بعضهم اضطر لـ”المشاريع”.. ملاليم المعتقلين هل تكفي أهاليهم؟

مع دخول انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي عامه السادس بدأ بعض المعتقلين الذين تجاوزت مدد حبسهم ثلاث سنوات في القيام ببعض الأعمال في السجن، مثل غسل الملابس لصالح الغير، وطهي الطعام والقيام بأعمال السباكة والكهرباء، وتنظيف الزنازين، لكي يحصل الواحد منهم على مقابل مادي يتراوح من 500 إلى 1000 جنيه في الشهر.

وتتعامل سلطات الانقلاب وحتى المجتمع بقسوة مع أسر المعتقلين؛ ما أدى إلى تقليص حركتهم في سوق العمل، بحسب أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر أيمن النجار، الذي أكد أن العديد من الأسر فكرت في عمل مشروعات خاصة، ولكن بعد التضخم أصبح رأس المال بلا قيمة، موضحًا أن المخاطر التي يجب أن توضع في الاعتبار هي الاستيلاء على المشروع أو مصادرته والتضييق على صاحبه.

يقول يحيى إدريس، أحد المعتقلين السابقين في سجن الاستقبال بطره: “ينفق المعتقلون تلك المبالغ القليلة على أنفسهم وعلى أبنائهم”، وتابع إدريس الذي يحاكم بتهمة نشر أخبار كاذبة أن “من بين هؤلاء مهندسين ومدرسين ومحامين، تعرضوا لضغوطات مالية في السجن، نظرًا للظروف الاقتصادية وطول فترة الاعتقال”.

جمهورية البؤساء

وتحتل مصر المركز الرابع ضمن أكثر الدول بؤسا في العالم، وفق تقرير لوكالة “بلومبيرج” الاقتصادية التي سخرت من السفيه السيسي الذي يعتقل المصريين ويقمعهم بالغلاء بينما يظهر يقود دراجة في ماراثون الدراجات بشرم الشيخ، ويعتقل في نفس الأسبوع 8 من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.

خرج الجنرال السفيه السيسي في المحافل الدولية يتباهى بالمؤتمرات الشبابية التي تهدف من وجهة نظره إلى الاهتمام بالشباب ورعاية حقوقهم المهضومة من قبل الأنظمة السابقة. انتقد المراقبون حديث السيسي الذي يتباهى فيه بشبابه في حين أن هناك الآلاف من الشباب أو بصورة أدق خيرة الشباب يعانون في المعتقلات والسجون.

وفي الوقت الذي يتمتع به شباب السفيه السيسي من مزايا المؤتمرات الدولية الشبابية ويصفقون للجنرال عند إلقائه نكات سخيفة يحرم شباب المعتقلين من أبسط حقوقهم، يعاني شباب المعتقلين من الأماكن غير الآدمية للاحتجاز ومن تكدس الأفراد في أماكن ضيقة للغاية في نفس الوقت يتمتع شباب السفيه السيسي بإقامة في فنادق الجيش الفاخرة.

ويحرم شباب المعتقلين من فرصة استكمال دراستهم والتضييق عليهم أو حتي استكمال دراستهم العليا ويشارك في هذه الجريمة بعض إدارات الجامعات الحكومية والخاصة في نفس الوقت يستفيد شباب السفيه السيسي من مزايا برامج تدريبية على أعلى مستوي في مؤسسات الدولة.

تدمير شباب الثورة

ويعاني شباب المعتقلين من إهانات متكررة يومية من قبل أفراد الشرطة في السجون، في نفس الوقت الذي يحصل فيه شباب السفيه السيسي على فرصة لمرافقة الجنرال والظهور أمام الكاميرات الإعلامية والصحفية، ويحرم شباب المعتقلين من أهاليهم ولا تتاح لهم فرصة الالتقاء بأهاليهم، إلا زيارة كل أسبوعين وفي بعض السجون يمنع عنهم الزيارات نهائيًا.

في نفس الوقت يتفاخر فيه أهالي شباب السفيه السيسي بأبنائهم المتاحة لهم فرص الظهور بالبرامج التلفزيونية وفرص المشاركة في المؤتمرات الدولية، وتضع هذه المؤتمرات والفرص المتاحة لشباب السفيه السيسي تحديات كثيرة أمام شباب المعتقلين؛ فشباب السفيه السيسي لم يهملوا من قبل الانقلاب بل سعى إلى تدريبهم على أعلى مستوى حتى يمكنهم من مفاصل الدولة ويكونوا عيون النظام وجواسيسه.

الأمر الذي يضع شباب المعتقلين أمام تحد كبير، ألا وهو أنهم يواجهون شباب مدرب، بالإضافة لتمكينهم فعليًا من فرصة الممارسة في مؤسسات الدولة؛ ما يضع شباب المعتقلين بصفة خاصة وشباب التيار الإسلامي بصفة عامة أمام تنظيم طليعي جديد امتدادًا لتنظيم عبد الناصر، الذي عانى منه التيار الإسلامي كثيرًا في العقود السابقة؛ نظرًا لخبرة هؤلاء بالإضافة إلى تمكينهم من مواقع النفوذ في مؤسسات الدولة.

تنظيم تم تربيته في أحضان العسكر يدين بالولاء الكامل للمؤسسة العسكرية، وآخرون في السجون والمعتقلات أحدهم وهو الصحفي إبراهيم الدراوي، اضطرت زوجته إلى تخفيض عدد مرات زيارته إلى زيارتين، بدلا من أربع زيارات، مع تقليل ما تحمله معها من احتياجات زوجها المحبوس، من أدوية وطعام مطبوخ يكفيه لمدة ثلاثة أيام وغيرها من الأغراض، إلى النصف، بسبب ارتفاع الأسعار، إذ تبلغ تكلفة الزيارة 2000 جنيه مصريًا تذهب جميعها للعسكر.