3 أسباب وراء رغبة “بن سلمان” للقاء أردوغان خلال قمة العشرين!

“لماذا يستجدي محمد بن سلمان لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردغان خلال قمة العشرين في الارجنتين؟” سؤال يطرح نفسه بقوة خلال هذه الايام؛ خاصة في ظل محاولات بن سلمان للعودة للساحة الدولية مرة أخري من خلال القيام بجولة خارجية شملت دول الحصار ونظام الانقلاب في مصر.

البحث عن اللقطة

البداية كانت بإعلان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ، عن طلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، الاجتماع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة مجموعة العشرين المقرر إنعقادها في الأرجنتين، وقال أوغلو، في مقابلة مع صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية،، إن “ابن سلمان سأل أردوغان عبر الهاتف عن إمكانية لقائهما في بوينس أيرس. وكان رد أردوغان “لنرى”، ولمح أوغلو الي تورط بن سلمان في قضية مقتل خاشقجي ، قائلا :”الفريق الذي قتل خاشقجي لم يكن ليتصرف من تلقاء نفسه”.

العزلة الدولية

ويري مراقبون أن لهذا الطلب عدة أسباب، أولها أن “التقاط صورة مع أردغان” في هذه المرحلة الهامة يمثل مكسب سياسي دولي لابن سلمان، سيفتح الباب له للقاء زعماء الدول الاخري المشاركة في القمة ؛ خاصة في ظل مطالبات شعبية وحقوقية في عدد من هذه الدول لرؤسائها بعدم لقاء بن سلمان، حتي لايفهم ذلك بأنه “رضا عن سياسات بن سلمان”، لاسيما في ظل ماكشفت عن تقارير المخابرات الامريكية بوقوفه وراء مقتل خاشقجي وجرائمة بحق أطفال اليمن.

مكسب داخلي

أمام السبب الثاني ، فيمكن في أن لقاء أردغان سيعطي لابن سلمان مكسب سياسي داخلي ، خاصة في ظل التقارير التي تفيد بمواجهة مأزق كبير داخل العائلة الحاكمة بسبب دوره في مقتل خاشقجي، ووجود اتجاه للاطاحه به ، حيث كشفت وكالة بلومبرج، عن وجود غموض داخل المملكة العربية السعودية حول مستقبل ولي العهد محمد بن سلمان؛ بسبب تبعات جريمة مقتل خاشقجي ، وقالت الوكالة، في تقريرها، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الرغم من أنه يحظى بدعم من والده الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن مستقبله كوريث محتمل للعرش لا يزال حديث المدينة في المملكة، وإن حماته لا يمكنهم القطع بشأن مصيره، مشيرة إلى أنه من العسير معرفة الكيفية التي ينظر إليها كبار أفراد العائلة المالكة وشيوخ القبائل وأجهزة الأمن لمحمد بن سلمان، بعد سلسلة تصرفاته “الخرقاء” في الخارج وقمعه معارضيه في الداخل.

وأشارت الوكالة إلى أنه ربما ستكون هناك تداعيات جراء تهميشه لخصومه من أمراء آل سعود، في سعيه لإحكام قبضته على السلطة، مشيرة إلى أن مقتل جمال خاشقجي أدى إلى تغيير قواعد اللعبة، ونقلت الوكالة عن كمران بخاري، الخبير في قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية بمعهد التنمية المهنية التابع لجامعة أوتاوا، قوله إن جريمة الاغتيال قلبت حياة بن سلمان رأسا على عقب، إذ تبدلت الأمور من وعد بمسيرة مهنية طويلة إلى مستقبل لا يدري ما يخبئه له فيه القدر، وإلى غموض يكتنف فرصه لحكم البلاد.

وأضافت الوكالة أن ثمة مؤشرات أظهرت بالفعل أن محمد بن سلمان ليس أمامه مجال كبير للمناورة، فما إن أعلن ترامب الثلاثاء الماضي أن الولايات المتحدة لن تدع جريمة اغتيال خاشقجي تقوض علاقات بلاده مع المملكة، حتى وصلت أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل، مشيرة إلى أن ترامب كان واضحا عندما ذكر أن دعمه لولي العهد لن يكون من دون مقابل، وذلك بالرغم من كل الأصوات القوية داخل الكونجرس وتقرير الاستخبارات المركزية (سي آي إي) الذي يحمّل ولي العهد مسئولية قتل خاشقجي.

وذكرت الوكالة أن هناك من يتحدث عن تذمر وسط أفراد العائلة المالكة، وتكهنات بأن أحمد بن عبد العزيز- شقيق الملك سلمان- العائد من لندن قبل أسابيع قليلة، قد يحل محل محمد بن سلمان وليا للعهد.

رسالة لأمريكا

أمام السبب الثالث ، فيكمن في رغبة “بن سلمان” لاستغلال صورتة بجوار “أردغان” في إرسال رسالة خاصة الي المشرعين والصحفيين والمجتمع المدني في الولايات المتحدة الامريكية، بوجود إمكانية لتجاوز أزمة مقتل خاشقجي بالتعاون مع تركيا، حيث في ظل الضغوط التي تمارس علي ترمب لاتخاذ إجراءات قوية ضد السعودية وبن سلمان، كان آخرها ماكشف عنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري بوب كوركر، من أن ىأمورا كثيرة ستحدث في الكونغرس تتعلق بالسعودية، وتوقع كوركر أن يصوت الكونغرس هذا الأسبوع إما الأربعاء أو الخميس على مشروع قرار ينهي الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن.

وجدد كوركر دعوته بأن تقدم مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، سي آي إيه، إحاطة لمجلس الشيوخ هذا الأسبوع عن مقتل خاشقجي، مشيرا إلى أن الإحاطة المقررة من وزيري الدفاع جيمس ماتيس والخارجية مايك بومبيو لأعضاء مجلس الشيوخ لن تكون كافية للإجابة على عدد متزايد من الأسئلة عن مقتل خاشقجي.

ورجح كوركو أن ينظر الأعضاء في تشريع إضافي يستهدف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرا الي أن مثل هذا التشريع قد تتم إضافته إلى تشريع متعلق بالإنفاق الحكومي من المفترض أن يتم التصويت عليه بحلول السابع من الشهر المقبل.

من جانبه أبلغ السيناتور “جون كورنين” ثاني أكبر الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي الصحفيين، بأن وزيري الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيم ماتيس سيطلعان المجلس، اليوم الأربعاء، على أحدث التطورات المتعلقة بالسعودية، فيما أعرب السيناتور المستقل بيرني ساندرز ، عن ثقته بأن مشروع القرار الذي قدمه لإنهاء الدعم الأمريكي لحرب اليمن يستند إلى فرص حقيقية وكبيرة لتمريره في مجلس الشيوخ، وذلك بسبب الغضب المتصاعد في الكونغرس على خلفية قضية خاشقجي.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إنه سيضغط لفرض عقوبات على ولي العهد السعودي، إذا تلقى تأكيدات من وكالة الاستخبارات الأمريكية، سي آي إيه، بأن ابن سلمان أمر بقتل الصحفي جمل خاشقجي، مشيرا الي أنه مع بعض زملائه في مجلس الشيوخ طالبوا بالاستماع إلى إحاطة من المخابرات الأمريكية هذا الأسبوع.

وأضاف أنه سيعمل لمنح إجماع على مشروع قرار في المجلس، إذا ما خلصت الأدلة إلى وجود احتمال كبير بشأن تورط ولي العهد السعودي في الجريمة، مشيرا الي أنه سيحث من خلال مشروع قراره على النظر في عدد من سلوكيات محمد بن سلمان التي وصفها بالشاذة والمدمرة، كإدارة الحرب في اليمن واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وحصار قطر الذي تم من دون أي تشاور.

وعلي صعيد الضغط الشعبي، تظاهر ناشطون في مدينة نيويورك أمام مكتب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، لمطالبته برعاية مشروع قرار تقدم به السيناتور برني ساندرز، يطالب بسحب دعم القوات المسلحة الأمريكية للأعمال العدائية في اليمن، معربين عن رفضهم لحرب اليمن ورفعوا لافتات تنتقد ما وصفوها بجرائم الحرب المتكررة التي ترتكبها قوات التحالف بقيادة السعودية بدعم من واشنطن.