دخل رجل المسجد ومعه ولد صغير
وأثناء الصلاة تحرك في المسجد كعادة الأطفال
وبعد الصلاة فوجئنا بإمام المسجد يقوم ويمسك بمذياع المسجد
ثم يقول وهو في أوج غضبه:
“ما حصل خطأ جسيم وعلينا التحكم بصغارنا, أو أن لا نحضرهم للمسجد ….إلخ”
لا تقل ذلك أخي الكريم
ما خَلت كثير من المساجد من الأطفال إلا بسبب هؤلاء المنفرين المتنطعين
فكم ركب الحسن والحسين ظهر النبي ﷺ وهو ساجد يصلي إماماً بالمسلمين حتى قلق الصحابة
فقال لهم ﷺ بعد الصلاة:
“…إبنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ”
(يقصد ﷺ أن الحسن رضي الله عنه صعد على ظهره ﷺ وهو ساجد)
وقال أيضا:
“إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها،
فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه”
ولم يقل لأم الصبي صل في بيتك.
“كان رسول الله ﷺ يخطبنا ، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران
فنزل رسول الله ﷺ من المنبر ، فحملهما فوضعهما بين يديه ، ثم قال ﷺ:
” صدق الله : إنما أموالكم وأولادكم فتنة
نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران ، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما”
.
إن تحبيب الأطفال في المساجد وتعويدهم على الحضور يكون من الصغر ومسئولية المسلمين جميعاً
وذلك بالطبع مع المحافظة على طهارة المسجد والتوعية بآدابه
وقد كان كثير من الصالحين يجعلون معهم هدايا صغيرة إذا حضر طفل إلى المسجد أعطوه هدية صغيرة ليحب المسجد ويفرح بالحضور إليه.
وأتذكر هنا أن طفلاً في الرابعة من عمره دخل المسجد مع أبيه
ثم تحرك الطفل ومرَّ أمام رجل يصلي
فقام ذلك الرجل بإمساكه ثم رماه فسقط خلف الصف باكياً.
والله بريء من فعله وظلمه.
.
لا تتركوا أبناءكم في البيوت وتذهبوا إلى المساجد وحدكم
إملؤوا المساجد بأبناء المسلمين صغاراً وكباراً مع توعيتهم وتعليمهم آداب المساجد
عودوا أولادكم المساجد من صغرهم, لتكن قلوبهم معلقة بالمساجد, فيفلحوا في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يظلنا وإياكم والمسلمين جميعاً بظله يوم لا ظل إلا ظله.