ستَصَغَر الدُنيا في عَينيك إذا تذَكَّرت نَعيم الجنَّة

ستَصَغَر الدُنيا في عَينيك إذا تذَكَّرت نَعيم الجنَّة، وسيُيسَّر الصَبر عليكَ إذا قرأت عن جَزاء الصَّابرين، وسيمُّر البلاء عليكَ مُرور الكِرام عند سَماع قول:
أشد الناس بلاءً الأنبياء ثُم الأمثل فـ الأمثل، فإذا أحب اللّٰه عبدًا إبتلاه، فـ تُصبح لا تُبالي مَا أصابك منَ الدنيا بعد عِلمك أن اللّٰه إبتلاك ليكَّفر ذنبك.

تَصبَّر على شهواتِ الدُنيا بقوله: “إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ”
وجاهد كيّ لا تُلوث جوارحك لـ تُسلِّمها إلى خالقها طَاهرة، كُن كالأعمىٰ في الدُنيا، يتحسس على الطريق ويأمل أن يكون اللّٰه هو عينه التي يُبصُر بها.

أيقن أن مقدار اللبث في الدُنيا قليل حتىٰ تُيسِّر عليك الطاعات، وهرول نحو الباقي مُتجاهلًا الفاني، وكُلما شَعرتَ بالغُربة تذكَّر إسماعيل عليه السلام.

واجعل اِغاثتك ك هاجر، ردد “أَغِث إن كان عِندك غَواث”، اِبكي بُكاء المُضطَر ك زكريا، ولا تنظُر إلى قِلَّة حيلتك بل أُنظُر إلى قوتهِ وعظمتهِ.

ثق في اللّٰه كَ أُم موسى، واعلم أن اللّٰه لن يخذلك أبدًا فاستند على بابهِ بظهركَ المحنيُّ ك عائشة ، واعلم أن من وَطَّن قلبَهُ عند ربِّهِ سَكن واستراح.

ولا تنسىٰ نفحاتِ الأمان في قولهِ:

أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ.

وهوِّن عليكَ فالدُنيا دار مَمر، والمُلتقىٰ الجنَّة.