الإعجاز العلمي لنوم أصحاب الكهف 309 سنة

قال تعالى: *وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا* (الكهف: ١٨).

تخاطب هذه الآية الكريمة رسول الله ﷺ قائلة له أنه من طلاقة القدرة الإلهية المهيمنة على هذا الكون أن فتية الكهف لبثوا في كهفهم ٣٠٠ سنين وازدادوا تسعا، وكان كل من ينظر إليهم في كهفهم يحسبهم أيقاظاً وهم في الحقيقة رقود، والله تعالى من حكمته كان يأمر ملائكته بتقليبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى لا تتقرح أجسادهم، كذلك فإن في قوله تعالى: *…وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ…*، والوصيد هو فناء الكهف، ووضع الكلب فيه بهذه الهيئة كان حراسة لهم، وبالفعل عندما اكتشف الكهف في منطقة الرقيم في الأردن، وجد المكتشفون فيه سبعة من الهياكل العظمية لهؤلاء الفتية وهيكلاً عظمياً لكلب، وتوضح الآية الكريمة أنه لو اطلع أي إنسان على هؤلاء الفتية وهم رقود في الكهف وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد، لأدبر عنهم هارباً مملوءة نفسه فزعاً من هول ما رآه.

وفي قوله تعالى: *…وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ…* لمحة إعجازية، لأنه من الثابت علمياً في آيامنا هذه أن الإنسان إذا لم يكن قادراً على تغيير وضعه في النوم فإن ضغط وزن جسمه على التفرعات الدقيقة للأوعية الدموية التي تغذي الجلد بالدم وبما يحمله من المواد الغذائية والأكسجين، يؤدي إلى إغلاق تلك الأوعية، وإذا طالت الحال على ذلك فإن نسيج الجلد يموت، وتتكون عليه أعداد من التقرحات الجلدية تسمى باسم “إلتهاب الفراش أو قرحات الضغط”، وهذه التقرحات إذا أهمل علاجها فإنه يصعب إندمالها وتصبح شديدة الإيلام لأنها تؤدي في النهاية إلى تدمير كل من الأنسجة والدهون الجلدية والعضلات المحيطة بها، مما قد يُفضي إلى الوفاة، لذلك فإن تقلب النائم على جنبيه هي ضرورة لسلامته من التقرح وتأتي الإشاره إلى هذه العملية في الآية الكريمة التي نحن بصددها لمحة علمية معجزة، خاصة وأن هذه الحقيقة لم تكن معروفة في زمن الوحي ولا لقرون طويلة .
لا تنس قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
د. زغلول النجار