في ذكرى وفاة المأمون الهضيبي.. المستشار المؤتمن

المأمون الهضيبي.. المستشار المؤتمن

يصادف اليوم ذكرى وفاة فضيلة الأستاذ محمد المأمون الهضيبي، المرشد العام السادس والأسبق لجماعة الإخوان المسلمين، حيث مر على رحيل المستشار المامون الهضيبي 14 عاما ولكن كأنها بالأمس في أذهان 300 ألف شيعوه على الأقل، فضلا عن سكان حي مدينة نصر من مسجد رابعة العدوية إلى مقابر عائلته بقرية عرب الصوالحة بشبين القناطر محافظة القليوبية، التي دفن فيها والده المرشد العام الثاني والأسبق للجماعة الأستاذ حسن الهضيبي.

ولا غرو في ذلك.. فمن أقواله رحمة الله عليه “القوة الإيمانية أوجدت شخصيات نادرة وجهاد الإخوان في فلسطين زادهم في أعين الناس احتراماً”. مؤكدا أن الجماعة لا تحجر على أحد قائلا: “ندير أمورنا بروح الشورى، والخلاف في الرأي أمر طبيعي والباب مفتوح لكل صاحب رأي” في حوار له قبل وفاته بعام.

فن الإمهال

وللإعلامي حازم غراب –المدير السابق بقناة مصر 25- تغريدات أو قل لفتات عن حياة المستشار يلتمس بها أبناء الحركة الإسلامية الطريق عند الشدة والبلاء، فكتب قريبا في 25 يوليو العام قبل الماضي تحت عنوان “فن الإمهال والحث على مراجعة هوى النفس”، قاصدا تمتع المستشار محمد المأمون الهضيبي ومن كانوا معه من مسئولي الإخوان به.

فقال: “قرروا بالتشاور تجميد عضوية ك.هاء، لما بدرت منه في ظروف معينة إشارات وأقوال محددة تدل على ما كان يعتمل في نفسه ويضمره مما يسيء للحركة ككل. ع.ف، م.ح رمزان آخران وضع لهما الإخوان حدودًا لحركتيهما وسطهم، ورسموا حولهما دائرة حمراء كفيلة بنزع بعض سمومهم الحركية”.

وعلق “غراب”، “القيادة الواعية الشورية المتمرسة المستبصرة، صِمَام أمان لأي حركة أو منظمة أو حزب، وعلى الرغم من الوعي وممارسة الشورى فلا توجد قيادة معصومة من الوقوع في الأخطاء”.

لن نرد بالعنف

وقال “أبو باهر” على “فيس بوك”: سلمية الإخوان منذ خروجهم من سجون عبد الناصر موثقة صحفيًا وبالطبع أمنيًا. المرشدون عمر التلمساني وأبو النصر ومشهور والمأمون الهضيبي وعاكف سجلوا تصريحات سياسية وتنبيهات أو تعليمات تنظيمية تؤكد السلمية ونبذ العنف.

وأوضح أن من “تصريحات المأمون الهضيبي: لن نرد بالعنف ولو علقونا على أعواد المشانق”، ويضيف: “من لا يعجبه هذا من الإخوان فالباب مفتوح على مصراعية للخروج من الجماعة”.

وأضاف أبو باره “..أيقن الإخوان ألا سبيل إلا السلمية والتدرج.. مشهور سار على الدرب نفسه ومعه الهضيبي، وأذكر أنهما شددا بحسم على مفاصلة الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد مفاصلة لا تسامح ولا هوادة فيها.. مجرد التقاء واحد من الإخوان بكادر جهادي أو من الجماعة الإسلامية كان كفيلاً بقرب فصله”.

تربية إسلامية

ونشأ المستشار الهضيبي الابن في بيت غاية في الانضباط.. ولكن في الوقت نفسه في غاية الرحمة والأدب والشورى، وكان الأب يسمح لكل واحد بأن يدلي برأيه، والأم كانت مثالا للأدب والأخلاق، وكان الوالد يحترمها احترامًا كبيرًا، أورثنا أن نكون دائما تحت أرجلها.. كانت العلاقة بينهما متينة جدا، ولم تكن قد أكملت تعليمها رحمها الله.. فحصلت على التعليم الأوليّ، ولكنها أكملت تعليم نفسها بل تعلمت اللغة الفرنسية، ووالدها -يرحمه الله- هو الشيخ محمد خطاب، أحد علماء الأزهر، لقد ارتقت بنفسها كثيرا.. كانت تتحدث الفرنسية.. وفي الوقت ذاته تقرأ القرطبي وابن حزم وكتب التفسير”.

وتابع “التحق المستشار المأمون الهضيبى بمراحل التعليم المختلفة حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وكان ترتيبه العاشر على دفعته، وعين وكيلا للنيابة، وتدرج فى سلمه الوظيفى فى القضاء حتى أصبح رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة”.

مقاوم الإنجليز

وفي طريقه مع جماعة الإخوان المسلمين، شارك الهضيبي في أعمال المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وقد اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم انتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين وما لبث أن اعتقل عام 1965 أثناء حضوره اجتماعا مع والده حسن الهضيبي وقد أقيل إثر ذلك من منصبه القضائي.

وقدم إلى المحاكمة العسكرية وحكم عليه بالحبس سنة، وجدد اعتقاله لمدة خمس سنوات بعد انتهاء مدة الحبس وتم الإفراج عنه عام 1971.

ثم عاد مأمون الهضيبي إلى القضاء بعد أن برئت ساحته ليصبح رئيسا لمحكمة استئناف القاهرة حتى أحيل للمعاش.

المتحدث الإعلامي

وانتخب مأمون الهضيبي نائبا في مجلس الشعب (البرلمان المصري) عن دائرة الدقي بمحافظة الجيزة عام 1987، وشغل منصب المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين فى فترة الأستاذ محمد حامد أبو النصر، المرشد الرابع للإخوان، والذى تولى من 1986–1996م، ثم اختير نائبا للمرشد العام بعد وفاة الدكتور أحمد الملط فى يونيو 1995م، وظل نائبا للمرشد العام الأستاذ مصطفى مشهور، والذى تولى من 1996م–2002م، بالإضافة إلى كونه المتحدث الرسمى للجماعة، وبعد وفاة الأستاذ مصطفى مشهور فى 14 نوفمبر 2002م، 10 رمضان 1423هـ، اختير المستشار الهضيبى لأن يكون مرشدًا للإخوان المسلمين فى مساء يوم الأربعاء 22 من رمضان 1423هـ، الموافق 27 من نوفمبر 2002م.

ميلاد وتراث

ولد محمد المأمون الهضيبى في 28 مايو 1921، وكان رئيسا لمحكمة غزة عام 1956، ومن أهم مؤلفات المأمون: “الإخوان المسلمون 60 قضية ساخنة”، الصادر عن دار التوزيع والنشر الإسلامية 1998م، يوضح فيه “موقف الإخوان المسلمين من القوى والتيارات الإسلامية الموجودة على الساحة، سواء تلك التى تتبنى العنف أم تلك التى لا تتبنى السياسة، وماذا عن تجربة النقابات المهنية؟ وماذا عن شعار (الإسلام هو الحل)؟ وما هى رؤية الإخوان المسلمين حول الأقباط وقضايا العالم الإسلامى؟ وماذا عن الانشقاقات التى حدثت داخل الجماعة.

http://fj-p.com/?p=667552
رابط بديل
http://fjgate.com/?p=667552