م علاء فهمى :
انت بتكلم مين لو سمحت ؟
نموذج 1 – يتجادل كثير من الإخوة مع بعضهم البعض في إظهار الشماتة بالمصائب التي تحدث لمؤيدي الانقلاب .. ويسوق كل طرف أدلة الجواز أو عدمه ..
لكن سؤالي للشامت : هو حضرتك بتشمت فيه قدام مين ؟ ، وشماتة حضرتك بتوصل لمؤيدي الانقلاب واللا لمعارضيه ؟ ، وكل اللي بيحصل إنك بتستهلك وقت إخوانك في متابعتها ..
يا حبيبي انت بتشتغل نفسك ، وبتشتمهم وبتشمت فيهم في حجرة مغلقة ، حجرة أصدقائك ، وبتفش غلك فيهم من غير ما همه يحسوا أو يسمعوا !!
نموذج 2 – ونفس الشيء بالنسبة لنشر الكليبات والقفشات على الانقلابيين ، كلها تنشر في صفحات أصدقائك الذين يؤيدون الشرعية ، ولا تصل لصفحات مؤيدي الانقلاب المقصودين بها ، لأنك أخرجتهم على مراحل من قوائم الأصدقاء ،
يا حبيبي صح النوم : انت بتكلم نفسك !!
نموذج 3 – وكذلك الإحصاءات الاستفتاءات التي تنشر : مثل استفتاء : هل تؤيد عودة الدكتور مرسي ؟
والنتيجة معروفة لأن كل المشاركين الذين يصلهم الاستفتاء في معسكر الشرعية ..
ليظهر السؤال : انت عامل استفتاء داخلي واللا للجمهور ؟ ، واللا عامل استفتاء : حضرتك موافق واللا موافق ؟!
إذن :
1 – من يعتبر أن وقته جهاد ونضال على صفحات الفيس ، أقول له : لو بهذه الطريقة يبقى تروح تنام أحسن عشان تقوم تشوف شغلك ، أو شوفلك شغلانة تكسب حسنات أحسنلك .. ..
2 – عندما تتكلم تأكد أن هناك من يسمعك ، وأنه هو المقصود بالكلام ، وإلا فابحث عن طريقة لإيصال صوتك لمن تستهدف ، وابحث عن طريقة لتوجيه جهدك لما يصب نحو الهدف ..
3 – لا تكن مثل لاعب كرة بعد انتهاء المباراة وانصراف الجمهور ، يجري نحو المرمى ويسدد الكرة بداخله ، ويهلل لنفسه ..
4 – غرضي من البوست واضح ومحدد ، ولم يشر إلى عدم أهمية مظاهر معركة الوعي المختلفة : من نشر فاعليات أو رفع الروح المعنوية ، وضرب أمثلة التثبيت لإخواننا ، ورد الشبهات وتوحيد الفكرة ، وتتبع أخبار المعتقلين وأسر وسيرة الشهداء ، ونشر أخبار المختطفين والمعتقلين ، وتعريف بالحرب الفكرية الموجهة ، ومحاولة البعض التلبيس علينا ..
لأنك لو شمت في أناس لن يحسوا بك لأنك مقطوع الصلة بهم ، وتفرغ طاقتك النفسية في غير مسارها ..
5 – أنصح باستهلاك وقتنا في أشياء تفيد أكثر لو وجهت للجبهة الأخرى كنوع من زلزلة نفوسهم وتيئيسهم وخلخلة جبهتهم ، ونشر أفكارنا وردودنا على شبهات سحرة فرعون عن الفكرة والأفراد والأحداث ..
6 – وأدعو إلى اختراق هذه الجبهة عن طريق وسائل التواصل ، لأن أرض الواقع بها مشاكل كثيرة ، وغالب المجيدين على ساحة التواصل ظروفهم تمنع من التواجد في أرض الواقع ، بل جمع كبير منهم خارج البلاد ..
7 – فكل ما أخشاه أن نتخيل أن المجتمع يعيش معنا ما نفهمه ، فنفاجأ أنه في واد آخر ، وأي تغيير منشود يتجاهل المجتمع وواقعه سيكون بعيدًا عن النجاح ، فأخشى أن نعيش انتصارات غير مرتبطة بالواقع ..
8 – أحتفظ بمتابعات لكثير من الخصوم والآخر ، وأستفيد من بعض ما ينشرونه ، وأعرف توجهاتهم واهتماماتهم ، وأراجع كل فترة صفحات الثوريين القدماء وما آلت إليه أوضاعهم ،
وأقرأ كتابات عتاة فلاسفة الانقلاب لأعرف كيف يرفعون حالة أنصارهم المعنوية ، وكيف يبررون الفشل ، ويروجون للوهم ، وأتعلم منهم فعقولهم كدعاة شر وإفساد فائقة ، وقدراتهم مبهرة ، ولكن كيد الشيطان كان ضعيفا بحمد الله ..
9 – نعم ؛ ميداننا الأول أنفسنا فإن انتصرنا عليها كنا على غيرها أقدر ،
ومجال دعوتنا ومستهدفها هو الجمهور ، فإن اعتبرنا أنفسنا دعاة ولا مدعوين ، وخطباء بلا جمهور ، فلمن نوجه الدعوة ؟ ..
10 – إن شرائح كثيرة من المجتمع مغيبة ، وتحت الحالة النفسية التي أصابتنا من الصدمة قطعنا الروابط والأواصر ، فتركناهم أسرى لسحرة فرعون ..
وكل يوم يكسب هؤلاء السحرة أرضًا إن تركناهم والجمهور ، أو تركنا لهم الجمهور وعشنا مع أنفسنا ..
11 – فلابد من التفكير والتفكير في الوسائل التي تتيح لنا استعادة شرائح فقدناها وما زال فيها أمل ،
وأفراد تباعدت بيننا وبينهم السبل وما زالوا يحتفظون ببعض ود وذكرى طيبة ،
والمجال مفتوح للابتكار والنصح في هذا المجال ..