نصيحة لشاب يطلق بصره في الحرام

الفراغ من وسائل إبليس التي يثير بها كوامن الغرائز ويلهبها، وتفلت من لجامها لتحرق شجرة الإيمان وتشوِّه فطرة الإنسان، وما الشذوذ والسادية التي وصلت إليها المجتمعات الغربية إلا دليل على انحراف هذه الفطرة.

الفراغ فيه سُم قاتل!
قال بعض السلف: 
“الفراغ للرجل غفلة وللنساء غلمة”..
أي محرِّك للغريزة. 
ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع معه قوة الشباب المعروف بعنفوان الغريزة، والجِِدٓة أي وفرة المال، وفى هذا قال أبو العتاهية:
“إن الشباب والفراغ والجدة .. مفسدةٌ للمرء أي مفسدة”!
وقال غيره: 
“لقد هاج الفراغ عليه شغلاً” ..
وأسباب البلاء من الفراغ!

فالفراغ من وسائل إبليس التي يثير بها كوامن الغرائز ويلهبها، وتفلت من لجامها لتحرق شجرة الإيمان وتشوِّه فطرة الإنسان، وما الشذوذ والسادية التي وصلت إليها المجتمعات الغربية إلا دليل على انحراف هذه الفطرة.

لذا كان من الواجب على كل من ابتلي برؤية المشاهد الإباحية أو العادة السرية أو أي ذنب له صلة بالشهوة أن يخطِِّّط لملء أوقات فراغه بما ينفعه، فإن فعٓل فقد قطع تسعة أعشار الطريق نحو الشفاء!

والعُشر الباقي متمثل في حسن التعامل مع خواطر السوء.

فما الطريق لإصلاح هذه الخواطر؟!

طريق ذلك من ثلاث جهات:
– الأولى: تفريغ القلب من الخواطر السيئة بعدم الالتفات أو استدعاء الرديء منها . 
– الثانية : ولابد لكل فراغ أن يمتلئ، وفراغ القلب أهم ما يجب ملؤه، فاملأه واشغله بالله وطاعته، واشغل عقلك بالتفكير في دراستك أو عملك أو رياضتك أو في أي شيء ينفعك.
– الثالثة : حراسة القلب من التفكر في الحرام، وذلك بطريقين:
١- مفارقة دواعي الحرام، وأماكن التبرج والاختلاط، وأهل الشهوات والغفلات من الأصحاب.
٢- عقد المقارنات ومعرفة العواقب والمآلات .
فقارن بين راحة القلب عقب الطاعة، وألمه بعد وقوعك في اللذة المحرمة!
وقارن بين لذّة الانتصار على الشيطان وقهره؛ وانكسارك أمامه عند المعصية والذنب!
فإن ذلك مما يحمي عقلك وقلبك من هجوم الخواطر المحرمة الرديئة.
ابدأ بهذا، وسيأخذ الله بيدك في طريقه إن صدقت، ويغنيك بالطاعات عن السيئات إن بدأت.

د. خالد أبو شادي
فك الله أسره