200 ألف مصلٍ يؤدون جمعة رمضان الثانية بالأقصى

أدى أكثر من 200 ألف مواطن-حسب دائرة أوقاف القدس- صلاة الجمعة الثانية بشهر رمضان برحاب المسجد الأقصى المبارك، في وقت شهدت فيه مدينة القدس لاسميا البلدة القديمة إجراءات أمنية صهيونية غير مسبوقة.

وكانت القدس المحتلة شهدت تدفقا هائلا للمواطنين على بلدتها القديمة باتجاه المسجد الاقصى، قادمين من بلدات وأحياء القدس المحتلة، وداخل أراضي الـ 48، ونحو 200 من كبار السن من قطاع غزة، بالإضافة الى آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية، الذين سمحت لهم سلطات الاحتلال بالدخول الى المدينة المقدسة بشرط أن تزيد أعمارهم عن الـ45 عاما للرجال، ودون تحديد أجيال النساء والأطفال.

وقالت مصادر مقدسية إن لجان أحياء وحارات البلدة القديمة، وكذلك اللجان العاملة في المسجد الاقصى جنبا إلى جنب طواقم تابعة للأوقاف الإسلامية عملت كخلايا نحل لخدمة الوافدين إلى الاقصى المبارك، ولم يعكر صفو عملها سوى إجراءات الاحتلال.

خطيب الجمعة يحيي جموع المصلين

وحيا خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد سليم جموع المصلين الذين شدوا الرحال إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان رغم الحواجز الصهيونية التي منعت الآلاف من أبناء الضفة الغربية من الوصول الى الأقصى.
 
وقال: “أهلا وسهلا ومرحبا بكم في رحاب المسجد الأقصى الذي قلبه إسلامي وروحه عربية والذي أنتم جوارحه، فأنتم يد المسجد الأقصى التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وعينه التي يرى بها وأذنه التي يسمع به”.

وأضاف أن جموعكم المباركة في رحاب الأقصى من كافة أنحاء فلسطين دليل على وحدة هذا الشعب وتلاحمه ورسالة إلى قيادات هذا الشعب أن وحدوا صفوفكم وأنهوا خلافاتكم والتفتوا إلى مصيركم.

وتابع يقول في خطبته: “جزاكم الله خيرا على تجشمكم عناء السفر وشد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى، وأسأل الله أن يتقبل مني ومنكم الصلاة والصيام والقيام وسائر العبادات”.

القدس..ثكنة عسكرية

وكانت شرطة الاحتلال حوّلت مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية ومنعت آلاف المصلين من الوصول للأقصى، بعد فرض إجراءات ونشر قوات كبيرة من أفرادها وعناصرها؛ استعدادًا لصلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان.

إجراءات صهيونية مشددة في جمعة رمضان الثانية

وقالت شرطة الاحتلال في بيان لها، اليوم الجمعة إنها نشرت الآلاف من أفرادها في جميع أنحاء “القدس الشرقية” المحتلة، بما يتضمن البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى.

وأضافت الشرطة الصهيونية أنه “بالنسبة للفلسطينيين سكان الضفة الغربية، فإن تصاريح وتأشيرات دخولهم لصلاة الجمعة بالمسجد الأقصى تأتي انسجامًا مع قرارات وزير الجيش بهذا الخصوص”.

وتواصل قوات الاحتلال وللأسبوع الثاني على التوالي منع آلاف الفلسطينيين من الوصول للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك.

وفرضت قوات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول الفلسطينيين إلى القدس المحتلة؛ حيث تمنع عبور من هم دون سن الـ 45 عامًا من الرجال والذين لا يحملون التصاريح.

وقد جرت مشادّات وتدافعات مع شرطة وجنود الاحتلال وجنود ما يسمى بحرس الحدود على حواجز الاحتلال والمعابر الفاصلة بين الضفة والقدس المحتلة خاصة مع الشبان، ومن بينها حاجز قلنديا بين القدس ورام الله، وحصلت حالات إغماء نتيجة الحر الشديد.

اجتياز السياج والحواجز

وحاول المئات من الشبان الوصول إلى القدس عبر تسلق جدار الفصل العنصري خاصة في منطقة بلدة الرام شمالي المدينة، إلا أن دوريات الاحتلال قامت بمطاردتهم وملاحقتهم، مطلقة الرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاههم، في الوقت الذي اعتقلت خمسة شبان بالقرب من بلدة بيت حنينا، بعد أن تمكنوا من القفز عن الجدار، وتسبب ذلك بإصابة اثنين منهم برضوض وخدوش.

جمعة رمضان الثانية.. شبّان يجتازون الأسلاك الشائكة في طريقهم للأقصى

بينما شهد أيضاً حاجز مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين الذي يقيمه الاحتلال شمالي المدينة هو الآخر، محاولات من شبان لتجاوزه والوصول إلى المدينة المقدسة، إلا أنه تمت ملاحقتهم ومنعهم من الدخول وسط إطلاق عيارات مطاطية.