إبراهيم منير: وحدة المسلمين تبدأ بعمل الفرد ونصرته لقضايا الأمة

في حديثه لموقع اسلام القرن ال21 أبان الاستاذ إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين،و القائم بأعمال المرشد العام: أن وحدة المسلمين تبدأ بعمل الفرد فى مجتمعه وفى سلوكه وأدائه، لاقناع الناس بأن الإسلام دين شامل لا تقتصر تعاليمه على الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها.


وأضاف أن واجبات الفرد المسلم لا تقتصر فقط على مجال الدعوة وتصحيح الأفكار، “بل أصبحت الأمانة توجب التكافل والنصرة لقضايا الأمة والشعوب، والتصدي لتشويه الدين؛ لجمع الأمة على أهداف واحدة وواضحة”.

وأكد، في كلمة مصورة لموقع “إسلام القرن 21″، منشورة مساء الأحد 25 يوليو 2021م.

و أجاب فيها عن سؤال الموقع: “ماذا يمكن للمسلمين أن يفعلوا ليتوحدوا مرة أخرى؟

أن العبادات الإسلامية لاتتوقف على التجزئة الجغرافية أو السياسية وإنما تمثل “عونا من الله سبحانه على صحة العبادة وتمثيل الوحدة”. وساق أدلة على هذه الوحدة من آيات القرآن الكريم.
وفيما يلي نص الكلمة: “بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين… السادة والسيدات الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
منذ الخليقة الأولى كان أمر الله فى الأرض “إني جاعل فى الأرض خليفة”، تحدت مهمة هذه الخلافة فى قول الله عزوجل: “وما جلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وبتوصيف جاء فى القرآن الكريم فى سورة الأنبياء: “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”، وبتكليف واضح فى سورة آل عمران: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
وشاءت إرادة الخالق سبحانه وتعالى، دعما للتكاليف وتأكيدا للوحدة والاعتصام بحبله لعبادة الرب الواحد، أن يتشارك الكون فى حركته على هذه الأرض، فيما يمثله الأذان للصلوات الخمس الذي لا ينقطع بترتيب زمني دقيق؛ لتكون هذه الصلوات الواحدة الواضحة رمزا لوحدة الأمة، والرباط بينها بعد الإيمان والشهادة.
قد لا يشعر بروحانيتها الكثيرون ولكنها تجري بأمر الله وتربط بين المؤمنين على اختلاف لغاتهم وألونهم وأماكنهم وليلهم ونهارهم.
وإذا كانت الأرض، التي نعيش عليها، قد جعل الله فيها وجهة الصلاة والحج لاتتوقف على التجزئة الجغرافية أو السياسية، التي تعيش فيها الأمة، فإنها عون منه سبحانه على صحة العبادة وتمثيل الوحدة.
تعزيز هذه الوحدة يبدأ بعمل الفرد فى مجتمعه، فى سلوكه وادائه ونفعه، نفعه لهذا المجتمع بإظهاره أثر التربية القرآنية مع البعد عن مواطن الخلاف، لإقناع الناس بأن الإسلام الذي تتوجه فيه العبودية لله سبحانه وتعالى تنتظم به شؤون الخلق فى الدنيا والآخرة، ولا تقتصر تعاليمه على الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحي التي تؤكد شمول الإسلام الذي نلتزم بخطواته فى كل مناحي الحياة، وهو ما جاء بأمر الخالق سبحانه وتعالى، وسار عليه رسوله الأمين صلي الله عليه وسلم والأمة الراشدة من بعده.
وفى هذا العصر الذي يعيش الناس فيه تطورا هائلا فى وسائل الاتصال بين الناس، متخطيا كل الحدود، فقد تضاعفت فيه الواجبات، ليس فقط فى مجال الدعوة إلى الله وتصحيح الأفكار، بل أصبحت الأمانة توجب التكافل والنصرة لقضايا الأمة والشعوب، والتصدي لتشويه الدين؛ لجمع الأمة على أهداف واحدة وواضحة.
ووصية تركها الإمام الشهيد حسن البنا، رحمه الله، للعاملين لدين الله قال فيها: “إنكم تبتغون وجه الله وتحصيل مثوبته ورضوانه، وذلك مكفول لكم مادمتم مخلصين، ولن يكلفكم الله نتائج الأعمال، ولكن كلفكم صدق التوجه وحسن الاستعداد، وأنتم بعد ذلك إما مخطئون فلكم أجر العاملين المجتهدين، واما مصيبون فلكم أجر الفائزين”.. جزاكم الله خيرا..والسلام عليكم”.
رابط الكلمة من المصدر