وقفة لأهالي “صان الحجر” احتجاجًا على نقل مسلات أثرية لعاصمة السيسي والمتحف الكبير

نظم أهالي صان الحجر بمحافظة الشرقية وقفة احتجاجية، لليوم الثالث على التوالي، أمام المنطقة الأثرية؛ لمنع نقل أي قطع أثرية للعاصمة الإدارية الجديدة والمتحف المصري الكبير، بعد أن فوجئوا على مدار يومين بأوناش وسيارات نقل “تريلات” تدخل المنطقة لنقل عدد من القطع الأثرية، من بينها مسلات من منطقة تانيس، رافعين لافتات منها “لا لنقل المسلات”، كما تداولوا مقطعًا مصورًا يظهر انفصال أحد تماثيل رمسيس الثاني أثناء رفعه.

من جانبها، قالت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذ الآثار بالجامعة الأمريكية، إن ما يحدث في “صان الحجر” لا يختلف عمّا فعله الخديوي إسماعيل، حين أهدى مسلاتنا إلى دول أوروبا.

40 ألف قطعة

وأضافت، في تصريحات صحفية، “بدلا من أن تقوم وزارة الآثار بعمل مشروع ضخم لتنمية البيئة المحيطة للآثار ليكون موقعًا عالميًا يساعد على تنمية الأهالي، راحت تجردهم من تاريخهم وآثارهم لنقلها، وتناسى مسئولو الآثار أن المتاحف تعمر بنتاج الحفائر الأثرية في المناطق التي يصعب فتحها للزيارة والمعرضة للسرقة”.

وتابعت “حتى لو المسلات ذهبت للعاصمة الإدارية أو المتحف الكبير، كان يجب أن يتم إخبار أهالي المنطقة حتى يعرفوا ويشاركوا ويُؤخذ برأيهم”.

وأردفت “مفيش حاجة في القرن الواحد والعشرين تعامل المجتمعات المحلية زي دلوقتى، إيه الفرق بين أيام محمد علي ودلوقتي؟ المسلة مكانها الأثري في المعبد، مش في ميدان عام، ولا متحف!”.

وطالب الأهالي بعدم نقل أي قطعة أثرية خارج مدينتهم، خصوصا أن صان الحجر الواقعة شمال محافظة الشرقية، تحتوي على منطقة أثرية بها بحيرة مقدسة، وعدد من المقابر، وأكثر من 40 ألف قطعة أثرية في مخازن وزارة الآثار، ووعد المسئولون قبل سنوات بإنشاء متحف داخل المدينة، لكنهم فوجئوا اليوم بنقل الآثار خارجها.

8 ملايين شرقاوي

في شأن متصل، قال المهندس وائل عبد العال، من أهالي صان الحجر: إن فرحتهم بإنشاء كلية آثار في المنطقة لم تكتمل، بعد أن شرعت وزارة الآثار في نقل عدد من القطع الأثرية خارج المدينة.

وناشد “عبد العال” المسئولين قائلا: “باسم 8 ملايين شرقاوي نناشد المسئولين لمنع نقل الآثار إلى العاصمة الإدارية والمتحف الكبير، والعمل على تحقيق تنمية مستدامة حقيقية داخل معبد آمون بصان الحجر”، مشيرا إلى أن صان الحجر تعد أقرب نقطة محورية لقناة السويس، والتى تشهد تنفيذ رحلات سياحة “تزانزيت” لليوم الواحد.

فى حين طالب الدكتور محمد حسنين نوفل، أحد أبناء صان الحجر، المسئولين بالإفصاح عن سبب نقل الآثار. مشيرا إلى أن وقفتهم ومطالبهم مشروعة بالحفاظ على الآثار وتنمية المنطقة تنمية حقيقية؛ انطلاقا من الحفاظ على تاريخ أحد أهم المناطق الأثرية في مصر.

يشار إلى أن منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية، تقع على بعد نحو ١٧ كم من الحسينية، و٣٢ كم شمال شرق فاقوس، ونحو ١٥٠ كم شمال شرق القاهرة، واتُخذت عاصمة لمصر في عصر الأسرة الحادية والعشرين.

3 مسلات

بدوره، أكد مصدر بهيئة الآثار بالشرقية، في تصريح صحفي، أنه تم نقل 3 مسلات من منطقة آثار صان الحجر وسط حراسة مشددة، موضحا أنه جرى نقل المسلة الواحدة بواسطة عدة سيارات نقل ثقيل، مشيرا إلى أن وزن المسلة يزيد على 30 طنًا، ما أدى إلى استخدام 10 سيارات.

ونشر ناشطون أثريون ميثاقًا لحماية الآثار، يقول “المنشأة الأثرية جزء لا يتجزأ من التاريخ الذي هي شاهد عليه، وجزء لا يتجزأ من الموقع الذي حدثت فيه. ولا يمكن السماح بنقل المنشأة الأثرية أو جزء منها إلا إذا كانت حماية هذه المنشأة تتطلب ذلك، أو إذا كان النقل مبررًا ويحقّق فائدة وطنية أو عالمية ذات أهمية عالية.