أيا بيوت العزة

إلي بيوت الأحرار الصامدين.

 إلي آباء وأمهات الأحرار الثابتين.

 إلي زوجات المجاهدين والمرابطين.

إلي أبناء وبنات الأبطال الميامين.

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

أيا بيوت العزة:

نبعث إليكم سلاماً غالياً عزيزاً، من أعماق قلوبنا، سلاماً مليئاً بالحب والتقدير والإعزاز، يعلم الله مكانتكم عند الجميع، وأننا لم ننساكم لحظة واحدة، وأننا نقدر جهادكم وجهودكم، وصبركم وثباتكم، وتحملكم المشاق والصعاب، منذ تغييب حبيبكم وحبيبنا خلف الأسوار، وكم نتمني أن نفتديه بأرواحنا، ولكن الله تعالي يختار لكل منا اختباره، ويختار لكل منا المكان الذي يؤدي فيه واجبه، والطريقة التي ينصر بها هذا الدين العظيم ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(الحج: من الآية40).

أيا بيوت العزة:

نعلم ونتابع ونقدر جهدكم الحثيث مع الأهل والأولاد، وحرصكم أن تغرسوا فيهم قيم الإسلام السمح، وحرصكم أن يتمثلوا أخلاق ديننا الحنيف … نعلم ونتابع حرصكم علي تنشئة الأبناء علي ما تركهم عليه والدهم البطل، وتعليمهم أن أباهم وإخوانه رجالٌ لا يقبلون الضيم، ولا ينزلون أبداً علي رأي الفسدة، ولا يعطون الدنية أبداً من دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم،ويعلم الله كم يعتصر القلب ألماً علي ما تعانون من مشاق، وتواجهون من صعاب، وحسبكم أنها في سبيل الله، وأن الله تعالي وحده من يجزيكم بها ﴿…ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾(التوبة: 120 – 121).

أيا بيوت العزة:

والله الذي لا إله غيره لن تضيع جهودكم سدي، ولن يذهب تعبكم هدراً، ولن يضيع الله تضحياتكم من أجل دينه ودعوته وإحقاق الحق وإبطال الباطل، حاشا لله ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾(البقرة: من الآية 143). ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾(آل عمران: 195). فامضوا في طريقكم طريق الحق والقوة والحرية، طريق العزة والكرامة، ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾(محمد: من الآية35).

أيا بيوت العزة:

اعلموا أن عين الله لا تنام، وأنه سبحانه ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾(الحديد: 4) واعلموا أن الله تعالي قد اصطفاكم لهذا الابتلاء؛ لا لهوانكم عليه، ولا ليشق عليكم، ولكن ليرفع درجتكم، ويعلي قدركم، ويضاعف أجركم، ويجزل لكم العطاء والمثوبة؛ عزاً في الدنيا وسعادة في الآخرة؛ فكونوا علي يقين أن الله تعالي بقوته وعظمته معنا، وهو سبحانه مولانا ومؤيدنا وناصرنا﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾(البقرة: من الآية 257) ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ (الصف: من الآية 14). ومن كان الله معه ومؤيده وناصره فلا يحزن ولا يجزع ولو اجتمع عليه من بأقطارها.

أيا بيوت العزة:

كونوا علي ثقة أن ما يجري الآن فإنه يحدث وفق حكمة يعلمها الله تعالي قد تخفي علينا الآن،  فإذا كنا لا نعلم فإن الله يعلم، وهو حسبنا وكفايتنا ووكيلنا وهو نعم الكافي والوكيل: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾(137الأنعام: من الآية 137). فلتثقوا في وعد الله ولتتيقنوا من نصره للمؤمنين وإهلاكه للظالمين، وإنما هي أيام وجولات، واعلموا أن الباطل لن يدوم وأن الظلم لن يستمر، وهذه سنة الله الماضية فتأملوها في طول التاريخ وعرضه:  ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾(آل عمران: 137 – 142). فعيشوا بالقرآن، ومع القرآن، واحرصوا أن تكونوا من أنصار الحق ما حييتم، وهذا والله شرف عظيم، ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾(الصافات: 171 – 173).

أيا بيوت العزة:

نعلم مدي تأثركم باستشهاد قائدنا الحر، ورئيسنا البطل، الشهيد الدكتور محمد مرسي، تقبله الله في الشهداء،  ولكن ما يصبرنا، ويسكن من روعنا أنه لقي ربه صادقاً في بيعته، وفياً لعهده مع ربه ودعوته؛ وقد أعطاه الله ما تمني، فعاش مجيداً، ومات شهيداً، فهنيئاً له الشهادة، ونسأل الله تعالي ألا يحرمنا أجره، ولا يفتنّا بعده، وأن يجمع بيننا وبينه في مقعد صدق عند مليك مقتدر﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ (الحجر: من الآية 47). فعلموا أولادكم سيرته، واغرسوا حبه في كل المحيطين بكم، وليكن لكم جهد في استكمال المشروع التحرري الذي استشهد من أجله، وما زال والدكم البطل يجاهد علي دربه. وستمر بكم ذكري رابعة؛ فأحيوها بإحياء المشروع الذي حمله هؤلاء الأماجد، وضحوا من أجله بدمائهم الزكية، وضحي الأحرار من أجله بحريتهم الغالية، لنسير معاً نحو وطن حر تخفق عليه رايات القرآن. والله أكبر ولله الحمد.