خصال تدخلك الجنة بسلام فما هي ؟

فقد حدث عبدالله بن سلام رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم أول مقدمه المدينة مهاجرًا يقول: «أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام».(رواه الترمذي)

فهذا الحديث الصحيح قد تضمن إرشاد المسلمين إلى تحقيق أربع خصال من خير خصال الإسلام، وكل خصال الإسلام خير لما فيها من المنافع العظيمة في الدنيا والآخرة.

فأول تلك الخصال: «إفشاء السلام»:
أي: قراءته وإلقاؤه على من عرفت ومن لم تعرف من أهل الإسلام؛ ذلك لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى، فينبغي إفشاؤه وإشاعته بين المسلمين، فإن البركة تحل وتنال بذكر اسمه تبارك وتعالى، وهو تحية من عند الله مباركة طيبة، وهو من أسباب كمال الإيمان وإشاعة المحبة بين المؤمنين ودخول الجنة.

وأما الخصلة الثانية: فهي «إطعام الطعام»:
والمراد بذل فضله وما وجب منه لأهله في مناسبة وفي غير مناسبة، مثل: قرى الضيف، وإطعام ابن السبيل والفقير والمسكين، ووليمة العرس، وإكرام الجار وذوي الفضل، كما كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ من غير إسراف ولا تبذير.

وأما الخصلة الثالثة: فهي «صلة الأرحام»:
وهم القرابة، سُموا رحمًا لخروجهم من رحم واحدة؛ ولأن القرابة قاعدة وموجبة التراحم، وذلك بأداء ما شرعه الله تعالى لهم من الحقوق، كلٌّ حسب قربه ومنزلته ومناسبة صلته، كالزيارة، وطلاقة الوجه، وطيب القول، وكف الأذى، وبذل الندى، ونحو ذلك من ألوان الإكرام والمواساة عند المصيبة، وإظهار الاغتباط والسرور بما ينالون من خير وما يتجدد لهم من نعمة أو يندفع عنهم من نقمة، ولقد أثنى الله تعالى على الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل وبشرهم بقوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد: 23].

وأما الخصلة الرابعة: فهي «الصلاة بالليل والناس نيام»:
أي أداء صلاة الوتر في الليل، والوتر يكون ما بين صلاة العشاء والفجر، وإذا كانت بعد نوم وفي جوف الليل كانت أفضل، قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، وقال سبحانه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17]، فهي من أسباب دخول الجنة بسلام، والفوز بما وعد الله تعالى به الصالحين من أنواع النعيم والإكرام، ومن موجبات مغفرة الذنوب، وستر العيوب، وإجابة الدعاء، ونيل جليل المطلوب.