمعهم رابطة أعلى كثيرًا من الصداقة وأقل قليلًا من الغرام، رابطة منبعها الأول هو بانيها الذي هندس وأسس، ورسم الطريق باحتراف ودقة لا يُنصَفان إلا بأن يُوصَفان أنهما توفيق وإلهام وقبس من نور السابقين.

💓 انظر، إنها ضحكة شفافة خافتة في الفجرية يشوبها نعاس بعد ليلة طويلة قضوها في الأذكار تجديدًا لصفحة الإيمان يسمونها “الكتيبة”، قد لا يعجبك اسمها، لكن دعك من الاسم وادخل إلى الرسم، أفسح لنفسك مكانًا وسط عشرات الابتسامات، استدفئ بجدران المسجد واملأ روحك بحلاوة التلاوة، والمس قدم أخيك في القيام، ولا بأس من نكتة مخطوفة وسط صمت الوقار وساعة التجلي، ثم خواطر يفتح الله بها على من شاء.

💓 أو خُض اشتباكًا ومداولات وسط “مجلس” أو “لجنة” من شأنهما البت والقرار، وحل مشكلة السيد المتعثر والأخ المكروب وفلان أنجب وفلان غاب، اطمئن ستنتهي الجلسة بقفشات ونكات.

💓 أو ارتحل معهم في “معسكر”، رغم خشونته المقصودة إلا أنك ستجده أشبه باستراحة في زاوية من الكوكب الصغير بعيدًا عن زحام المنافسة وعفار الحياة، يتجهزون فيه للرجولة واالعودة مجددًا للزحام والعفار، أؤكد لك ستعود منشرح الصدر، فقط قد تضايقك كثرة “العسل الأسود”، ولكنه بالطبع مقصود من أجل الكالسيوم والحديد للرجال .

💓 أو اجلس في سكينة وانتشاء وسط شلة صغيرة لا تتعدى الستة، يسمونها “أسرة”، الكل فيها يعرفك كما تعرف نفسك، يسألك فيها أخوك صادقًا “إيه الأخبار”، فلا يكفي الرد التقليدي العابر: “بخير”، بل سيستقصي خبرك ويضع لك كتفه لتستريح وتقول ما عندك..•

سقاها الله أيامًا ورد بهجتها كاملة غير منقوصة وأقال عثرة أصحاب العثرات وتقبل الله شهداءها وفك بالعز أسراها وهدى قادتها وجنودها سواء السبيل.

كارم عبد الغفار