يحدث في دمياط … (المعلم فلان)

يحدث في دمياط …
بدأت القصة منذ أكثر من عشرين عاما.
(المعلم فلان) يعمل نجارا للأثاث.
ماهر في صنعته، مبدع فيها.
عنده ورشة في وسط شارع كله أو معظمه ورش للنجارة أو للأويما (الحفر على الخشب) أو استرجي(دهان الموبيليا) أو قشرجي
كان إذا بدأ العمل اشترى من الخشب أجوده ومن الخامات اﻷخرى أحسنها
وكلما مر عليه أحد النجارين قال له: “الله يباركلك” تعبيرا عن إعجابه بمدى إتقانه في العمل.
وعندما ينتهي من عمله المرتبط بآخرين (شق خشب – أويمجي – قشرجي …)
ينصب الحجرة وينظر لها بإعجاب وفخر، ويأتي الجيران ينظرون له ولعمله بإعجاب ويهنئونه على هذا العمل الرائع
وكان الزبائن كأنهم منتظرون فيبيع بالسعر الذي يحلو له ويرضيه
مرت السنون وهو على ذلك الحال.
وبعد فترة ارتفع سعر الخامات وظهرت خامات رديئة ورخيصة
وقلت حركة البيع ومازال المعلم (فلان) كما هو
اتجهت بعض الورش لاستخدام الخامات الرديئة لانخفاض سعرها وأنتجوا أثاثا منخفض السعر والجودة
ومازال المعلم (فلان) كما هو
لم يشتر أحد من المعلم (فلان) لارتفاع سعره.
لم ينظروا لجودة منتجه
انتظر وانتظر ولم يأت أحد
أنفق على بيته مما ادخر حتى انتهت المدخرات
ولم يأت أحد
ضاقت الحال استدان ليأكل
بدأ يعرض عمله على أصحاب المعارض ليشتروه
لكن كانت المفاجأة المبلغ المعروض أقل من نصف ما كان يبيع به
اضطر للبيع
سدد ديونه
ذهب ليشتري خامات بما تبقى
لم يكف ما معه من مال
عاد لبيته حزينا يفكر يقول (بكرة تفرج)
لكن الحال كما هو بل يزداد سوءا
أشار عليه بعض الناس بأن يفتح مقهى بحجة أنه عمل رائج
والبعض أشار عليه بمحل (فول وطعمية)
وهو يسمع من هذا ومن ذاك
أيترك مهنته التي أبدع فيها؟ مهنة آبائه وأجداده؟
لا لن يحدث … لكن كيف ينفق على بيته؟
…………
القصة لها نهايات متعددة أنتم تعرفونها
…………
هناك اﻵلاف مثل المعلم فلان
في دمياط
……. محمد حمود ……..

 

منقول