﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف٩٦].
«فلو أن أهل القرى آمنوا بدل التكذيب، واتقوا بدل الاستهتار، لفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض… هكذا… ﴿ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ مفتوحة بلا حساب من فوقهم، ومن تحت أرجلهم. والتعبير القرآني بعمومه وشموله يلقي ظلال الفيض الغامر. الذي لا يتخصص بما يعهده البشر من الأرزاق والأقوات…
وأمام هذا النص… نقف أمام حقيقة من حقائق العقيدة، وحقائق البشرية الكونية سواء. وأمام عامل من العوامل المؤثرة في تاريخ الإنسان، تغفل عنه المذاهب الوضعية… كل الإغفال، بل تنكره كل الإنكار!
إن العقيدة الإيمانية في الله، وتقواه، ليست منعزلة عن واقع الحياة، وعن خط تاريخ الإنسان.
إن الإيمان بالله وتقواه، ليؤهلان لفيض من بركات السماء والأرض، وعداً من الله، ومن أوفى بعهده من الله؟
ونحن المؤمنين بالله، نتلقى هذا الوعد بقلب المؤمن، فنصدقه ابتداءً، لا نسأل عن علله وأسبابه، ولا نتردد لحظة في توقع مدلوله.. نحن نؤمن بالله -بالغيب- ونصدق بوعده بمقتضى هذا الإيمان. ثم ننظر إلى وعد الله نظرة التدبر -كما يأمرنا إيماننا كذلك- فنجد علته وسببه!
(فى ظلال القرآن _ سيد قطب)
#نافذة_دمياط