حجة واهية فاحذروها

….
عمد أعداء الاسلام علي مر العصور وفي عصرنا الحديث على اقناع الدعاة والمصلحين بتلك الحجة الواهية . ألا وهي (محاولة النجاة بأنفسهم ) والبعد عن كل ما يظنون أنه يشكل خطرا على حياتهم فيتقوقعون على أنفسهم بل قد تجد أحدهم أخذته الرهبانية فلا يكلم أحدا ويعتزل الناس . وشيئا فشيئاً ينقطعون عن تلامذتهم ومؤيديهم ومحبيهم وتكاد تنعدم حركتهم ووجودهم في وسط المجتمع . والسبب حجة واهيه (انج بنفسك ) وهذه بداية الخسران . فلا يظنن أحد أنها النجاة ويصور الشيطان تلك العزلة على أن فيها النجاة والحفاظ على من تبقى من الجماعة المؤمنة فيعتزل الناس . مع أنهم يوقنون أن ذلك لا يغير من قدر الله شيئا . (وأن ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك.) لكن الله أمرنا بالنفير مع الحذر . قال تعالي ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) وبتلك الحجة الواهية قد يتناقص صف الدعاة ويضعف الوارد بدرجة كبيرة وتنقطع الصلة بين هؤلاء المصلحين وبين الناس .فيخسر هؤلاء المصلحون رصيدا من دعوتهم وجهادهم .ولن تتأثر دعوة الله أبدا فالله حافظها وراعيها فهو سبحانه من أوجدها ونافذ أمرها . فالخاسر الأكبر هنا هو من قعد عن العمل واستهوته تلك الحجة الواهية . لذلك لابد للدعاة من سلامة العقيدة التي ينبثق منها عمل جاد ومتواصل . ورسوخ تلك العقيدة رسوخ الجبال بالثقة واليقين في موعود الله تعالي .والأمل والرجاء في نصر الله تعالي لجنده .والخوف من الله وحده والبعد عن المعاصي والذنوب والشهوات وحب الدنيا والانشغال بها فهي أصل الداء والتترس بالصالحين ومعايشتهم والعمل والجهاد واستحضار نية الشهادة في كل الأوقات وتذكر حال المؤمنين في مكة وخباب بعد اشتداد الكرب والتعذيب والتنكيل والقتل بحق المسلمين يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا فكان رد الرسول الكريم عليه ” لقد كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع في حفرة ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما بين عظمه ولحمه لا يرده ذلك عن دين الله والله ليتمن الله ذلك الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون ” . فأبشروا أيها الاحباب وأملوا في نصر لله . واعلموا أنه لن يكون في ملك لله إلا ما أراد الله عز وجل والنصر آت وقريب والفرج يتراءى أمام العيون ولكن أكثر الناس لا يعلمون . فاللهم الصبر الصبر . الثبات الثبات
أ / أسماء عبد الهادي