قبل 6 سنوات من الآن، نفّذ قائد العسكر عبد الفتاح السيسي- بتخطيط صهيوني وصمْت غربي وخيانة من بعض الدول العربية- أسوأ انقلاب عسكري على ثورة يناير التي مثّلها الرئيس الشهيد محمد مرسي كأول رئيس مدني منتخب.
الانقلاب الذي تم بخداع كبير لقطاع من الشعب المصري لم يكن الأغلبية، بل الأكثرية الإعلامية التي تمَّ دبلجتها عبر كاميرات الدعارة السياسية والأخلاقية لصاحب أكبر فضيحة جنسية بمصر “خالد يوسف”.
ولعلَّ ما حدث في مصر من تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية ودينية، يكشف إلى أي مدى كانت تظاهرات 30 يونيو التي يتذرع بها العسكر انقلابًا على كل شيء، وتنازلًا من الشعب عن إرادته التي عبَّر عنها في صناديق الاقتراع التي لا يؤمن بها العسكر.
ومنذ انقلاب يوليو 2013، تفجَّرت شلالات الدم بمصر، عبر القتل بالشوارع والقتل خارج إطار القانون وبأحكام القضاء المُدنس من قضاة الانقلاب.
كما انهارت مصر على كافة الصعد، وليس أدل على ذلك من تذيلها كافة مؤشرات جودة الحياة، في التعليم والصحة والأمان والثقافة والعمل والقانون.
كذلك لم ينجُ الشعب المؤيد للسيسي من بطشه، كما حدث مع معارضيه، وبات القمع والكبت والقهر والتعامل الخشن والوحشي مصير الجميع، وفرض الغلاء على الجميع، فيما صبت المزايا المالية والعينية على شعب السيسي، الممثل بالجيش والشرطة والقضاة وبعض إعلاميي النظام، في الوقت الذي تنوعت فيه وسائل التكدير على عموم المصريين، من رسوم جديدة وضرائب متنوعة استهدفت الموظفين ومحدودي الدخل. وتسبَّب كل ذلك في تحطيم قيمة مصر والمصريين في وطنهم وفي خارج وطنهم.
في هذا الملف نستعرض بعضًا من عالم الانقلاب العسكري وما فعله في المصريين عبر 6 سنوات، وسبل التغلب عليه، وإعادة ثورة المصريين الحقيقية “25 يناير” وما تحمله من قيم ومعانٍ للمصريين من جديد.