وثائق “إسرائيلية” تفضح رعب جنود الصهاينة خلال حرب غزة

“وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا”، “إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.. بهاتين الآيتين الكريمتين كشف الله تعالى الجوانب النفسية للعدو، موضحًا جوانب الضعف والخلل في صفوفهم، وأنهم غير قادرين على مواجهة المسلمين وجهًا لوجه.

وأكدت معاني الآيتين الكريمتين وثائق سرية إسرائيلية كشفت عنها صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، في تقرير مطول لها نشرته أمس الأحد 03 فبراير 2019م، وقالت إنها  خاصة بالجيش الإسرائيلي، تبيّن حجم الإحباط في صفوفه، والخلافات في القيادة العليا خلال الحرب على قطاع غزة عام 2014.

وتضمنت الوثائق السرية التي نشرتها الصحيفة، تصريحات لنائب رئيس الأركان السابق يائير جولان حول طبيعة الحرب في غزة، حيث قال «إن قادة الجيش خشوا من شن عملية برية في القطاع بسبب حجم الخسائر المتوقعة، في الوقت ذاته لم يكن ممكنًا وقف إطلاق الصواريخ من غزة دون تنفيذ العملية البرية».

وكشف جولان عن أن «سلاح الجو استخدم 1200 صاروخ وقذيفة دقيقة الإصابة قصف بها أهدافا فارغة.. فقط للتخفيف من حالة الإحباط» التي سادت في صفوف الجنود. وحذّر نائب رئيس الأركان السابق، بأن «تكرار تجربة 2014 سيؤدي إلى ضرر هائل لا يمكن تجنبه، وفقط بعملية برية يمكن حقا إزالة تهديد الصواريخ». واستدرك: «لكن تعرض إسرائيل لضربة قاسية بآلاف الصواريخ في عمق جبهتها الداخلية سيكون أمرا لن تستطيع احتماله، وستكون حرب الغفران (حرب أكتوبر1973) مجرد نزهة، مقارنة بحرب غزة».

وذكرت الوثائق أن أحد الجنرالات في الجيش قال بالحرف الواحد: «انسوا العملية البرية، فهي خطيرة». وجاءت أقوال الجنرال، الذي لم تشر الوثائق إلى اسمه، في ذروة الهجوم على القطاع، خلال نقاش كشف حجم الخلاف بين قادة الجيش على قدرات الوحدات القتالية في خوض معركة برية في غزة.

وتعليقا على هذه الوثائق، قال مراسل «يديعوت أحرونوت»، «يؤاف زيتون» الذي وصلته الوثائق، إن التقرير الذي شملها قُدم قبل نحو شهر إلى قادة الجيش، بمن فيهم رئيس الأركان السابق جادي آيزنكوت، وكذلك لوزير الدفاع ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولمستويات عسكرية وسياسية أخرى.

وشنَّت (إسرائيل) حربًا على قطاع غزة دامت 50 يومًا، في الفترة ما بين 8 يوليو حتى 26 من أغسطس 2014، تسببت بمقتل 2322 فلسطينيا، بينهم 578 طفلاً (أعمارهم من شهر إلى 16 عاما)، و489 امرأةً (20-40)، ومسنان اثنان (50-80)، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وجُرح نحو 11 ألفا آخرين، بينهم (3303) معاقين، يعاني ألف منهم من «إعاقة دائمة»، وأصيبت 302 امرأة، منهن 100 امرأة تعاني من إعاقة دائمة، وفق الصحة الفلسطينية.

أو من وراء جدر

في السياق ذاته، شرع الكيان الصهيوني في بناء جدار عازل على الحدود الشرقية بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، وذلك في محاولة لمنع أو التخفيف من هجمات المقاومة وأدواتها في مواجهة قوات الاحتلال. وشرع الاحتلال في بناء الجزء العلوي من الجدار بعد الانتهاء من الجزء الخفي تحت الأرض.

وبحسب خبراء ومحللين، فإن هذه الإجراءات تؤكد تحول الكيان الصهيوني من استراتيجية الهجوم إلى الدفاع خوفا من هجمات المقاومة، وهو ما يأتي بالتزامن مع تهديدات رئيس حكومة الاحتلال للمقاومة الفلسطينية، بأن ميليشياته قادرة على ضرب مواقع المقاومة حتى في فترة انشغال الكيان الصهيوني بالانتخابات الداخلية.

وكان الكيان الصهيوني قد شرع في بناء جدار كبير عازل حول الضفة الغربية خوفا من هجمات المقاومة، وهو ما يأتي تأكيدا لما ذكره القرآن الكريم: لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ”.