شاهد.. مستشار السيسي يعترف: قائد الانقلاب مصاب بـ”جنون العظمة”

تداول ناشطون عبر “فيس بوك” مقطع فيديو مجمعًا يتحدث خلاله الدكتور أحمد عكاشة مستشار عبدالفتاح السيسي للصحة النفسية في إسقاطات ظاهرة عن حقيقة الديكتاتور قائد الانقلاب ومرضه بالبارانويا.

وبحسب المقطع الذى كشف عن مفاجآت من أهمها أن السيسي يعاني من “متلازمة السلطة” و”جنون العظمة” وأن حكمه إذا استمر أكثر من 8 سنوات فان شخصيتة تتغير لجنون السلطة واستمرار الديكتاتورية.

وفي نفس المقطع يتحدث السيسي عن نفسه فيقول: ربنا خلقني “طبيب” أوصف الحالة، وأن العالم وخبراء الطب النفسي والمخابرات يشيرون عليه.. اسمعوا هذا الرجل وشوفوا بيقول إيه؟!

كما يتحدث “عكاشة” مستكملاً وصف المنقلب السيسي فيقول: هذا الأمر يكشف أنه ملتصق بالسلطة لا يريد التزحزح عنها ولا يريد ترك الحكم مهما كلفه الأمر ،هو” والكرسى واحد”، بالإضافة إلى أنه دائمًا يوجه حديثه بأن المساءلة بينه وبين الله وليس لبشر علاقة.

ضلالات العظمة

ويستكمل “عكاشة” أن السيسي يتملكه الآن “ضلالات العظمة” وهي ما يتعمد السيسي الحديث عنه في جميع خطاباته ولقاءاته؛ إذ يقول في أحدها: أنا عارف مشكلات مصر زي ما أنا شايفكم دلوقتي وعارف علاجها كمان، متسمعوش كلام حد غيري.

النقد = الخيانة

وواصل مستشار السيسي للطب النفسي حديثه قائلا إن من ينتقد هذه النوعية من الديكتاتوريين فهو في وجهة نظره “خائن”، وأي فرد يتحدث دون هواه ويعارضه فهو “مغرض ويريد إسقاطه” وله أهداف ضده ويريد تحطيمه، وهو ما ظهر في أحد المقاطع الخاصة بالسيسي وهو يقول: مش حخلي حد يقرب من الكرسي، واللي حيقرب حشيله من على وش الأرض شيل.

تبلد العواطف

وتابع عكاشة: تستمر معاناة الديكتاتور مع الحكم السلطوى فيظهر لديه “تبلد العواطف”، وتجده يقبل الأطفال الصغيرة والأمهات، ثم في نفس اللحظة يأمر الجنود بقتل الأفراد أيًا كانوا.

ويكشف المقطع الخاص بالسيسي وهو يكرر طلب المساعدة من المواطنين بمنحه تفويض نزول لقتل “الأشرار”، على حد وصفه.

جنون العظمة

وأطلق كثيرون على السيسي لقب “قذافي مصر”، في إشارة إلى تشابهه مع الرئيس الليبي الراحل “معمر القذافي”، الذي كان مهووسا بمظهره كزعيم بين الجماهير.

انبهار بالخديوي إسماعيل:

وأظهرت سبعة مشاهد انبهار السيسي بحكام مصر الذين عرفوا بحرصهم على مظاهر العظمة والأبهة، وعلى رأسهم الخديوي إسماعيل، الذي حكم مصر قبل نحو 150 عاما، والرئيس الراحل أنور السادات الذي تولى الحكم بين عامي 1970 و1981.

وكان أول هذه المشاهد إقامة السيسي ثلاث منصات للاحتفال بافتتاح القناة الجديدة، الوسطى لكبار المدعوين، واليمنى لرجال الدين الإسلامي والمسيحي، واليسرى لباقي الضيوف، في محاكاة لحفل افتتاح القناة القديمة في عهد الخديوي إسماعيل.

وظهر ثاني المشاهد، في حرص السيسي على دعوة أكبر عدد من زعماء العالم لحضور الاحتفال، ليستمتع بإحساس الزعامة وسطهم، ولبى الدعوة عدد من القادة والمسئولين العرب والأجانب، من بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وملك البحرين حمد بن عيسى، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.

أما ثالث هذه المشاهد، فكان تحرك السيسي إلى منصة الاحتفال، مستقلا يخت “المحروسة” الذي تم تشييده في عهد الخديوي إسماعيل، واستخدمته ملوك الأسرة العلوية التي حكمت مصر في رحلاتهم البحرية الباذخة، وآخرهم الملك فاروق الذي أطاح به ضباط الجيش عام 1952، في إشارة واضحة لرغبة قائد الانقلاب في الظهور كأحد ملوك مصر العظام.

وفي المساء، أقام السيسي حفلا فنيا بهذه المناسبة، بدأ بعزف للموسيقار عمر خيرت بصحبة أوركسترا دار أوبرا القاهرة، وبعده تم تقديم جزء من أوبرا “عايدة” التي تم تأليفها خصيصا بمناسبة افتتاح القناة القديمة في عهد الخديوي إسماعيل، قبل أن ينتهي الاحتفال بهتاف الحاضرين “بنحبك يا سيسي”! في رابع تلك المشاهد.

تقليد للسادات:

وظهر المشهد الخامس خلال تحرك السيسي في اليخت، حينما وجه التحية لسرب من طائرات رافال الفرنسية و”إف 16″ ومروحيات “أباتشي” الأمريكية التي شاركت في حفل الافتتاح بعروض جوية، في محاكاة للعروض العسكرية التي كان يقيمها السادات لإظهار قوته وافتخارا بالقوات المسلحة التي تأتمر بأمره.

وكان سادس المشاهد، “الغرور” في كلمة السيسي خلال الاحتفال، حينما أعطى إشارة البدء لتشغيل القناة الجديدة متحدثا بصيغة الجمع، التي كان الملوك يستخدمونها قديما للتعبير عن العظمة، حيث قال: “نأذن نحن عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ببدء تشغيل قناة السويس الجديدة”.

الزي العسكري:

أما سابع هذه المشاهد، فكان تقمص السيسي لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات الذي عرف عنه ولعه بالتصوير، والظهور أمام الكاميرات مرتديا أزياء مختلفة من بينها الزي العسكري والمدني والريفي والرياضي وغيرها، وأعلن السيسي مرات عدة إعجابه الشديد به.

وارتدى السيسي في بداية الاحتفال الزي العسكري مقلدا السادات، الذي تفقد قناة السويس بعد إعادة افتتاحها عام 1975 مرتديا الزي العسكري الأبيض المميز للقوات البحرية.

وأثار ارتداء عبد الفتاح السيسي البدلة العسكرية خلال الاحتفال، استغراب الكثيرين، خاصة أن المناسبة ليست عسكرية، متسائلين عن سبب ارتداء السيسي الزي العسكري.

كاتب بريطاني

بدوره، قال الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست: إن عبد الفتاح السيسي “مصاب بجنون العظمة”، وأصبح يتصرف “كما لو كان يملك سلطة الحياة والموت على الجميع”.

وفي مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني يستعرض الكاتب نماذج من تعاطي الإعلام المصري مع مختلف القضايا في العالم وربطها بجماعة الإخوان المسلمين، حيث يقول: “رغم تعرض أفرادها للسجن والتشريد، وتعرضها هي للانقسام، إلا أن النظام يبقي جماعة الإخوان المسلمين حية داخل آلة الغزل التابعة له، فيضفي عليها بذلك قوة لا تحظى بها في واقع الأمر”.

ويضيف: “انطلق السيسي بعيدا في طريق الاستبداد والانعزال نظرا لعجزه عن القيام بما هو صواب، بكونه شخصا فاقدا للشرعية، وتحديدا بناء تلك الشرعية من خلال إيجاد طبقة من رجال الأعمال والأحزاب والمؤسسات السياسية التي تستفيد من وجوده في السلطة”.

نفس الأمر، عندما وصفت مجلة متخصصة بحجم الفورين بوليسي، عبد الفتاح السيسي بأنه مصاب بالبارانويا، وتذهب إلى تعميم ذلك على نظامه بالكامل، بل وتؤكد أنها الشيء الذي وحد الأجهزة الأمنية المنقسمة في مصر، فإن ذلك لا شك ليس نابعا عن وصف مجازي أو بلاغي، بل على قدر كبير من العلمية والموضوعية.