مقاومة الظلم والظالمين


جاء الإسلام ليحقق العدل بين الناس ، فحرم الظلم وتوعد الظالمين بالخسران في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا » ، وأمر عباده أن يأخذوا على يد الظالم حتى لا يتمادى ‘ فإن ظلمه يعم جميع العباد والبلاد كما نرى .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، فَلَيَسُومُنَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ لَا يَرْحَمُ صَغِيرَكُمْ، وَلَا يُوَقِّرُ كَبِيرَكُمْ ” .
من هدي القرآن … يقول تعالى : 
• ( وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ﴾ 
• ﴿لاّ يُحِبّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) ..
فيظل المظلوم يقاوم ظالمه ، ويثبت على ذلك ، ولا يستسلم ، ولا يخضع ولا يركع ، ويعلن مظلمته بين الناس ويُنفِر من الظلم ، ويدعو لرفضه ، ومقاومته ، وحصاره ، وانكساره ، ويعطى القدوة من نفسه لغيره ، وله على غيره حق النُصرة .
من نور النبوة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
• أيها الناس إن الله يقول كم: مُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم.
• من أعان علي سفك دم أمرئ مسلم بشطر كلمة لقي الله عز وجل مكتوب بين عينية آيس من رحمة الله.
• اذا هابت امتى ان تقول للظالم انت ظالم فقد تودع منها 
• سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الجهاد فقال : كلمة حق عند سلطان جائر .
• سيكون أمراء فسقة ظلمه ، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه ، ولن يرد على الحوض.

كلام مهم …
إن تزييف إرادة الأمة وإسناد الأمر لغير أهله فيها ، واعتقال خيار شبابها ، ومطاردة الدعاة والمصلحين فيها ، ومصادرة أموالها بغير حق ، وسن القوانين الجائرة لها ، واستعباد أهلها ، لهو الظلم الواضح ، الذي يجب مقاومته بالوسائل المشروعة … ومن الخطأ أن يرى المسلمون ما يلاقيه إخوان لهم ، من سجن وتعذيب وتقتيل واضطهاد ، وتيتيم للأطفال ، وترميل للنساء ، وهدم للدور ، وإزعاج للنفوس ، ومع ذلك لا يشعرون بهم ، ولا يحسون بآلامهم . 
كان شيخ الإسلام ابن تيمية فى سجنه بسجن القلعة بدمشق .. وجاءه جلاده فقال: اغفر لي يا شيخنا فأنا مأمور. فقال له ابن تيمية: والله لولاك ما ظلموا..