أهل الكهف وبذرة العمل الصالح

إجتمعوا فى الكهف اجتماعهم الأخير . يفكرون ويضعون الخطط ويعدون للأيام الصعبة القادمة .
.
ماذا عساهم يفعلون للمضطهدين ؟
وما هو المتوقع بعد انكشاف أمرهم ؟
ماذا سيحدث مع أولادهم وزوجاتهم وأتباعهم المؤمنين . ؟؟
.
ماذا سيفعل الملك واتباع الملك وجيش الملك وشعب الملك . وما هى الخطة المضاده والحل السليم ؟؟
.
ولحكمة الله ناموا نومهم الطويل .
تنحوا جانبا رغما عنهم . اعتقلوا فى كهفهم . هاجروا فى مكانهم .
لم يعد لهم ذكر . انقطعت الأخبار .
لم تعد هناك توجيهات منهم لأتباعهم ولا تعليمات .
لم يعد هناك للدعوة كبارا ولا قادة . نام أهل الكهف .
.
ولكنهم تركوا ورائهم عملهم الصالح القديم يتحرك . والنبتة التى زرعوها تنمو وتعمل . وهمتهم العالية التى غابت . وشجاعتهم فى إيقاد شعلة البداية . تستلهمها الأجيال فترفع الهمم وتلهب الحماس عشرات السنين .
.
أجيال قامت وأجيال ماتت ودماء سالت . إحباطات وإخفاقات وعودة من جديد . إصرار وآمال . إعداد واستعداد . مغالبة للباطل وصراع طويل مرير لعشرات السنين
.
نفس الفكره ونفس الدعوة ونفس العقيدة .. ولكن . إبداعات جديدة تناسب المرحلة .
عقول جديدة تناسب الزمان . تضحيات جديدة كبيرة تناسب العدو المتربص والهدف الكبير . حتى تم النصر على أيدى الذين كانوا صغارا .
.
لا داعى لأن يعرفهم أحد . لم يذكرهم القرآن .
لم يذكر القرآن كيف مرت تلك السنين الطويلة .
من مات شهيدا . من ضحى ومن بذل . ولا عدد سنين الإعتقال وأماكن المنافى . وكيف تم الانتصار ؟؟
وكيف قامت للحق دوله ؟؟
.
إنها فقط إرادة الله وتوفيق الله وترتيب الله . ورجال المرحلة الذين يعدهم الله والسنين الطويلة اللازمة للنصر حسب نواميس الله وأسبابه وسنته فى التمكين وطريقة الإنتصار التى يريد .
.
مهما ذكر التاريخ فلن بوفى حق الدماء الكثيره والتضحيات الكبيره وسنوات السجون وأيام الخوف وليالى المطاردات . المهم أن النصر تم . من بذل سيأخذ أجره كاملا فى مكان آخر . ومن خاف هنا سيكون آمنا يوم القيامة . ومن ضحى سياخذ جزاءه ممن لا تضيع عنده الحقوق . رب الناس ومالك الناس ..
.
.لن يضيع أجر من بذلوا فى البداية .
ولن يضيع أجر من بذلوا ولم يروا الثمار .
ولن يضيع أجر من تم على أيديهم الإنتصار .
.
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا . ) الكهف