شاكوش وبنت الجيران ومخطط هدم الأسرة المسلمة

عزة مختار

شاكوش وبنت الجيران ومخطط هدم الأسرة المسلمة

قد يظن البعض جهلا أو غفلة أن الأحداث المتسارعة هذه الفترة عبثا أو مصادفة ، ويظنون أن تداول ما يسمي بالمهرجانات مجرد تطور طبيعي للغناء والفن يتواكب مع طبيعة العصر ، وقد يظنون أيضا أن ارتفاع مشاهدة مهرجان دون غيره حتى يصل لدرجة العالمية هو أمر متروك لتداول الشباب له ، إن الأمة يتخطي تلك العفوية بكثير ، والمخطط ضد الأسرة المسلمة التي تمثل حائط الصد الأخير في البناء الإسلامي لم يتوقف من قبل سقوط الخلافة العثمانية في عشرينيات القرن الماضي علي يد اليهودي كمال أتاتورك وحتي الآن ، والإجرام الدولي ضد الهوية المسلمة لإفسادها من الداخل أصبح معلنا في قنوات العدو علنا ، ويعلمه القاصي والداني ، ويسيرون دون وعي في تنفيذه ، ففي لقاء إعلامي في إحدي القنوات العبرية في الكيان المحتل مع الدكتور ( مالحوم أخنوف ) مؤسس برنامج استار أكاديمي الشهير يدور هذا الحوار

  • ما هو شعورك اليوم وأنت حققت أكبر أمانيك وهي ” ستار أكاديمي ” في عقر دار الإسلام ؟
  • شعور لا يوصف ، ولكن أخذ من عمرنا الكثير حتي تمكنا من الوصول إلي غايتنا
  • ما قصدك بأخذ من عمرنا الكثير ؟
  • نعم جلسنا سنين حتي تمكنا من إدراجه في الدول الغربية ثم العربية وكنا نعلم أن فكرتنا ستتجول إلي أنجح خطة في مسيرة الدولة الإسرائيلية
  • لماذا كنتم متأكدين أنكم ستنجحون بهذه الفكرة ؟
  • لأننا نعلم أن المسلمين اليوم ابتعدوا عن دينهم وفي نفس الوقت الشباب المسلم أصبح يميل إلي الالتزام الإسلامي الذي لو كبر سيقضي علي دولتنا
  • لماذا حرصتم علي أن يكون ” اسار اكاديمي ” هو وسيلة للوصول للمسلمين
  • ببساطة ، لأننا نريدهم أن يبتعدوا عن دينهم
  • ماذا تخططون اليوم للهجوم علي الإسلام بعد ستار اكاديمي ؟
  • نخطط لغزو بنات المسلمين
  • لماذا البنات بالذات وليس الرجال ؟
  • لأننا نعلم أنه إذا انحرفت المرأة المسلمة ، سينحرف جيل كامل من المسلمين وراءها
  • بماذا تصفون غزوكم للمرأة المسلمة ؟
  • نحن اليوم نحرص علي غزو المرأة المسلمة وإفساد عقلها وفكرها وجسدها أكثر من صنع الدبابات والطائرات الحربية ، وساعدنا علي انشغالهم بالفيسبوك والبلاك بيري والبرامج الأخري ، وهي جزء من المخطط
  • وهل لكم يد في ستار أكاديمي الذي يقام حاليا في لبنان ؟
  • بالتأكيد فنحن نتبرع كل يوم لهم بمبلغ كبير من المال وهي تحت اشرافنا باستمرار
  • في النهاية ماذا تقول لأمتنا الاسرائيلية وتبشرهم ؟
  • أقول لهم أن يستغلوا نوم الأمة الإسلامية ، فإنها إذا صحت تسترجع في سنين ما سلب منها في قرون
    الحرب الشاملة علي الفكر الإسلامي
    تلك حلقة واحدة من مئات الحلقات التي توضح كيفية اختراق المجتمع المسلم وهدم ثوابته تحت راية التنوير والتجديد ، واستخدام الإعلام العربي في الدخول لعمق الأسرة وإفساد عقول الشباب ثم النساء ، والحقيقة أنه منذ ظهور الحركة الإسلامية منذ ما يقرب من قرنين بداية من جمال الدين الأفغاني ثم محمد عبده ومحمد رشيد رضي الذي تتلمذ علي يده الشيخ البنا رحمه الله ، وقد مثلت حالة من الوعي كاد أن ينقل الأمة نقلة أخري بعد قبل أن تسقط الخلافة ثم بعدها ، لولا دخول الاستعمار بلاد المسلمين وإنهاكها وسرقة مقدراتها ، ثم إشغال الحركة الإسلامية في تحرير البلاد وتكوين كوادر إسلامية تقود الحركة تجاه معركة توعية تلك الشعوب ، ولولا كذلك استخدام آلة العنف في التخلص من الفكر الإسلامي واضطراره للعمل وفق آليات السرية وأبسط الإمكانات ، وحرمان المساجد منهم إلا في فترات زمنية ضئيلة لم يستطيعوا معها إكمال مهمة بناء كامل يمكن استخدامه في عملية تحرير شاملة ، لكان للعرب والمسلمون شأن آخر ، حرص الإعلام والفن العربي الواقع تحت السيطرة الصهيونية أن يغير الحقائق ، ويصنع من الحلال حراما والحرام حلالا ، نسي الشعب كلمة الحرام والحلال ، واستبدلت بكلمة العيب ولا يصح ، أصبح الغناء حلالا ، والملتحي متخلف وإرهابي والملتزمة جاهلة وتثير الريبة ، خرجت المرأة للعمل ، وضيق علي الرجال حتي لا تستقيم الأم لمهمتها ، ولا الزوجة لزوجها ، فضاعت الأسرة وسقطت في براثن العدو ، خرجت الفتيات بعد تطور وسائل الإعلام فما عاد التليفزيون يكفي ، وإنما الهواتف المحمولة في يد الفتي والفتاة بمثابة عوالم مفتوحة بلا رقيب ، وبغير خلفية تربية تكفي لردعهم عن الحرام وصدهم عنه ، ولا تكفي من الأساس ليستطيعوا التفرقة بين مت يرضي الله وما يغضبه ، وانفرط عقد الأسرة بانشغال الأم العاملة وإرهاقها لتسدد الاحتياجات المادية إلي جانب الزوج المنهك ، فلا أب ولا أم يرقبان البيت أو يتابع الأبناء ، ليصيروا جميعا جزرا منعزلة نهبة لما يثه العدو في رؤوسهم .
    البدائل المتاحة للأسرة قبل فوات الأوان
    الحركة الإسلامية جزء من المجتمع ، تتأثر بما يتأثر به خاصة بعد الهجمة الأمنية الشرسة علي كوادرها ، فوقع المربون في الأسر ، وضيقت حركة النساء فلم يعدن قادرات علي لقاءات المساجد وجمع ال
    فتيات وتربيتهن كما كان يحدث دائما ، ولم يعد هناك بدائل إلا أن تتفرغ الأسرة لتربية أبنائها وبناتها في تلك المحنة التي تمر بها الحركة والأمة قاطبة ، والمتأمل في كلمات الأغنيات يجد عجبا ، فالألفاظ بها خادشة للحياء بشكل كبير ، تتعجب كيف تنطقها فتاة ، والأمر لم يحدث فجأة كما مر بنا ، وإنما هي رسائل مسمومة تنشر من خلال الأفلام والمسلسلات حتي تعتاد الأذن سماع تلك الألفاظ والجمل فلا تنكرها بعد ذلك ، ولا تنكر ما هو أكبر بالتكرار ، ولذلك نجد أن الأمر الرباني بإقامة الحد علي من يخوض في أعراض المسلمين بثمانين جلدة ، أي أنه حد يقترب من حد الواقع في الفاحشة ، وذلك لأنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في المسلمين كما قال الله تعالي ، إشاعة الفاحشة هي اعتياد سماع تلك الكلمات الخارجة والتي لا يجب أن يسمعها مسلم ، وأن يستنكرها فور سماعها فضلا عن أن يرددها ، فالمطلوب إذن كبداية هو حجب أسماع أبنائنا عن تلك السفاسف ، وإعطائهم البديل الموجود من الأناشيد الإسلامية الرقيقة والنظيفة ، ومحاولة ملء أوقات فراغهم بالقراءة وحثهم عليها وتشجيعهم وإقامة المسابقات بينهم وتحفيز من يقرأ أكثر بالهدايا والإشادة به أمام الأهل والأقران .
    إن الأمة اليوم في محنة ربما لم تمر بها من قبل إلا في عصور التتار حين حوصرت شمالا وجنوبا بالتتار والصليبيين ، وهي الآن محاصرة من كل صوب واتجاه بالإعلام والهواتف والفيس بوك والأصحاب في الشوارع ، والحل الوحيد والأكيد ليس إلا في يد الأسرة التي يجب أن تضحي بأي شئ في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ولنبدأ بأبنائنا الذين بدأنا في فقدانهم في ظل تلك الانتكاسة ، لا حل إلا بالتجرد ومواجهة أنفسنا ماذا نريد منهم وبهم ، قبل أن نتركهم نهبة في يد شاكوش وبقية تلك الأسماء المقيتة ، والذين يريدون بهم شرا ، إن العفن لا ينمو إلا في بيئات عفنة مظلمة ، والعلم نور ، والقرآن نور ، والقراءة نور ، والتربية علي كل هذا نور علي نور ، وإن فشلت الأم في استيعاب عقل ابنتها فبيوت الأرقم يجب أن تعود ، يجب أن تعمل الحركة الإسلامية علي إعادتها بسرعة كبيرة قبل فوات الأوان ، وإعداد مجموعة من المعلمات ولو بالأجر ، وكما ندفع الأموال بغير حساب لتعليم أبنائنا في الدروس الخصوصية للعلوم الدنيوية ، فلندفع جزء من هذا لإنقاذهم بتربية تحفظهم من الوقوع في براثن هدم الأمة والإتيان علي آخر ما تبقي منها .
    إنها صرخة عسي أن يسمعها أحد فيقرر البدء مع فلذات أكبادنا قبل فوات الأوان ، فهم مستقبل بلادنا ، وعماد نهضتنا ، وأمل رجوعنا . نفعل أو ننتهي للأبد ويجري الله علينا سنة الاستبدال . حفظ الله أبنائنا وبناتنا وأمتنا .