سقوط الدومينو.. هل تنهار أحجار السيسي وبن سلمان وبن زايد تحت مطرقة أردوغان؟

مصطلح الدومينو، بات مصطلحا سياسيا يلخص تحركات ومخططات نشبت على إثرها حروب، وقامت على نتائجها ثورات، ومات في سبيلها ملايين البشر، والمفهوم من كلمة الرئيس رجب أردوغان اليوم الثلاثاء أن تركيا لا تريد رأس محمد بن سلمان فقط، بل تريد كل من تلطخت يده بذلك الجرم العظيم، وكأن أردوغان عينه على بقية أحجار قطع الطغاة ويريدها أن تسقط، وأول تلك القطع بن سلمان ولكنه يقول للأسرة المالكة: قوموا أنتم بالمهمة.

وبات مصطلح سقوط أحجار الدومينو، سياسيا يلخص تحركات ومخططات سياسية نشبت على إثرها حروب، وقامت على نتائجها ثورات، ومات في سبيلها ملايين البشر، وظهرت نظرية الدومينو لأول مرة ‫في الخمسينيات عندما طرحها الرئيس الأمريكي آيزنهاور في خطابه المشهور عام 1954 أثناء الحرب الباردة‬.

وهي مستوحاة من وقوع قطع الدومينو المصفوفة الواحدة بعد الأخرى فإذا أُسقطت إحدى هذه القطع ستحدث تفاعلات تؤدي إلى سقوط باقي القطع، أي أن سقوط بن سلمان في السعودية يمكن أن يؤدي إلى حدوث تحولات سياسية عميقة في بقية دول القمع العربي، وربما بالتالي إلى تغير خارطة المنطقة برمتها وتنهار أحجار الانقلاب العسكري في مصر وعصابة بن زايد في الإمارات.

تأثيرها واضح

كانت هذه النظرية رهينة الأرشيف منذ عقد من الزمن ومع ذلك ظهرت بوادر صحتها جليةً في السنوات الأخيرة رغم عدم الجزم المسبق بها، فأحداث ثورات الربيع العربي أحيت النظرية من جديد، حيث سقطت دول القمع العربية في الثورة الواحدة تلو الأخرى بتأثير دوميني واضح، فرغم كل الانتقادات التي وجهت إلى هذه النظرية إلا أن تأثيرها قد ظهر وأصبح واضحاً وضوح الشمس.‬

إن المصيبة الكبرى التي لا يدركها بعض الديكتاتوريين في العالم أمثال الرئيس الأمريكي ترامب، وحلفائه مثل السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وبن سلمان وبن زايد، أنهم ينظرون فقط إلى موطئ أقدامهم غير عابئين بالمستقبل وتداعياته الرهيبة، وغير مدركين لنظرية تأثير الدومينو المعروفة، فهل تنبأ صناع لعبة الدومينو السياسيين بما جرى وما سيجري على أرض الواقع؟
بالرغم من مرور مدة ليست بالقصيرة على كوارث قمع ثورات الربيع العربي، ابتداء بإطاحة القطعة الأولى في تونس، والتي أعقبتها قطع أخرى في مصر وليبيا وسوريا واليمن، وانتهاء بتسوية الأراضي السورية من المباني ومن البشر، فإن الدرس لم يستوعب بعد، وأصبح من السهل على داعمي الديكتاتوريات العربية التساهل بإطاحة أحجار الدومينو غير مدركين لما ستؤدي إليه هذه الإطاحة.

أسقطهم خاشقجي

لن تكون دماء الصحفي السعودي جمال خاشقجي نهاية الصراع، ومن يعتقد غير ذلك فهو يفهم في تاريخ الصراعات كما يفهم الفلاح في النظرية النسبية، فالأمور تزداد تعقيدا، فلا أحد يستطيع الآن أن يتنبأ على وجه الدقة بالسيناريو القادم الذي سيغير هذا العالم ليصبح عالما آخر تماما كالذي حدث في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وعقب كلمة الرئيس أردوغان خرج وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مشددا على أن بلاده “ستتعاون” مع “الأمم المتحدة والمحاكم الدولية”، محددا الشرط وراء ذلك بـ”فتح تحقيق” حول موت خاشقجي، وهو ما يؤكد على فشل قطعة بن سلمان في الثبات وعدم السقوط، بسبب دكتاتوريتها وقمعها للحريات وفسادها المالي وطغيان حكامها، فلم يعد العالم يحتمل وجود أنظمة قمعية على رأس السلطة مثل بن سلمان ومن هم على شاكلته مثل السفيه السيسي وحتى الرئيس ترامب نفسه.

فماذا يفعل العرب هل يفرون من هذا التسلسل أم يحاول أصحاب الربيع العربي إكمال خط السقوط للقطع الديكتاتورية، واشنطن ليس لديها سوى خيار واحد هو أن تحمي بقية أحجار القمع العربي من توالي سقوطها، وعلى أصحاب الربيع العربي بدلاً من الوقوف متفرجين على هذا التصرف الأمريكي، أن يكونوا فاعلين ويدفعوا بكل جهد سياسي وإعلامي واستغلال كافة الوراق حتى تسقط آخر قطعة دومينو على رقعة الديكتاتوريات العربية.

وربما يحاول إعلام السفيه السيسي أن يسبق سقوط قطعة بن سلمان، فدفع بأحد الأبواق وهو الكاتب الصحفي مصطفى بكري، أحد أشهر المطبلين للانقلاب العسكري، ليقول :” والآن بعد أن اتضح أن اردوغان كان يعلم بدخول العناصر المتهمة وبعد أن راح يتخبط ويعجز حتي عن معرفة مكان الجثة ، يجب علي المملكة العربية السعودية أن تتهمه بالتواطؤ في تسهيل مقتل مواطن سعودي وأن تضم اسمه إلي جانب المتهمين”.