م. نبيه عبدالمنعم يكتب نقط فوق الحروف

م. نبيه عبدالمنعم يكتب نقط فوق الحروف

ولو كانت مذبحة رابعة هذه مع كفار أو يهود ما ارتضيناها رغم ما بيننا من خصومة وما عندنا من بغض لأفعال اليهود .

ولو كانت ضد أقباط لوقفنا فى وجهها ولأعلنا رفضنا وإدانتنا ، وموقفنا مما حدث فى ماسبيرو شاهد على ذلك .

ولو كانت ضد شيعة لأعلنا رفضنا لها بصوت عالى .

ولو كانت ضد خصومنا السياسيين من العلمانيين والليبراليين أو حتى رجال مبارك ما وسعنا إلا رفضها بكل قوة والوقوف فى وجه فاعلها .

ولو قام بها الإخوان أو الرئيس مرسى ما ارتضيناها على أحد ولو أدى الأمر بنا الى ترك جماعتنا التى قضينا فيها أعمارنا .

لا نقول ذلك لأننا الطرف المعتدى عليه وإنما هذا ايماننا وعقيدتتا وقرآننا وتعاليم ديننا .

(إن الله يأمر بالعدل ) العدل على إطلاقه دون قيد ولا شرط .
ويأمر بالإحسان ولم يخص أحدا وإنما مع الجميع .
(وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ) . كل فحشاء وكل منكر وكل بغى . مع مسلم أو مع كافر أو مخالف فى العقيدة أو خصم فى مجال السياسة أو صاحب مصلحة مخالفة أو لمكسب دنيوى .

وإننا والحمد لله على ذلك وفى عز المد الثورى وفى عز استضعاف الشرطة التى ظلمتنا سنين طويلة وفى ظل خصومتنا السياسية الطويلة مع نظام مبارك ورجاله فى كل قرية ومدينة . لم نظلم أحداً ولم نقتل أحداً كما فعلوا ولم نحرق بيتاً ولا مقراً لهم كما أحرقوا ولم نضطرهم للخروج من بلادهم ونملأ المعتقلات بهم كما فعلوا معنا فيما بعد .

ولسنا نادمين على ذلك أبداً لا من قبل ولا من بعد .

ورغم أن رجال مبارك كانوا يتوقعون منا تعاملاً وإجراءات استثنائية تليق بما يعرفونه عن أنفسهم من إجرام وانحراف إلا أننا لم نفعل لأنها لم تكن ثورة انتقام بقدر ما كانت ثورة إصلاح وتحقيق للعدالة بكل معانيها ولا يمكن لمن يريد العدالة أن يبدأ بالظلم أو باجراءات استثنائية بصرف النظر عن مدى قوته او ضعفه .

تماماً كما حدث بين ابنى آدم فلم يكن المقتول أضعف من أخيه القاتل ولكن كان للأمر عنده بعد آخر ومرجعية أخرى هى موقفه يوم القيامة ورده على أسئلة الحساب وماذا سيفعل حين تطاير الكتب وهل يبرر انتقامه من أحدهم فى الدنيا الفانية خلوده فى الجنة أو النار فى أخرته الباقية .

لم تكن دروشة منه ولا قلة فهم ولا قلة حيلة وإنما كان يرى مصلحته فى ذلك حسب مرجعيته وغايته وأهدافه .

ولم تكن أيضا دروشة منا ولا قلة حيلة وإنما كانت ولا زالت لنا مرجعياتنا ومنطلقاتنا وأهدافنا وحساباتنا الدعوية والدنيوية والأخروية التى ربما لا يتفهمها كثير من الناس والتى تجعل طريقنا دائماً صعباً وشاقاً وطويلاً ،لكنا نحتسب ذلك دائماً عند الله ونظن أنه هو الطريق الصحيح .

أما طريقة الإنتصار والتغلب على تلك العصابات وهذه الخيانات وهذا الإجرام وهذا الظلم فهذا شأن آخر يحتاج إبداعاً وصبراً وعملاً وتخطيطاً فى إطار تلك الضوابط والمحددات وهذه المنطلقات وتلك الغاية التى لا تفسد العدل فى الدنيا ولا تضيع علينا الآخرة .