ومضات: #كتابات_الأستاذ_حسن البنا_عن_الهجرة

ومضات:

#كتابات_الأستاذ_حسن البنا_عن_الهجرة

حضرات الإخوان:

إن الناس رجلان:
رجل لم يدرك سر الوجود، ولم يتبين وظيفته فى الحياة، إن سألناه: لم خلقت؟ وماذا تصنع؟ ولم وجدت؟ قال لك: دعنى فإنى عنك مشغول. فهو لا يدرى شيئًا فى الحياة كالشجرة العقيمة التى لا ثمر لها ولا خير فيها إلا الوقود للنار، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾[الأعراف: 179]،
ولحكمة يعلمها الله إن هذا الصنف ليس بالقليل ولكنه كثير.
وصنف آخر أراد أن يتبين سر الوجود ويعرف مهمته فى الحياة، فظن الحياة مركبًا فارهًا ومتعة جميلة، فأقبل على العمل بنفس راضية وقلب منشرح،
وفى كلا الصنفين قال الله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ* قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ* الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ﴾[آل عمران: 14-17].
فالصنف الأول أخطأ الطريق فضل ضلالاً بعيدًا
والصنف الثانى أنار الله بصيرته فأشرقت مصابيح الهداية فى طريقه، وعلم أن متعة الآخرة لا تعدلها متعة الحياة الدنيا، عرف الحق وعرف وظيفة الحياة، وهى الإقبال على الله بكليته ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56]،
﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾[الذاريات: 50]، ففروا إلى الله تعالى بقلوبهم وأحاسيسهم، وجعلوا أعمالهم خالصة لله.
#تابعونا
#فلتغرسها
#رسائل_تربوية
#ومضات