هل انكشفت حملات التشويه والشيطنة التي تعرضت لها جماعة الإخوان؟

سيد توكل

كشفت فيديوهات الفنان محمد علي، المقاول المصري الذي عمل 15 سنة مع الجيش، عن براءة جماعة الإخوان المسلمين مما نسب لها بهتانا وزورا على يد إعلام العسكر وسياسييهم ومطبليهم على مدار 8 سنوات. البعض قد لا يحتاج دليلا على نزاهة واستقامة وطهارة الجماعة، بحسب تاريخها الممتد الذي يشبه في استقامته وخلوه من الفساد صفاء الحليب.

وأكدت الفيديوهات التي نشرها “علي” أن المشكلة أنّ مصر ليست دولة يحكمها العسكر أو أنّها دولة بوليسية، بل هي دولة عسكرية لها رعايا مدنيون، أو كما يقول الأستاذ محمد القدوسي: “كل دولة في العالم تملك جيشا إلا مصر فإنها  جيش يملك دولة”.

هذه المعادلة المقلوبة هي التي تجعل من المتناقضات واقعا ومن اللامعقول معقولا، وإذا أراد أصحاب الدولة تغيير من “يديرها” سيفعلون، وإن احتاجوا للعنصر المغيّب “الشعب” فلن يعدموا الوسيلة!.

ترتيب أوراق

كانت فيديوهات الفنان محمد علي أشبه بالمسلسل التاريخي الذي وصلت ذروة أحداثه إلى معركة ينتصر فيها المصريون على الأعداء، لحظة بلحظة يتابعها الكل، ينتظرونها بفارغ الصبر على الإنترنت، يشاهدونها مرة واثنتين وثلاثاً على موقع فيسبوك، ثم تويتر ويوتيوب.

البعض يعيد تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي كما هي، والبعض الآخر يعيد نبش فيديوهات قديمة لجنرال إسرائيل السفيه السيسي، يقارنها بكل الإساءات والزور والبهتان الذي روجته عصابة الانقلاب ضد جماعة الإخوان، ثم يُجرِي عليها بعض المونتاج ثم يدمجها مع الفيديو الأصلي مع عبارات كوميدية تنتشر على مواقع التواصل كالنار بالهشيم.

يقول الكاتب والخبير السياسي محسن محمد صالح: “لقد حافظت قوى التغيير، وخصوصا التيار الإسلامي المعتدل الذي كان له دور ريادي في قيادة “الربيع العربي”، على أنويتها الصلبة وعلى تماسكها، وتمكنت من امتصاص الموجات الكبرى، بل وأخذت زمام المبادرة في عدد من البلدان وإن بدرجات متفاوتة”.

مضيفا: “وبالرغم من أن الفجوة بين الطرفين ما زالت كبيرة، فإنها توقفت عن الاتساع، وتزايدت الفرص أمام القوى النهضوية لترتيب أوراقها، وإحداث اختراقات في المدى الوسيط، إلا أنه من السابق لأوانه الحديث عن الاقتراب من “النقطة الحرجة”؛ لامتلاك أدوات التغيير والتمكين”.

قتل الرئيس

وكشفت فيديوهات رجل الأعمال “محمد علي” عن حجم الفساد الكبير الذي تورطت فيه عصابة العسكر بقيادة السفيه السيسي وإهدار المليارات في مشروعات فاشلة على حساب المصريين، وتجويعهم وتشريدهم واستنزاف أملاكهم بالضرائب والرسوم التي لا تنتهي، رغم ذلك يزعم السفيه السيسي أننا “فقرا أوي”.

كانت مرحلة الرئيس الشهيد محمد مرسي مرحلة تصفية حسابات بكل ما تعني الكلمة من معنى، فقد بدا من تسليم العسكر السلطة لحاكم مدني فاز بانتخابات حرّة ونزيهة؛ أن ثمة علاقة جديدة ستنشأ بين الجيش والسلطة المدنية، وأن ثمة تداولا للسلطة سيحصل في مصر، لكن في الكواليس كان هناك تخطيط يتم بأنّ الصراع مع الرئيس مرسي وشيطنته وعرقلة عمله وهو في رأس السلطة.

جهّز المسرح في 30 يونيو للانقلاب على الحكم المدني بعد عام واحد في السلطة، وتمّ ذلك تحت غطاء “ثورة” تم تصنيعها في أقبية المخابرات الحربية للإطاحة بحكم الإخوان، نجح العسكر بالانقلاب، واستطاع وزير الدفاع خيانة الرئيس ومن ثم الانقلاب عليه، وأن ينهي الاعتصام السلمي في رابعة والنهضة بمجازر لم يعتد المصريون عليها من قبل جيشهم، ليصل جنرال إسرائيل للسلطة بعد أن وضع في واجهة الحكم شخصا مدنيا مدة سنة واحدة.

تم القضاء على الحكم المدني تحت ذريعة أخونة الدولة، وحكم المرشد والتنظيم العابر للحدود، والتخويف من الإرهاب المحتمل، والمتتبع للجرائم التي حصلت وتحصل للإخوان ومنها تصفية الرئيس المنتخب داخل محبسه وبعده ولده، وحفلات الإعدام التي لا تتوقف، يجد أن من يفعل ذلك لا يقصد جماعة الإخوان التي يشيطن بها، بل إن ما يفعله يصبّ في تخويف الشعب.

واكتشف المصريون من فيديوهات محمد علي أن الإخوان لم يفرطوا في مصر، ولم يقزموها بقرارات انتقامية متصهينة، كموافقة السفيه السيسي على سد النهضة، وما يمثل ذلك من تهديد لمصدر الحياة “النيل”، كذلك بيع تيران وصنافير وجعل الممر المحلي ممرا دوليا، ناهيك عن تبديد ثروة مصر وإفقارها وتحميلها ديونا طائلة، وانهيار قيمة الجنيه، وبيع الناس الوهم بحياة أفضل، كل هذا في ظل حكم استبدادي فاق كل عصور من سبقه.. حكم يعد على الناس أنفاسهم.