هل اكتسب أفيخاي أدرعي خبرة علي جمعة في التضليل؟

متحدث جيش الاحتلال الصهيوني، أفيخاي أدرعي، ظهر واعظا حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تقف وحدها أمام المطامع الصهيوأمريكية، ولأن المقاومة الفلسطينية تتحدث لغة لا يتحدثها المنبطحون العرب وتعتبر معركتها مع الاحتلال معركة حياة أو موت، فقد خرج أدرعي بحديث معسول مستشهدًا بأحاديث نبوية وآيات في غير موضعها، على طريقة الدعاة الجدد، مذكرا بالشيخ خالد الجندي الذي جهر برفض مظاهرات ثورة 25 يناير 2011، عندما حرَّم الخروج على المخلوع مبارك والسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وظهر أدرعي مكررا طريقة الدعاة الجدد الذين فضحهم تناقض مواقفهم، ومنهم معز مسعود الذي قال في 2011: إن “العسكر يهدِّدون الثورة”، وفي انقلاب 2013 قال “حكم الإخوان فتنة”، وسالم عبد الجليل الذي طالب بشنق مبارك، ثم أيَّد مذابح الجيش ضد المعتصمين في رابعة والنهضة بعد انقلاب 30 يونيو، وأخيرا مصطفى حسني الذي نزل التحرير في يناير، ثم هرب من السياسة إلى “نهر الخير” بعد الانقلاب، وعمرو خالد الذي ركب موجة يناير وأسس حزب مصر المستقبل المدعوم من المخابرات الحربية، ثم هاجم الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، وبعدها تفرغ لإعلانات الدجاج.

كثير من المصريين والعالم العربي وثق وآمن بتيار “الدعاة الجدد” الذين لمع نجمهم في السنوات الأخيرة، واحتلوا أماكن مهمة في منظومة البرامج الدينية، وباتوا قدوات لا تمس لدى عدد كبير من الناس، لا سيما الشباب، لكن وكما زلزلت أحداث الثورة المصرية منذ بداياتها في يناير 2011 ثوابت كانت راسخة، أظهرت جوانب جديدة لهؤلاء الدعاة أثارت ردود فعل غاضبة عليهم، بسبب انحيازهم إلى صف جنرالات الانقلاب، كما هو الحال مع شيوخ المؤسسة الدينية الرسمية تمامًا، أو ما يصطلح عليهم بشيوخ السلطان.

“أفيخاي أدرعي” تقلّد منصب الداعية وارتدى ثوب الواعظين، في محاولته توجيه رسائل إلى الفلسطينيين في غزة و”تحذيرهم من حركة حماس”، وعبر صفحته في موقع “تويتر”، نشر مقطع فيديو رصدته “الحرية والعدالة”، وبدأه بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم “ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته”.

ووجه حديثه بعدها إلى حركة حماس قائلاً: “كيف تفسر حماس هذا الحديث النبوي الشريف المعروف للقاصي والداني بكل ما يتعلق بمسئولياتها تجاه شعبها”، وزعم في حديثه أن “حماس لا تطبق ولو جزءا بسيطاً من هذه الأوامر الإسلامية”، مضيفا: “حماس تتملص دائما من المسئولية تجاه سكان غزة، فهي تفسد بين مواطنيها وتسلب منهم أبسط حقوقهم للعيش بسلام وأمان”.

كما وجه دعوة لسكان غزة، مفادها: “يا سكان غزة، حماس مسئولة عن الفساد في القطاع وحرمانكم من حقوقكم، وعن كل المشاكل، لا تسمحوا لها بالتملص من مسئولياتها من خلال البالونات والطائرات الورقية والأدوات الإرهابية العبثية الأخرى”.

وجاءت رسالة أدرعي بعد ساعات قليلة من توقف العدوان الصهيوني والتصعيد الأخير على غزة، والذي بدأ منذ أول أمس الجمعة، وتوقف مع ساعات ليل السبت، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر فلسطينية عن توصل جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية إلى اتفاق تهدئة بوساطة إقليمية ودولية.

وربما لا يعرف “الشيخ أدرعي” أنه يكرر مواقف غيره من دعاة السلاطين، وعلى رأسهم علي جمعة، مفتي العسكر السابق وعضو هيئة كبار العلماء، التي ادعى فيها أن “جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لإعادة الخلافة منذ بدايتها، ما جعلها ألعوبة بيد الغير مفعولًا بها”، زاعما أن “الرسول- صلى الله عليه وسلم- لم يأمرنا بإعادة الخلافة مرة أخرى، وإنما أمرنا أن نرفع أيادينا ونتوجه لله ضارعين” على حد زعمه.

وكما هاجم “أدرعي” حماس، هاجم جمعة جماعة الإخوان وكأنهما يرضعان من بقرة واحدة، حتى إن المراقب قد لا يستطيع التفرقة بين تصريحات جمعة وأدرعي، لشدة التشابه بينهما، حيث ادعى جمعة على الإخوان قائلا: “هذه الجماعات الإرهابية أصبحت ألعوبة في يد غيرهم”، كما زعم أدرعي عن حماس أن جماعة الإخوان كانت تريد ضياع الشعب المصري والأمة الإسلامية بوجه عام، وأن الشرعية وإسقاط الانقلاب ستؤدى إلى أن نكون ألعوبة في يد الآخرين من أعداء الملة والدين من الإنجليز والأمريكان!.