51 عاما على حريق المسجد الأقصى ورائحة الدخان تنبعث من سياسة التهويد الإسرائيلية وعمليات “التطبيع”

تمضي 51 عاما على الحريق الشهير الذي تعرض له المسجد الأقصى المبارك، على أيدي الإرهابي اليهودي مايكل دينيس، ولا يزال المسجد “القبلة الأولى للمسلمين” يئن من ويلات الاحتلال، الذي يرتكب بحقه وبحق رواده يوميا عشرات الانتهاكات، ولا يزال يحفر تحت أساسه في مسعى لهدمه، لإقامة “الهيكل” المزعوم.
وبالرغم من مرور تلك السنوات الطويلة على حرق المسجد، إلا أن رائحة الدخان لا تزال تنبعث من أروقته ومصلياته وباحاته، ومجالس علمه، بفعل تدنيسها يوميا من جماعات استيطانية ومن جنود الاحتلال، الذي ينفذون خطط احتلالية تهدف لتقسيم المسجد المبارك زمانيا ومكانيا.
ويصادف الجمعة، الذكرى الأليمة الـ51 لحرق المسجد، حين أقدم اليهودي المتطرف الأسترالي الجنسية مايكل دينيس المسجد الأقصى، على إشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد، خلال اقتحامه، ووقتها أتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
وقد جاءت النيران التي سببها الحريق وقتها على ثلث مساحة الأقصى الإجمالية،
ووقتها قطع سلطات الاحتلال الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، ما اضطر المواطنون إلى المبادرة لإخماد النيران، وإنقاذ القبلة الأولى للمسلمين.
ووقتها اكتفت سلطات الاحتلال بإلقاء القبض على المتطرف الذي أشغل النيران، ونقلته إلى مستشفى للأمراض النفسية، لتنقله بعد فترة ليست طويلة إلى أستراليا، وروج في حينه خرافة قال فيها: إنه” قام بفعلته بأمر من الله”.
وتأتى “الذكرى الأليمة هذا العام وقد لفّت سماء القدس غمامة جديدة لتجعل من ظلمة الاحتلال أكثر حلكة وسوادًا”، “فبعض الأنظمة العربية اختارت أن تهرول نحو الاحتلال والارتماء في أحضانه، وتطبيع العلاقات معه بدلاً من الوقوف إلى جانب مسجدهم وصد العدوان الصهيوني المتواصل عليه”.