الإسراء يمنحنا الحق في فلسطين

وقد سبق في علم الله أن الصراعَ حول هذه البقعة المباركة من الأرض سيدور رحاه في قابل الزمن، وأن كل أمة ستدَّعي أحقيتَها بملكية هذه الأرض، وأحقيتَها في الاستيلاء والسيطرة عليها كعقيدة في دينهم؛ لأن نبيَّهم وَطِئ تلك الأرض بقدميه، والتاريخ شاهد ناطق بصحة ذلك.. ألا ترى إلى توالي الحروب الصليبية تترا للعودة إلى تلك الديار التي شهدت مولد المسيح!! وألا ترى تدفُّق شراذم بني صهيون ليقيموا دولتهم حول هيكل سليمان الموهوم، بينما المسلمون جميعًا والعرب خاصةً هم أصحاب هذه الأرض، ولا حقَّ لأحد سواهم فيها.

وإن الإسلام ليوجِب على المسلمين أن تكون هذه المنطقة تحت يد المسلمين وفي حوزتهم؛ حتى يكون طريق المسجد الأقصى آمنًا ومفتوحًا أمامهم، يشدُّوا الرحال إليه، ولا يصدَّهم عنه أحد، وإذا كان لهؤلاء في تلك الديار مقدساتٌ يعظِّمونها ويحجُّون إليها؛ فإن الإسلام يحترمها، ويحافظ عليها، وما صدَّهم عنها قديمًا ولا حديثًا، ولن يصدَّهم عنها مستقبلاً؛ لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تعيش في كنفه بقية الأديان، دون إكراه لها على غير ما تعتقد، بل ويسمح لأصحابها بأداء شعائرهم.. أما غير الإسلام فإنه لا يرى إلا نفسه، ومن ثمَّ يسحق كل من عداه أو خالفه.