فهمي هويدي: النظام العربي الراهن أصبح عبئًا على القضية الفلسطينية

فهمي هويدي: النظام العربي الراهن أصبح عبئًا على القضية الفلسطينية

 

قال د.سيف الدين عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ظاهرة التطبيع “المستأنفة” أصبح يروج لها ما أسماهم بالمتصهينة العرب الذين يتحدثون بـ”بجاحة” عن علاقاتهم بإسرائيل.

وأضاف خلال جلسة ضمن ندوة عن التطبيع، أمس في إسطنبول، إن التطبيع عملية ممنهجة من الكيان الصهيوني يروج لها مع الأسف المتصهينون العرب ويتحدثون بكل فُجر في خطاباتهم عن العلاقات مع المحتل وكأنه لم يغتصب أرضنا ويفتك بشعبنا “شعب فلسطين”.

وقال عبدالفتاح إن التطبيع أصبح الآن في باب “القابليات” وأصبح هناك تطبيعًا للنفوس والإدراكات، وتطبيعا للمفاهيم والكلام والخطاب وتطبيعًا للأفعال والممارسات والسياسات، وكله ضمن عمليات “التسميم السياسي” لزرع وإحلال قيم مصطنعة وطرد القيم الأصيلة، واستحضارها في معركة المعاني والذاكرة والمقاومة لعملية التطبيع.

من جهته رصد الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي، مخاطر التطبيع على الأمة العربية والإسلامية، لافتًا إلى أن مَن طبعوا مع الاحتلال هم المؤسسات وشبكات المصالح وليس الشعوب العربية.

وقال إن تحرير الدول العربية من الانظمة الاستبدادية هو السبيل لتحرير فلسطين وإلا فستظل محتلة، مشيرًا إلى أن الانخراط في التطبيع نوعًا من موالاة العدو وهو أمر منهي عنه شرعا في الدين.

وأشار هويدي إلى أن النظام العربي في الوضع الرهان أصبح عبئا على القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن قطار التطبيع انطلق بالفعل وهو ماض نحو هدفه دون معوقات، لاسيما بعد نجاح الثورات المضادة للربيع العربي، وتوغل السياسات الإيرانية في سوريا واليمن والتي صرفت النظر عن إسرائيل والقضية الفلسطينية.

وقال إن تراجع الربيع العربي شجع على المضي في مسار التطبيع، محذرًا مما أسماها “الفتنة الكبرى في عصرنا الحديث” والتنازل عن فلسطين وتعميق الفجوة بين الأنظمة والشعوب والانقسام بين الأنظمة ذاتها وانفجار غضب شعبي قد يدخل فيها العنف الذي قد يستهدف المشرق العربي وفي كل الأحوال سيكون إيذانًا بميلاد خرائط سياسية عربية جديدة إذا ظلت بالأساس محتفظة بهذا الوصف “عربية”.

وأضاف هويدي أن الحديث من التطبيع في السابق كان من المحرمات لكنه أصبح ألان وجهات نظر واجتهاد ونظرية يرجحها البعض ويتورط فيها آخرون، لافتًا إلى أن التطبيع مصطلح مخادع لأنه لا يوجد تطبيع بين غالب ومغلوب وبين محتل وغازٍ فالتطبيع يكون بين أنداد أو أشقاء لكن أصبح هذا المصطلح يستخدم للتسويغ لمعنى “الاستسلام” وهذا هو معناه الحقيقي الآن.

وأوضح أن إسرائيل تبالغ في حجم التطبيع وتهويله لهذا الغرض، كما لو أن العالم العربي يزحف نحوها طارقا أبوابها، وساعد في ذلك الخدع الاعلامية الخبيثة، مؤكدًا أنه ليس هناك نموذجا حقيقيا للتطبيع الذي نشهده في الوقت الراهن على الإطلاق إلا اذا عدنا للهنود الحمر ومصيرهم الذي انتهى بإبادتهم وإقامة أمريكا الحديثة.

وخلص هويدي إلى أن الاحتلال هو القضية الأساسية وأن قضية التطبيع يراد بها الهروب من استحقاقات الحل العادل، والقفز فوق القضية الفلسطينية وحصارها وتيئيس الفلسطينيين من استعادة حقوقهم المشروعة, بل والتضحية بالقضية الفلسطينية ونسيانها والاستقواء بإسرائيل والاستسلام لها في مواجهة إيران وبالتالي رفض أي حل عادل للقضية الفلسطينية.