حكايات من “الروضة”.. الشهيد المبتسم وحلوى المولد والأب الكفيف
25/11/2017 02:56 م
كتب- حسن الإسكندراني:
لا تخلو منصات السوشيال ميديا من حكايات مأساوية من مجزرة “مسجد الروضة” بشمال سيناء والذي لقي فيها أكثر من 235 مواطنًا، على الأقل، مصرعهم إثر تفجير بالمسجد ثم هجوم بالأسلحة النارية.
الشاب المبتسم
من بين القصص، صورة للشاب محمد سليمان تحت عنوان “المبتسم دائما”، والذي كان ضمن قتلى مجزرة مسجد الروضة.
أصدقاء الشاب نشروا عدة صور له توضح أنه كان دائم الابتسام، وهو الذى يدرس بكلية الهندسة، والابن الوحيد لوالده المصاب بالرصاص في نفس الحادث.
محمد يوسف.. أول مرة
وتناقل النشطاء قصة الشاب محمد يوسف مبارك، من عائلة أبو جرير، وهو أحد شهداء أحداث مسجد الروضة، وأحد المهجرين من قرية التومة بالشيخ زويد، ويقيم بقرية الروضة منذ 4 سنوات ،ويعمل مفتشا بالصحة، حياته، لتكون الأخيرة أيضًا.
بين زياد ووالده
وانتشرت صورة أم مكلومة تجلس بين جثتي نجلها وزوجها، اللذين لقيا ربهما فى الحادث، وقد غطتهما ببطانية ثقيلة كأنهم فى بيتهم خوفاً عليهما من برودة الجو.
وبحسب مصدر سيناوي فإن الطفل زياد طلب من والده أن يصلي معه الجمعة أسوة بأقرانه، ووافق والده رغم برودة الجو.
وكتب أحد المعلقين على الصورة: “والله يا أمي قطعتي قلب الواحد، قاعدة جنب زوجها وابنها ألف رحمة ونور على زوجك وابنك”.
وكشف مصدر سيناوى، إنه تم دفن 309 شهيدًا في قرية المزار، و18 شهيدًا في مدينة بئرالعبد ،ليصبح عدد الشهداء الإجمالي حتى الآن في مجزرة مسجد الروضه 3 المصدر.
إمام المسجد.. حماة المنبر
“الانفجار حصل خارج المسجد بعد صعودي المنبر، وبعدها بدقائق قليلة بدأ الضرب بوابل من الطلقات النارية على المُصلين داخل المسجد بمجرد ما انتهيت من مقدمة الخطبة”.. بهذه الكلمات حاول الشيخ محمد عبدالفتاح رزيق، إمام وخطيب مسجد “الروضة” بشمال سيناء، تلخيص أولى لحظات الهجوم الإرهابي الذي وقع على المُصلين بالمسجد أثناء شعائر صلاة الجمعة ظهر آمس.
وأضاف رزيق: “بمجرد بداية الضرب حصل تزاحم وهرج ومرج بين المصلين، بعضهم خرج من شبابيك المسجد، وعدد كبير منهم حاولوا يتحاموا في المنبر”، قبل أن يواصل ببكاء: “محدش راعى حرمة المسجد ونزلوا ضرب بالنار في المصلين”.
واستطرد، في تصريحات صحفية: “كان حادث مروع، المصلين تزاحموا وبعضهم دهس عليا من شدة الهجوم والطلق اللي نزل كـ المطر على الجميع، يمكن تدافع المصلين على المنبر هو السبب في أني لم أصب بأي طلق ناري، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
المؤذن.. دعا للصلاة ورحب بالشهادة
كان ضمن الراحلين علاء أحمد إسماعيل الطناني أو “رضا” كما يُلقبه أهل قريته بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، والذي لم يعلم بالطبع يكن يعلم أن ذلك الآذان كان الأخير في حياته.
طفل يبكي: فقدت والدي الكفيف
روى أحد الأطفال المصابين في حادث مسجد الروضة تفاصيل الحادث الإرهابي، واختراق الرصاص جسده وإصابته ليفقد الوعي إلى أن يتم نقله وإسعافه بالإسماعيلية.
وقال الطفل إنه فقد في الحادث الأليم والده الكفيف، والذي كان رغم إعاقته حريصا على أداء جميع الفرائض في المسجد يوميا، ويمسك الطفل الصغير بيده ليرشده على الطريق.
حلوى المولد النبوي
فى حين قال طفل آخر يدعى عيد أحمد سليم (14 سنة)، إن مهاجميهم لم يفرقوا بين أطفال أو كبار سن”، وإن “الرصاص كان يطلق بكل مكان”، من قبل المسلحين الذين وصفهم بـ “صغار السن”، و”يرتدون ملابس جيش”.
وأضاف الطفل الذي فُقد في الحادث والده وشقيقه، أن والده اعتاد اصطحابه وأخيه إلى هذا المسجد، وأن حوارًا قصيرًا دار بينهم قبيل الحادث، في الطريق إلى المسجد، وعد خلاله الأب أطفاله بشراء الحلوى احتفالاً بالمولد النبوي.