نعم …. أخطأ الإخوان …ولكن فقد كان

Reda Abusaid
نعم …. أخطأ الإخوان …ولكن
فقد كان
رهانهم علي الشعب .. علي صحوته ودفاعه عن حريته التي نالها بعد قرون
من الذل والعبوديه وعن أصواته التي لم تُلقي في مزبلة الحكام لأول مره في
تاريخه يوم أن إختار الرئيس مرسي …… كانت هي أكبر أخطاء الإخوان ؟
فقد مارسوا معه
الدعوه إلي الله بالحكمه والموعظه الحسنه وتفاعلوا مع كل أطيافه في السراء
والضراء وخاضوا من أجله ومن أجل حقوقه وخدمته صولات وجولات من
الصراع والإنتخابات في كل الهيئات والمؤسسات وكانوا جميعاً علي مستوي
المسئوليه والأحداث
وكانوا أول من يقف إلي جوار شعبهم في أزماته وكوارثه ومِحنه . وساعدوا
الملايين من فقراءه وكفلوا الآلاف من أيتامه
ودفعوا في مقابل ذلك أكثر من 50 ألف معتقل في عهد مبارك .. وفي مقابل
ذلك أيضاً حلوا علي ثقة أغلبية هذا الشعب …. في كل إنتخابات خاضوها
سواء قبل الثوره أوبعدها .. ليس تفضلاً من الشعب عليهم ولكن إعترافاً منهم
بأحقية الإخوان لذلك
(بل لازالوا . فإن خاض الإخوان غداً أي إنتخابات برلمانيه أو رئاسيه نزيهه
بدون تزوير فسيفوزوا فيها . بالرغم مما أصابهم من بلاء وتشويه كان كفيلاً
بإسقاط دول كبري وليس جماعات وأحزاب)
إلي هنا وصولاً لهذه الجزئيه فلا غبار علي الإخوان ولا سوء تقدير أو رهان
خاسر ؟
أما ما أخطأ فيه الإخوان بلاشك فهو رهانهم وظنهم في أن جموع هذا الشعب
التي أعطتهم أصواتها سوف تثور وتخرج بالملايين لكي تدافع عن إختياراتها
وتواجه الرصاص بصدورها معهم ولن تقف مكتوفة الأيدي . لتشاهد مقرات
الحزب والإخوان والرئيس الذين إختاروهم وهي تُحرق بل ويُقتل من فيها ؟؟
أو أن
يستمع المؤيدين لهم ثم يستمتعون ويصدقون أكاذيب الإعلام المأجور المضلل
ويُكذّبوا أعينهم ومعرفتهم بالإخوان علي مدار سنوات طوال ؟
أخطأ الإخوان .. لأن هذا الشعب بمثقفيه قبل أمييه آخر ما يبذلوه مع الإخوان
هو صوتهم ثم يقولوا لهم (إذهب أنت وربك فقاتلا) وماتعملوش حسابنا فأنتم
سبب الإنقلاب ؟
أخطأ الإخوان لأنهم لم يدرسوا جيداً تحركات الشعب في 25 يناير وأنه بكل
أطيافه وإنتمائاته قد فروا جميعاً يوم موقعة الجمل .. وتركوا الإخوان وحدهم
يدافعوا عن الميدان رغم أنها كانت مواجهه مع بلطجية مبارك .. وليست مع
جحافل جيوش العسكر أو داخليته ؟
ولم يعودوا إلا بعد أن فتح الجيش الميادين تحت حمايته . بعد أن حصل علي
الضوء الأخضر الأمريكي بنهاية عهد مبارك ونجله الوريث جمال
عندها خرج شعب مصر بالملايين ليغني ويرقص ويفتخر فيما بعد بمشاركته
في ثورة يناير المجيده ( أو قل المكيده .. والخديعه )
أخطأ الإخوان لأنهم ظنوا أن ميراث عقود طويله من الذل والقهر والإستعباد
وصلت وتوارثت بالجينات لأجيال متعاقبه وصار الكثير منهم يستمتعون بها
يمكن أن تزول مع مجموعة خطب ثوريه وأناشيد وطنيه .. ومواعظ دينيه ؟
أخطأ الإخوان لأنهم
لم يقرأوا جيداً شخصية شعب عاش مدار عمره . في حضّانة الذل والعبوديه
التي لايمكن في ظلها صناعةالأحرار بين عشيةٍ وضحاها ؟
أخطأ الإخوان ولا يزال غيرهم يكرروا نفس خطأهم . ولا يملون من الرهان
علي صحوة الشعب المصري
(الذي يذوق علي أيادي خونة الإنقلاب كل أصناف الفقر والقهر والإستعباد)
فتجد هؤلاء في كل مناسبه أو ذكري ثوريه أو وقفه نقابيه يراهنوا عليه وفي
كل مره يخسروا رهانهم ويخيب ظنهم ؟
والخلاصه من وجهة نظري …. هي أن الثوره في مصر ليست كمثل عموم
الثورات التي تبدأ بمجموعات سياسيه أوعماليه ضجت من القهر .. وقررت
التحرر والخروج علي الحاكم الظالم … ثم ينضم الشعب لنضالها فيما بعد ؟
لكنها في مصر
ستظل صراع بين الحق . يحمله فئة الصابرين الصامدين المؤمنين الفاهمين
لطبيعة الصراع وتبعاته وبلاءاته يقودهم وفي القلب منهم الإخوان المسلمين
وبين الباطل بآلياته وإعلامه وقضائه وملياراته وداعميه في الغرب والشرق
الصليبي واليهودي وأذنابهم من قادة العرب
وأن مثل هذا الصراع سيمتد لسنوات طوال .. وستتطور آلياته مع متغيرات
الحرب الطاحنه علي الهوية الإسلاميه في دول المنطقه العربيه والإسلاميه .