بقلم: عبدالرحمن فهمي
﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ (آل عمران: من الآية 79) شعار خالد لدعوة الأنبياء والمرسلين، ولحملة الرسالات وأصحاب الدعوات الربانية.. شعار يحمله كل مَن استولت قضية الإيمان على قلبه واهتماماته، فالربانية الحقة والإيمان الصادق لهما الأولوية الكبرى في حياة الدعاة، ولكن تبقى تساؤلات تتعلق بالعنوان..
هل نام الإيمان فينا حتى نحتاج أن نوقظه؟ أم تصاغَر حجمه في قلوبنا؟ أم راقت أنفسنا لغيره؟ وهل تحنُّ قلوبنا إلى أنوار الإيمان كما كانت تحن إليه لحظة الالتزام الأولى؟ هل اشتاقت أنفسنا للعودة من جديد إلى أول عهدنا مع الله؟!
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات وافية، والجواب الشافي لها هو الدعوة من جديد إلى إيقاظ الإيمان في قلوبنا، وإحياء الربانية في دعوتنا، وأن تكون روحانية الداعية هي المسيطرة على فكرنا وحركتنا الدعوية.
أولاً: أهمية الإيمان للفرد والجماعة
1- إن الإيمان هو الأولوية في حياة المسلم، ويتصدر كل ما عداه من حظوظ النفس وضرورات الحياة والأهل والولد، والإيمان كفته راجحة في قلب الداعية إذا ما حدث تعارض بينه وبين شيء من صوارف الحياة وزينتها.. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة: 24).
ألم تر إلى حديث الحارث بن مالك الأنصاري الذي رواه الطبراني: “كيف أصبحت يا حارثة”؟ قال: أصبحت مؤمنًا حقًّا..، فمن منا تخطر على باله مثل هذه الإجابة على مثل هذا السؤال؟! إلاَّ مَن استولت قضية الإيمان على قلبه واهتمامه، وهكذا يجب أن نكون بعون الله تعالى.
2- الإيمان هو الأصل والأساس الذي ينبثق منه كل عمل وخلق وحال.. أرأيت التلازم بين الإيمان والعمل في آيات القرآن مع سبق الإيمان دائمًا ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾.. فالإسلام علانية والإيمان في القلب، و”التقوى ههنا.. ويشير إلى قلبه- صلى الله عليه وسلم”، ثم أليس في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب؟!، فلا ينبغي أن نقدم الحركة والدعوة والنشاط على الإيمان.
3- الإيمان يدفع لأداء الأعمال بإتقان وإحسان ودقة وقوة، فمَن إذًا لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء” إن لم يكن المؤمن الصادق؟! ومَن أيضًا لقوله- صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”..؟! إنَّ الدعوة والحركة اللتين تنطلقان من الإيمان الحي اليقظ يسري فيهما سرٌّ رباني وروح لطيفة تجعل فيهما الأثر والثمرة والبركة على مستوى الفرد والمجتمع والواقع.
4- إن الإيمان هو خير مُعِين على تحمُّل أعباء الطريق، وهو من أهم الأسباب التي يتنزَّل بها تثبيت الله- عز وجل- وتوفيقه وتأييده، وانظر إلى نداء الله لملائكته ﴿فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا..﴾ (الأنفال: من الآية 12) وقوله: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (إبراهيم: من الآية 27).
5- إنَّ الإيمان هو المَعِين الذي تخرج منه المواقف المبهرة، والبطولات النادرة، والتضحيات الغالية بالأنفس والأموال والأهلين، وفي سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام ما لا يُحصى من الشواهد على صدق هذه الحقيقة.
6- إنَّ الإيمان هو الخيط الذي ينظِّم حبات عقد الأهداف البعيدة والمرحلية والغايات الكبرى والأقرب، وبه كذلك تترابط الأعمال التي تبدو متناثرةً متبعثرةً.
ثانيًا: أسباب ضعف الإيمان
ومع كل هذه الأهمية لقضية الإيمان إلا أن الناظر العابر يلحظ ضعفَه وفتورَه لدى الكثير منا؛ الأمر الذي لا يصح إغفاله وإهماله بحال، بل يجب السعي لإحياء الربانية من جديد، وإضفاء معانيها على كل أعمالنا الدعوية والتربوية، ولعلَّ من أسباب ظاهرة ضعف الإيمان ما يلي:
1- الانغماس في الشواغل الدنيوية، كما قال تعالى: ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ﴾ (المؤمنون:63)، وكما قال الأعراب عن أنفسهم: ﴿شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا﴾ (الفتح:11)، وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عن نفسه: “ألهاني الصفق في الأسواق”، فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله..!!
2- إهمال أسباب زيادة الإيمان وانتعاشه، وقد قال الصحابة- رضوان الله عليهم-: “الإيمان يزيد وينقص”، فإذا ذكرنا الله- عز وجل- فهذه زيادته، وإذا نسينا وغفلنا فذلك نقصانه، وقالوا أيضًا: إذا كنا معك يا رسول الله رقَّت قلوبنا، وكنا من أهل الآخرة.. فلما خرجنا من عندك وعافسنا الأزواج والأولاد والضيعات قسَت قلوبنا وكنا من أهل الدنيا”.
3- كثرة الأعمال والتكليفات، مع تشابكها وتداخلها بما لا يسمح بالتقاط الأنفاس، وإعطاء حق القلب والروح، وليست المشكلة في كثرة الأعمال وتشابكها وحسب، ولكن في عدم تنظيمها بالشكل المناسب، علمًا بأنَّ إضافة الربانية على أعمالنا يعيننا على إتمامها جميعًا.
4- بُعد هذه القضية المصيرية عن بورة الاهتمام القوي، والتركيز الشديد، والمتابعة الدقيقة لدى مستويات التوجيه المختلفة، وللإحساس بوجود البديل الدعوي والحركي عنه، وهما فرع من ذاك الأصل، بما يعني الانشغال بجانب الحركة على الجانب التربوي الإيماني.
5- كثرة اللقاءات الإدارية والتنفيذية، التي غالبًا ما تتَّسم بالجفاف، واختلاط الأصوات، وشيوع روح المراء والجدل، وافتقادها للتربية الإيمانية في تلك اللقاءات.
ثالثًا: وسائل إيقاظ الإيمان
صفحات من خلق الرحمن |
1- على مستوى الفرد
أ – التفكر في صفحات الوجود المشهود: وهي عبادة جليلة ذات حظ عظيم، إلا أنها ضمرت واضمحلَّت، وكادت تُنسى في زحام الحياة، فليجعلْها الفرد في المحاسبة؛ فإن تفكر ساعة خير من قيام ليلة، كما قال الحسن البصري- رضي الله عنه- وذلك حتى تعود سيرتها الأولى في حياة السلف الصالح، فها هو أبو سليمان الدراني يقول: “إني لأخرج من منزلي ولا يقع بصري على شيء إلا وجدت لله عليَّ فيه نعمة ولي فيه عبرة”.
ولأمرٍ ما كان من هدي النبي- صلى الله عليه وسلم- في قيام الليل أن يقرأ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾ (آل عمران: 190)، وقد قال عنها: “ويل لمن قرأها ولم يتدبرها”، فحبَّذا لو تمثَّلنا حال أبي سليمان الدراني حين يتمكن هذا الخلُق من أنفسنا فيكون لنا بكل مشهد نراه عظةٌ وعبرةٌ، وحبَّذا أيضًا أن نتحيَّن أوقات تفكر الخليل إبراهيم- عليه السلام- عند حلول الليل، وظهور الكواكب، وبزوغ القمر، وشروق الشمس؛ فإنها أوقات مباركة، يجب أن يكون لنا فيها نصيب.
ب- مجالس الصالحين: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (الكهف: من الآية 28)، فبمجرد المخالطة مع الصالحين يسري تيار عجيب بالقلب، يوقظ الإيمان، ويدفع إلى العمل، وقد كانوا ينظرون إلى وجه محمد بن واسع فيعملون بها شهرًا، كم نحن بحاجة في دعوتنا إلى مَن تكون جلساته جلسةً تذكِّر بالله، وتعين على طاعته..!!
ج- التدبر في كتاب الله تعالى امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ (محمد: 24)، وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ (القمر:17)، وما أطال عبدٌ النظرَ في كتاب الله، وأعملَ الفكرَ إلا سرَت أسراره ولطائفه في قلبه؛ حتى يجد فيه صدًى موجَّهًا، ويرى تناغم رنين هذه الأسرار، وهنا فقط يعرف العبد معنى حياة القلوب.. ولقد قام النبي- صلى الله عليه وسلم- ليلَةً بآية يرددها، وهي: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (المائدة:118).
د- التفكر في نعم الله علينا.. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ (إبراهيم:34)؛ وذلك حتى يستشعر القلب فضله- عز وجل- ومنته، ويستشعر العبد مع ذلك أيضًا تقصيره وغفلته؛ فيستيقظ وينهض، وأقل هذه النعم هو ما يراه كثير من الناس من حظوظ النفس ومتاع الدنيا، من منصب وجاه ومال وولد وطعام وشراب وملبس ومركب وزينة، وأجر هذه النعم هو الإيمان بالله- عز وجل- ومعرفته، والتوفيق إلى طاعته، واتباع نبيه- صلى الله عليه وسلم.
هـ- التفكر في سنن الله في خلقه، وتقلُّب أحوال العباد بين العطاء والمنع، والتقدم والتأخر، والرفع والخفض، والعز والذل، والقوة والضعف، ومحاولة الوقوف على أسباب هذا، والاستفادة منها وتطويعها، وتجنب مصادمتها.
ذكر الله والدعاء |
و- الاستكثار من العبادات المحصنة، مع المواظبة عليها وأدائها بخشوع وحضور قلب، وشهود عقل؛ حتى نسبر أغوارها، ونعرف أسرارها، ومن ثمَّ نجني ثمارها ونجد آثارها، ومن هذه العبادات الصلاة المكتوبة في المسجد في أول الوقت، والنوافل، وخصوصًا قيام الليل، وقراءة القرآن، وذكر الله- عز وجل- وصيام الهواجر.
ز- مصارعة الباطل بالحق: فهذا دليل على تمكن الحق من قلب العبد واعتزازه به، وحرصه على إقامته، ثم إذا شاهد جحافل المبطلين بخيلهم وخيلائهم علم أن لا ملجأَ له إلا إلى الله- عز وجل- فازداد توكلاً عليه، وثقةً به، ويقينًا في نصره، ومن ثم يزداد إيمانه في قلبه ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران:173)، ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب:22).
ح- الارتباط بالمساجد وتعلق القلوب بها دائمًا؛ علَّنا بذلك ندخل في السبعة الذين يظلهم الله- عز وجل- بظله يوم لا ظل إلا ظله، ولنتأسَّ بأمثال سعيد بن المسيب الذي يخبرنا عن حاله قائلاً: ما أذَّن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد.
ويجب أن يكون لنا برنامج عملي مع المساجد يشمل ما يلي:
– الحرص على التواجد في المسجد قبل الآذان ولو صلاة واحدة في اليوم.
– الاعتكاف بين المغرب والعشاء ولو مرة واحدة في الأسبوع.
– الاعتكاف ليلةً واحدةً في الشهر؛ وذلك لتجديد أثر المسجد في القلب؛ فإن أثره لا يعوَّض.
2- على مستوى الدعوة
أ- الارتقاء بمستوى الحلقة وإعادة سيرتها الأولى؛ باعتبارها محضن التربية الدائم الذي يتعهد الفرد في جوانبه المختلفة، ومنها جانب الإيمان الحيوي الذي نحن بصدده، وهنا يمكن اتباع ما يلي:
– قراءة ما تيسر من القرآن، مع التدبر العميق وتبادل المعاني والخواطر.
– قراءة ورد ذكر بصورة جماعية مع مراعاة الخشوع.
– صلاة نافلة في جماعة مع انتداب الأندى صوتًا والأرقَّ قلبًا.
– الحفاوة بكتب التزكية والرقائق والتواصي بالالتزام بما فيها.
– حسن إعداد كلمة شيخ الحلقة ليلة شهريًّا على الأقل، مع إحيائها بالذكر والاستغفار والقرآن والقيام.
– صلاة الفجر معًا مرة أسبوعيًّا، ثم قراءة الوظيفة الكبرى بعدها.
– زيارة القبور معًا للاتعاظ والاعتبار وتجديد العهد وصقل القلب.
– القيام بأنواع الرحلات المختلفة: حقلية/ نيلية/ قمرية/ صحراوية/ بالدراجات… إلخ، مع جعل التفكر فقرةً ثابتةً فيها.
– التهادي بين أفرادها بمعنى أو خاطرة أو موقف من السيرة أو حياة الصحابة أو الصالحين قديمًا وحديثًا، على أن يكون المحتوى في خدمة هدف إيقاظ الإيمان.
ب- الارتقاء بمستوى شيخ الحلقة في جوانبه الأربعة، والد، وشيخ، وأستاذ، وقائد، ولأنه شيخ بالتربية الروحية فعليه أن يتعهَّد حالة الإيمان في قلوب مريديه، ويوظف عليهم الوظائف، ويكلفهم بالأعمال، ويوصيهم بالعبادات المختلفة، ويعد جدول محاسبة يركز كل فترة معينة على بعض الجوانب مع حسن المتابعة.
ج- الرجوع بالليلة الإيمانية إلى سالف عهدها ومجدها، فهي مناسبة تحلِّق فيها الأرواح، وترتبط القلوب، وتمتزج النفوس، وتنسكب الدموع في أجواء التأثر والخشوع.. ولا مكان هنا للقضايا الفكرية والسياسية والإدارية.
د- التركيز على الجانب الإيماني والروحي في المخيَّمات، ومراعاة ما يحقق هذا في البرامج التفصيلية اليومية.
هـ- بدء اللقاءات الإدارية دائمًا بفقرة إيمانية لا تقل عن ثلث ساعة، تُملأ بمثل ما يلي:
– ورد استماع قرآني مع التدبر واستخراج المعاني والخواطر.
– كلمة مُعدَّة هادفة من مسئول اللقاء أو ممن يكلفه.
– تبادل الهدايا من المعاني المستفادة من القراءة أو الاستماع، أو السفر، أو المشاهدة، ويمكن تحديد عنوان موضوعي مسبق حتى يصب في إنائه الزاد المقدم.
– صفة من صفات التحلية نتذاكرها ونتواصى بها.
– صفة من صفات التخلية لنستبرئ منها.
– عبادة من العبادات لنبين فضلها، ونراجع حالنا معها، ونتدارك تقصيرنا فيها.
و- احتلال قضية الإيمان للمواقع المتقدمة في قائمة اهتمامات المستويات الإدارية.
ز- التخفف قدر الإمكان من التعقيدات الهيكلية؛ لتخفيف اللقاءات الإدارية والتنفيذية تبعًا لذلك.. الأمر الذي يعين على مزيدٍ من التركيز والاهتمام بجانب الإيمان.
ح- إذكاء روح الأخوَّة والتكافل؛ للمساهمة في التغلب على الظروف المعيشية القاسية، والتي تمثل عقبةً كؤودَ في وجه ازدهار الإيمان.. أليس بند الإيمان هو الأول دائمًا في نص عقد الأخوَّة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات:10)، “المؤمن مرآة أخيه”، “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير..”، فالصديق الصدوق مَن إذا نسيت ذكرك، وإذا ذكرت أعانك.
حينئذ نسعد جميعًا بعودة الروح إلينا، وإحياء الربانية في دعوتنا، وإيقاظ الإيمان في أنفسنا وفي لقاءاتنا وفي أعمالنا وحركاتنا، وحينئذ يصفو الصف، وتغيب عنا الكثير من مشاكلنا الداخلية ونزاعات النفس وأمراضها، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به.