نساء خالدات (آسيا بنت مزاحم )

آسيا بنت مزاحم : مؤمنة في بيت اكبر طاغية في العالم “فرعون” فزوجة فرعون كانت مِن النِّساء الثَّابتات الصَّادقات الَّتي يُقتدى بثباتها في زمن الفِتن وانتشار الحرام . ‏ لم تحفل كتب السير والتراجم بكثير من الأخبار عن السيدة آسيا -أو آسية- امرأة الطاغية فرعون، وأكثر ما وردَ عنها هو من قبيل الإسرائيليّات، وقد أورد ابن الأثير كلامًا مُقتضبًا عنها وقال إنّ اسمها آسية بنت مزاحم، وكانت مؤمنة تُخفي إيمانها عن فرعون، وقد ورد ذكرها في سورة التحريم في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ}. ووردت كذلك في أحاديث صحيحة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذ قال: “كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ” رواه البخاري ، وفي حديث آخر يقول صلّى الله عليه وسلّم: “أفضلُ نساءِ أهلِ الجنةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ، ومريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ بنتُ مُزاحمٍ امرأةُ فرعونَ” رواه السيوطى يقول ابن كثير إنّ آسيا لمّا رأت موسى -عليه السلام- أحبّته واستبشرت به خيرًا، فلمّا سمع الذبّاحون -الذين كان يستعملهم فرعون لقتل أطفال بني إسرائيل- بنبأ ذلك الطفل الذي جاء في التابوت فإنّهم أقبلوا يريدون الطّفل ليذبحوه، ولكنّ آسيا رفضت وقالت إنّها ستذهب إلى فرعون لتأخذ منه العفو عن ذلك الطّفل، فذهبت إليه ورجَتهُ أن يُبقي على الطفل قائلة له: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}، فقال لها الفرعون: بل هو قرّة عين لكِ، أمّا أنا فلا حاجة لي فيه، حتى قيل لو أقرّ فرعون عينيه بموسى لهداه الله -تعالى- كما هدى زوجته، ولكنّه تكبّر وأبى فحرمه الله -تعالى- ذلك الهدى. ذكر ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ سبب تسمية فرعون بذي الأوتاد في سورة الفجر هو أنّه كانت له أربعة أوتاد يربط فيها من يريد تعذيبه حتى الموت، وكذلك فعل بزوجته آسيا، ويقول الطبري في تفسيره إنّ آسيا قد آمنت بربّ موسى وهارون عليهما السلام، فأمر فرعون بتعذيبها حتى الموت إن لم تتراجع عن أقوالها، ولكنّها أبَت، فوضعوا عليها أعظَمَ صخرة وجدوها، فكانت ترى بيتها في الجنة في السماء، ثمّ أخذَ الله -تعالى- روحها فكانوا يعذّبونها وهي ميتة فلا تشعر بشيء رحمها الله. #نساء_خالدات