ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد الإنتاج الحيواني بالإغلاق في دمياط (صور)

 

عقبات عدة تواجه محطات الإنتاج الحيواني بمحافظة دمياط، ومطالب يأمل المربون أن تسعى الحكومة لتنفيذها دعمًا للاقتصاد القومي، وإنقاذ آلاف العاملين في المزارع الكثيرة المنتشرة في المحافظة، في الوقت الذي يبحث فيه الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ الإقليم آليات إعادة تشغيل مجمع الجربي المتوقف منذ سنوات.

“مجمع الجربي.. ودعم الاقتصاد”

قال محمود غنيم، عامل، إن مجمع الجربي الموجود منذ 50 عامًا بعد أن جرى تدشينه في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، يمكنه أن يساهم في دعم الاقتصاد المصري لكنه مغلق في العام 2000 وجرى تسريح 162 موظفًا وعاملًا منه بعد أن تراكمت الديون بفضل الإدارة السيئة.

وأوضح غنيم، الذي عمل في المجمع لمدة 4 أعوام قبل أن ينتقل إلى أحد المصانع الخاصة عقب تسريحه ضمن الموظفين الذين جرى الاستغناء عنهم، أن المجمع يضم 35 عنبرًا إلى جانب مصنع ينتج في الساعة الواحدة 5 أطنان من العلف وطاقة إنتاجية 500 ألف دجاجة شهريًا، مؤكدًا أن هذه الإحصائيات معروفة للجميع ومسجلة في ديوان المحافظة ضمن أنشطة المشروعات الحيوانية في المحافظة.

وطالب بإعادة تشغيل المحطة، وتدشين محطة أخرى في مركز فارسكور الذي يضم أكثر من 45 محطة خاصة يملكها عدد من المربين في قرى مختلفة، داعيًا إلى الاستفادة من مجازر الدواجن الموجودة في المحافظة، مؤكدًا أن مزارع الماشية والدواجن من الممكن أن تساهم في الحد من الاستيراد.

وتعرض المجمع التابع للشركة المتحدة للإنتاج الداجني والذي جرى تدشينه في العام 1964 لخسائر فادحة، وتمتلك الشركة أصول تتجاوز 4 مليارات جنيه إلى جانب مساحة 106 أفدنة.

وعلم “مصراوي” من مصدر مطلع بالديوان العام، أن محافظ دمياط عقد اجتماعًا قبل أيام لبحث آليات إعادة تشغيل المجمع أو الاستفادة من الأرض الموجودة في الجربي، كما حدث أخيرًا مع ساحة وزارة الري في منطقة كورنيش النيل، وذلك بعد محاولات عديدة خلال الأعوام الاخيرة من قبل الشركة المالكة لبيع الأرض لكنها باءت بالفشل.

الخسائر وصلت لملايين الجنيهات

وقال سيد كمال، مالك مزرعة بدمياط الجديدة، إن الطن الواحد من العلف زاد سعره بنسبة 60% خلال شهرين، في ظل غلاء الأدوية والمحاليل المستخدمة في تربية الدواجن فضلًا عن نقل العلف من المصنع إلى المزرعة ثم نقل الدواجن ذاتها بعد الانتهاء من دورة الإنتاج.

وأضاف كمال: “الخسائر وصلت إلى ملايين الجنيهات، ولولا أن معظم العاملين في هذه الصناعة يعملون بنظام الدفع بالأجل لأعلن الكثير منهم إفلاسهم أو اتجهوا للعمل في مهن أخرى، والحل يتمثل في الاهتمام باقتصاد الدواجن لأنه يمكنه أن يحقق مليارات الجنيهات للدولة إذا حدث اهتمام بأدوات الإنتاج وتوفير مجازر متميزة وخلق سوق اقتصادي منافس وتذليل العقبات أمام أصحاب المزارع”.

 

مطالب بإنشاء مصنع للأعلاف

واعتبر أحمد المغلاوي، صاحب مزرعة لتربية الماشية والدواجن، أن الاستثمار في هذا المجال يسبب خسارة فادحة في الوقت الراهن بالنسبة للمربين، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف أدى إلى خروج المئات من العاملين في المهنة وتحولهم إلى مهن أخرى.

وأضاف أن نفوق الحيوانات وأزمة توفير الأعلاف بأسعار مناسبة أدى إلى تهديد الكثير من أصحاب المزارع ومحطات الإنتاج.

وبيّن الدكتور محمد التابعي، رئيس فرع محطة بحوث الإنتاج الحيواني بالسرو، إن هناك الكثير من المربين يدشنون محطات خاصة وينجحون في تسويق إنتاجهم وتحقيق إنجازات هائلة على الرغم من العقبات التي تواجه هذه الصناعة، مضيفًا أن المحطة تضم سلالات نادرة بعضها يصبح جاهزًا للتسويق عند أوزان أقل من معظم السلالات الأخرى، إلى جانب أن لها مذاقًا يفضله الكثير من الناس.

وأوضح التابعي أن عددًا من مربي الماشية يعملون على تهجين سلالات معينة لإنتاج نسل أكبر، خاصة في ظل الظروف البيئية الملائمة، في الوقت الذي رحب فيه بإعادة افتتاح مجمع الجربي أو تشغيل المحطات الموجودة في مركز فارسكور وبعضها تعرض للغلق خلال الأعوام المنقضية.

ولفت إلى أن محطات تربية المواشي التي كانت موجودة بقرية أبو جريدة كانت من أكبر المشروعات في مجال الإنتاج الحيواني على مستوى الجمهورية، إذ كانت تضم 9 محطات يصل مساحة المحطة الواحدة إلى 30 فدانًا وكانت تنتج حوالي 7 آلاف 8000 رأس سنويًا قبل أن يجري تصفية المشروع وبيع الأراضي الزراعية لعدد من المستثمرين في العام 1998.

تحصين الأبقار والدواجن

وأكد المهندس سالم البقري، مدير الإنتاج الحيواني بمديرية الزراعة، وجود الكثير من المزارع التي يعمل بها مئات المربين في شتى مراكز الإقليم ووصل عددها في آخر إحصاء لـ 48 مزرعة ماشية إلى جانب عشرات المحطات الصغيرة للإنتاج الداجني، مشيرًا إلى أن المربين يواجهون أزمة ارتفاع الأسعار الأمر الذي يعرض بعضهم للخسارة والغلق، مؤكدًا على ضرورة تحصين الأبقار والجاموس بلقاح الحمى القلاعية ولقاح حمى الوادي المتصدع إلى جانب لقاحات الجلد العقدي وتطعيم الكتاكيت في أيامها الأولى والاهتمام بالتغذية السليمة لمواجهة الأمراض التي قد تهدد المزارع.