الاسرة
الاسرة

من جميل ما قرأت عن مشاركة الرجل والمرأة في الحياة بمفهوم الاستخلاف الشرعي والعمارة والشهود الحضاري

بَحرانِ لا برزخ بينهما

محمّد خير موسى :

في الطّواف تلتقي الأمواج البشريّة لا برزخ بينها ولا يحجزها عن بعضها حاجز؛ أمواج الرّجال والنّساء، أشواطهم سبعةٌ للرجال والنساءِ لا فرق ولا تفريق، كلّهم يطوفون حول محورٍ واحدٍ، ويؤدّون مهمّةً واحدةً، وهذه هي المرأة التي يريدها الإسلامُ في بنيانه الحضاريّ المرصوص؛ تطوفُ مع الرّجل، محور طوافهم واحدٌ هو الاستخلاف في هذه الأرض وعمارة الكون بالإصلاح والإحياء؛ فلا تتأخر عنه ولا يتقدّم عليها، ولا حواجز بينهما تمنعُ أداء المهمّة المنوطة بكلّ واحدٍ منهما.
وكذلك بين الصّفا والمروة يسعى الرّجال والنساء على خطا امرأة، يشتركون في السّعي ويتحدون في الوجهة ذهابًا وإيابًا، فلا تختصّ المرأة بمسارٍ مختلفٍ ولا ينفردُ الرّجال عنها.
وهكذا هي الحياة التي يرسمها الإسلام، سعيٌ مشتركٌ بين الرّجل والمرأة ووجهةٌ واحدةٌ لا تشاكسَ فيها ولا تناقض ولا تصارُع؛ سعيٌ مشتركٌ لا مغالبةَ فيه في وسط الطريق، ولا تحويل للوجهات، ولا تضادّ في المصائر.