معظم سكان العالم قد يواجهون كورونا من دون لقاح

يواجه العالم خلال تفشي فيروس «كوفيد – 19»، الذي قتل ما يقرب من 600 ألف شخص، الأزمة التي كان يخشاها منذ فترة طويلة عالم الفيروسات كلاوس ستوهر الذي حث الحكومات لسنوات عديدة على الاستعداد لاحتمال تفشي جائحة فيروسية.

وقال ستوهر في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ»، إن السلوك الوبائي لهذا الفيروس لن يختلف كثيراً عن أمراض الجهاز التنفسي الأخرى: خلال الشتاء، يعود. وأوضح: «ستكون هناك موجة أخرى، وستكون خطيرة للغاية. أكثر من 90 في المائة من السكان عرضة لذلك، إذا لم نشدد مرة أخرى على الإغلاق أو الإجراءات المماثلة، فسيسبب الفيروس تفشياً كبيراً».

وتابع: «الشتاء قادم قبل اللقاح، وستكون هناك زيادة في الحالات، وسنجد مشاكل في احتوائها لأن الناس لا يبدو أنهم سيقبلون مزيد من القيود على حركتهم وحريتهم».

وعن التاريخ الذي يتوقعه لوصول اللقاحات، قال العالم الذي غادر منظمة الصحة العالمية للانضمام إلى شركة الأدوية «نوفارتيس إيه جي» في عام 2007 وتقاعد قبل عامين، إنه قد يكون لدى دول مثل ألمانيا كمية كبيرة من اللقاح بحلول بداية العام المقبل، وقد يستغرق الطرح أربعة أو خمسة أو ستة أشهر للمسنين.

وأوضح: «قد تختلف الاستراتيجية في بلد مثل البرازيل أو الأرجنتين أو تشيلي، والتي قد لا تحصل على جرعة واحدة من اللقاح ولا يزال عليها التكيف. وسيتم تقسيم العالم إلى مجموعتين، واحدة مع لقاحات والأخرى من دونها».

ويفترض ستوهر، الذي دق ناقوس الخطر بشأن إمكانية تفشي جائحة إنفلونزا الطيور، ودعا البلدان والشركات إلى زيادة إنتاج اللقاحات في حال بدء انتشاره على نطاق واسع بين البشر، أنه بحلول منتصف العام المقبل سيكون لدى جزء كبير من العالم أجسام مضادة، وانه سيزداد ذلك تدريجياً بمرور الوقت، وقال: 174ثم ستكون هناك موجة ثالثة، وعندما ينتهي ذلك، أعتقد أن 80 في المائة من العالم قد يكون لديهم أجسام مضادة إذا لم يتم تجديد الإغلاق».

وفيما يتعلق ماذا باللقاحات قيد التطوير، شرح ستوهر: «نحن في مأزق كبير. علينا أن نجمع كل الموارد التي نستطيع أن نوفرها لتطوير اللقاح. من ناحية أخرى، أعتقد أن اللقاحات لن تكون متاحة لغالبية العالم». وتابع: «قد يكون هناك، بنهاية هذا العام أو بداية العام المقبل، نصف مليار جرعة متاحة. يبلغ عدد سكان العالم 7.5 مليار نسمة، خاصة في تلك البلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية الكافية وتناضل مع أنظمة الرعاية الصحية لديها مع وجود أعداد كبيرة من السكان، ما هو اللقاح الذي سيحصلون عليه؟».

وبما أن عدد من المجموعات، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، تركز على الوصول العادل للقاحات، قال ستوهر الذي لعب عام 2003 دوراً رئيسياً في تحقيق لمنظمة الصحة العالمية حدد بسرعة فيروس تاجي كسبب لمرض السارس، إنه سيكون من غير المسؤول عدم فعل أي شيء. لكنه أشار مع ذلك، إلى أن غالبية سكان العالم لن يتلقوا لقاحاً. وقال: «سيستمر الفيروس في الانتشار، وقد يستغرق الأمر من سنتين إلى ثلاث سنوات قبل أن يصيب الفيروس غالبية كبيرة من السكان».



وأضاف: “ليس اللقاح هو الذي سينهي الوباء. سينهي الفيروس هذا الوباء عن طريق حرق كل قطعة من الخشب الجاف سيجدها. لن ينطفئ الحريق قبل إصابة آخر شخص معرض للإصابة. ثم السؤال هو ما هو الدور الذي سيلعبه أي لقاح بعد ذلك».

وعن أفضل نهج يمكن أن تتبعه الحكومات، أفاد ستوهر أنه يجب «أن نجد طريقة لفتح مجتمعنا بطريقة تدعم هدفنا الطبي طويل الأمد، وهو أقل عدد من الضحايا بمرور الوقت، مع العلم أنه لا يمكنك تجنب انتشار العدوى»

وقال: «علينا أن نعيش مع هذا الفيروس وعلينا أن نجد طريقة مناسبة للتأكد من أننا عندما ننتهي منه، فإننا ننظر إلى الوراء ونقول إننا بذلنا قصارى جهدنا لمنع الموت والمرض». مؤكداً أنه لا يمكن أن نأمل بأن تحدث بعض المعجزات ويختفي الفيروس، وأن الاستراتيجية المثالية غير متاحة.