م. نبيه عبدالمنعم يكتب إخواننا الذين يفهمون القرآن بالمقلوب

م. نبيه عبدالمنعم يكتب إخواننا الذين يفهمون القرآن بالمقلوب

ونكاية فى قيادات الإخوان التى تحضنا على الصبر ،فلننحى قصة أصحاب الأخدود جانباً ولننسى سورة البروج بكاملها فهى مجرد مخدرات تتحدث عن بطش الله الشديد للظالمين والفوز الكبير للمؤمنين .

ولا داعى لقصة يوسف ولا صبره الطويل وتحقق حلمه بعد الجب الذى كان فيه والقضاء الظالم والسجن الطويل .

لا داعى لكل ذلك فهى تمنع من هم على وشك الثورة من الثورة وتحضهم على الصبر .

ولا نريد من يذكرنا بأصحاب الكهف والدولة التى قامت بعد الصبر الطويل والابتلاء العظيم حين أرادها الله وهيئ لها الأسباب فسورة الكهف أيضا ممنوعة فهى تمنع أصحاب الرؤى العبقرية والحلول خارج الصندوق من تنفيذ أفكارهم التى يحجر عليها قيادات الاخوان العقيمة .

ولا داعى لقصة موسى وقتل فرعون للأطفال عقوداً طويلة ولا تمكن فرعون واستقرار فرعون وملأ فرعون وجنود فرعون ومال قارون ،ولا غرق الظالمين ولا انشقاق البحر بعد انقطاع الأسباب .

فموسى عليه السلام كان يبيع المخدرات لبنى اسرائيل تلك السنين الطويلة .
ولا داعى لقصة نوح وسيرة نوح ودعوة الناس والصبر عليهم وسنين الدعوة الطويلة والعدد القليل وسخرية الساخرين .

فنوح ليس منا ولسنا منه وتلك دعوة من قيادات الإخوان للخنوع والخضوع والإستسلام .

ولا داعى لدراسة سيرة النبى ولا أبى جهل وأبى لهب ولا عقبة ابن أبى معيط ولا هجرة الحبشة ولا الضرب فى الطائف .

ولا داعى أيضاً لذكر هزيمة أحد ولا غزوة الخندق وكيف بلغت القلوب الحناجر ، فقد أصاب البعض القرف من كثرة الحض على الصبر والكلام عن الثبات وبث الأمل .

ولا نريد من يحدثنا عن سعيد ابن المثيب وتجريسه فى الأسواق لرفضه بيعة ابناء عبدالملك .
ولا يحدثنا أحد عن استعادة القدس بعد مئة عام فى يد الصلييين ولا عن ابن حنبل وسجنه سبعة عشر عاماً.

فذلك ليس تاريخنا وديننا ،كلها مخدرات يلهينا بها قادة الاخوان العواجيز الجالسين فى السجون المتواطئين مع الانقلاب يريدون منا أن نصبر ونسكت .

نعم لا نريد من يصبرنا ولا من يدعونا للأمل فى غد أفضل .

نريد أن نعيش حياة السواد واليأس فهو وحده المؤدى الى نتيجة والموصل للأهداف .

ذلك ما ألاحظه فى الفترة الأخيرة من بعض جهابذة تيار الشرعية، حين يخرج علينا أحد القادة متحدثاً عن الصبر وعن عاقبة الظالمين وعقبى المؤمنين .

وما ألاحظه حين يكتب أحدنا عما تعلمه من القرآن ،تجد من يخرج ليخرج الكلام من معناه ويتهم المتحدث بالحض على الخنوع ، وتجد اللت والعجن وتحميل الكلام ما لا يحتمل والحديث حول ضرورة العمل والأخذ بالأسباب .

وكأن الحديث حول أهل الكهف او أصحاب الأخدود أو عن صبر النبى ينافى العمل والأخذ بالأسباب ،وكأن اليأس هو الحل والاستعجال والبكاء هو الموصل للهدف ،وكأنهم يفهمون القرآن وسيرة النبى بالمقلوب .

وكأن الإخوان لم يكونوا الوحيدين فى ذلك العالم الذين أخذوا من القرآن ومن تلك القصص نفسها . وفهموا منه السياسة والأخذ بالأسباب فتكلموا حين سكت الناس وعارضوا حين خاف الناس وحققوا انتصارات فى ميدان السياسة فى مصر وتركيا والمغرب والكويت وتونس وهم انفسهم من حققوا انتصارات فى ميادين الجهاد فى فلسطين وأفغانستان ووقفوا فى وجه كل غاصب محتل .

ليأتى هؤلاء الإخوة الذين وكأنهم يفهمون الكلام بالمقلوب ليوضحوا الواضح ويبينوا المبين من ضرورة الأخذ بالأسباب . ويستميتوا فى اقناعنا بأن الكلام عن أصحاب الأخدود الآن والحض على الصبر والثبات دليل إفلاس المتكلم وعلامة على انعدام الرؤية ودليل عجز القيادات .

أيها الإخوة العظام
تحدثوا عن القيادات ما شئتم فليسوا أنبياء وكلهم إلى زوال ، وعارضوا من شئتم وقدموا ما شئتم من الحلول والرؤى فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا الأنبياء ، والحكمة ضالة المؤمن .

لكن دعونا والقرآن وفهمنا للقران وحياتنا بالقرآن وقصص القرآن والأمل والثقة بالنصر فى القرآن

دعونا وعيشتنا مع النبى وقدوتنا بالنبى وما حدث للنبى ابتلاءاته وانتصاراته وصبره وثباته وجهاده وسماحته مع الناس وشدته على الكافرين ، وتعامله المختلف حين يتعلق الأمر بمجتمع المسلمين حتى لو كان يعلم يقينا أن البعض منهم منافقين يتظاهرون بالإسلام