وجدت والدة الشهيد أحمد عز الدين شهيد الخياطة والذي اغتالته ميليشيات الداخلية برأس البر طعنا بالسكاكين رسالة بغرفته أثناء ترتيبها لها جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله عليه الصلاة و السلام أما بعد ..
فإن الصبر هو الحياة بل هو المنجي من متاهات و أوهام يستعجل بها أهل الباطل و يروجها المنافقون و يضعف بها قلوبنا المرجفون ، كما قال عز و جل (و بشر الصابرين) الصابرين لا يخالطهم ألا الصالحون الآمرون بالمعروف و الناهين عن المنكر، الساعون في حوائج الناس لا يرجون جزاءاً و لا شكورا ، صفاتهم تحليهم بالخلق و الاخلاص و جميع الفضائل الصالحة .
الصبر لا يأتي الا بالتحمل الشاق و الاتصال بحبل الله و مخالطة الصالحين و البعد عن الشهوات و ملذات الدنيا الزائفة و الانغماس فيها مضر ؛ بل مهلك لصاحبها .
و الصبر نعمة كبيرة يمن الله بها على عباده المخلصين كما من الله بها على نبيه أيوب فقال عزوجل : (نعم العبد إنه أواب)
و لنا في الصالحين الأوائل خير مثال فكان المصحابى الجليل بلال بن رباح يوضع –الحجر فوق بطنه و يوضع به في الصحراء الجرداء فلا يرده كل ذلك عن دينه شئ
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول لأصحابه أنه كان قبلكم ينشر الناس بالمناشير فلا يردهم ذلك عن دينهم شيئ ، و ماشطة بنت فرعون الذي ألقي أولادها في قن الزيت أمامها ذلك لم يردها عن دينها شئ
فالصبر نعمة كبيرة لمن يتعظ و يتذكر و لا يتذمر ، و يشكر الله على ما ابتلاه فكل واحد منا يأخذ نصيبه على قدر صبره حتى الشوكة يشاكها فله أجر .
و الصبر من الإيمان فهو يزيده نقاء و طهارة و زهد و ورع .
و الجنة لا يدخلها إلا الصابرون .
قال تعالى : ” و ما يلقاها إلا الذين صبروا “