ميثاق ودستور لحقوق الإنسان اعلن عنه النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبةً جامعةً في موقف عرفة

%d8%a1%d8%a4%d8%b1

ميثاق ودستور لحقوق الإنسان اعلن عنه النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبةً جامعةً في موقف عرفة، أرسى فيها قواعد للحقوق والحريات ارسى النبى صلى الله عليه وسلم هذا منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا اى قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من شهر ديسمبر 1948- ارسى رسول البشرية الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان الذي تحدد في عدة بنود، منها: 1- حرمة سفك الدماء: فالمبدأ الأول الذي أرساه الرسول الكريم في خطبته هو حرمة سفك الدماء بغير حق، وفي هذا يقول – عليه الصلاة والسلام -: (( أيها الناس.. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا)) فقد نادى هذا النبي العظيم بحقوق الإنسان، وأنه لا بد أن يكون محترمًا، له مكانته بين الناس. وقد روي عنه- صلى الله عليه وسلم – أنه نظر إلى الكعبة وقال: (( ما أعظمك!! وما أشد حرمتك!! والذي نفسي بيده، لَلمؤمن أشدُّ حرمةً عند الله منك)) فأين أمة الإسلام اليوم من تطبيق هذا المبدأ، وقد أخذ بعضُها برقاب بعض، وتسلَّط القوي فيها على الضعيف. 2- حرمة مال الإنسان: فكما حرَّم سفك الدماء فقد حرَّم سلب المال بغير وجه حق فقال: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: 10)، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( لا يحل لامرئ مالُ أخيه إلا عن طِيب نفس منه))؛ لذا حضَّ على أداء الأمانات إلى أهلها، فقد قال: (( فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها)) كما أنه حرم استغلال الإنسان لحاجة وفقر أخيه فقال: (( وإن كل ربا موضوع))؛ حيث كان الربا من موبقات الجاهلية المتأصلة التي يستغل فيها الأغنياءُ حاجةَ الفقراء، كما أنه حرم حرمان الوارث من نصيبه فقال: (( أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث)) وحفظًا لحقوق الوارثين منعَ الوصية بأكثر من الثلث أو لمستحق للميراث: (( ولا تجوز لوارث وصية ولا تجوز وصيةٌ في أكثر من الثلث)). 3- لا محاباة ولا تفضيل: فقد كان رسول الله صريحًا في عباراته التي تقطع على المتشككين فكرَهم حين يعتقد البعض أن الرسول الكريم يستثني أقاربَه من التكليفات الإلهية، بل إنه بلغ قمة النقاء والعدل حين بدأ بأقاربه وذوي رحمه فقال: (( إن ربا الجاهلية موضوع وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، وإن أول دم أبدأ أضع دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب)) 4- ( ولكم في القصاص حياة): فقد عالجت الخطبة قضيةً خطيرةً، ألا وهي حفظ النفوس، وصيانة الدماء من خلال حكم القصاص في النفس والجراحات، والذي كان من حِكَمه التشريعية زجر المجرمين عن العدوان. وقد عجزت الأمم المعاصرة- بتقدمها وتقنية وسائلها- أن توقف سيل الجرائم وإزهاق النفوس، 5- إعلان حقوق المرأة: فقد أعلن فيها حقوق المرأة، وأنها إنسانةٌ لها شأنها في المجتمع، فهي تمثل نصف الأمة، ثم هي تلد النصف الآخر، فهي أمة كاملة. ففي خطبته- صلى الله عليه وسلم – كانت وصيتُه بالنساء خيرًا: (( واستوصوا بالنساء خيرًا)) ما أروعها من وصية!! وما أحرى بالإنسانية اليوم أن تلتزم بها وتهتدي بهديها!! ارسى النبى – الفرقَ بين كرامة المرأة وحقوقها الطبيعية التي كفلها لها شرع الله(( أيها الناس.. إن لكم على نسائكم حقًّا، ولهن عليكم حقًّا، لكم عليهن ألا يُوطِئن فُرُشكم أحدًا تكرهونه، وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة))، 6- القضاء على أشكال التمييز: فقد أعلن الرسول الكريم أن الناس متساوون في التكاليف، حقوقًا وواجباتٍ، لا فرق بين عربيٍ ولا عجمي إلا بالتقوى، لا تفاضل في نسب، ولا تمايز في لون، فالنزاعات العنصرية والنعرات الوطنية لا يَعتد بها الإسلام، فالكل سواسيةٌ أمام الله، ففي الإسلام لا فرق بين أبيض ولا أسود ولا أحمر، ولا يوجد نسب ولا مال ولا جاه، الكل سواءٌ أمام الله: (( أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى)) :وهو بهذا الإعلان قد سبق بنود إعلان الأمم المتحدة التي منها – يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق – لكل إنسان حقُّ التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، فما الذي أضافه هذا الإعلان سوى أنه حِبرٌ على ورق، وأن الدول التي أقرت هذا الإعلان هي أكثر الدول انتهاكًا لأبسط حقوق الإنسان!! أما الرسول الكريم فهو الذي أعلن حقوق الإنسان واحترمها وطبَّقها حتى على ذوي رحمه، وبالفعل كانت خطبة الوداع أول إعلان وأول ميثاق عالمي لحقوق الإنسان